ذبابة شبيهة المقاتلات العسكرية
استعان علماء بكاميرات فيديو لرصد المناورات الجوية التي تقوم بها “ذبابة الفاكهة”، ليجدوا أنها تلجأ لحركات خاطفة مثيرة مراوغة في الهواء تفاديا لأي كائنات مفترسة تتربص بها، مثلما تفعل تماما المقاتلات العسكرية للتخفي عن العدو.
وتسجل الدراسة التي نشرت، الخميس، في دورية “ساينس” مدى رشاقة ذبابة الفاكهة في الجو، أثناء قدرتها على تغيير مسارها بسرعة مذهلة في زمن يقل عن جزء من مئة جزء من الثانية الواحدة.
ويجب ألا يندهش أحد ممن يستخدمون المذبة لإبعاد هذه الحشرة، من قدرتها الخارقة على الإتيان بحركات بهلوانية في الجو والهروب بيسر ومهارة من المواقف الخطيرة.
واستخدم الباحثون في جامعة واشنطن ثلاثة كاميرات متطورة تعمل في آن واحد وتسجل كل منها 7500 لقطة في الثانية الواحدة، لفك لغز القدرة الفائقة للحشرة الصغيرة على المراوغة والمناورة.
وسجل الباحثون حركات الجناح والجسم في الجو لذبابة الفاكهة من نوع “دروسوفيلا هايداي” داخل غرفة أسطوانية مخصصة لطيرانها، بعد أن عرضت على الحشرة صورة تمثل كائنا مفترسا يدنو منها.
وأبدت الحشرة ردود فعل مثيرة خلال محاولتها الهرب من العدو، إذ ما لبثت أن دارت بجسمها على الفور مثلها مثل المقاتلة العسكرية، وعادت أدراجها وهي تفر من عدوها.
وأثناء دوران الحشرة، وهي في حجم حبة السمسم، أظهرت قدرتها على الدوران الجانبي بواقع 90 درجة، ولجأت أحيانا إلى أن تقلب جسمها رأسا على عقب.
واستلزم الأمر كما كبيرا من الإضاءة لتشغيل الكاميرات بسرعاتها العالية، لكن نظرا لأن الذبابة قد تصاب بالعمى لو استخدم هذا الكم من الضوء، استعان الباحثون بالأشعة تحت الحمراء التي لا تراها الذبابة.