فردان "جنّة" لنهب مخلّفات الحرب العالمية الثانية
من "كنوز" غابة فردان. (أ ف ب)
(و ص ف)
11 نيسان 2014
غابة فردان أرض المعركة السابقة في شمال شرق فرنسا تزخر بمخلفات متنوعة من الحرب العالمية الأولى وتجذب إلى فرنسا النهّابين رغم تنديد السلطات وعلماء الآثار.
وبالقرب من قذيفة مستلقية على العشب، يتعرّج خندق بين أشجار الزان والبلوط وتظهر فجأة حفرتان كبيرتان استُحدثتا بعناية مثل المقابر في إشارة إلى مرور نهّابين.
ويقول المسؤول في الهيئة الوطنية للغابات في فردان جويل داي وهو يشير إلى إحدى هذه الحُفر: "ما إن يُصدر جهاز رصد المعادن صوتا يباشرون الحفر. فهم وجدوا على الأرجح بندقية ألمانية هنا لأننا عثرنا هنا على رصاص لبندقية ماوزر".
ويتخصّص البعض في البحث عن أسلحة وخوذات، لا سيما الخوذة الألمانية "التي ثمة إقبال كبير على زينتها المصنوعة من النحاس الأصفر".
ويفضل البعض الآخر تمشيط الجبهة الخلفية مثل الثكنات الألمانية السابقة التي كانت مجهّزة بمكبّات مهملات يمكن العثور فيها حتى الآن على أكواب زجاجية مدموغة بالصليب الفولاذي وأجزاء من خوذات وحمّالات وغلايين متضرّرة مصنوعة من الخزف.
ويواجه من تُثبت حيازته العتاد الحربي حتى لو كان قديماً، بطريقة غير شرعية عقوبة بالسجن ثلاث سنوات. أما القطع الأخرى التي يعثر عليها في أرض المعركة فهي تعود قانوناً إما إلى عائلات الجنود التي يملكونها أو إلى الدولة، وعدم التصريح عنها يؤدّي إلى فرض غرامة قيمتها 3750 أورو على المخالِف.
إلا أن كل هذه الحجج لا تثني صائدي الكنوز هؤلاء. ورغم يقظة الهيئة الوطنية للغابات في فردان ودوريات الدرك من الصعب إلقاء القبض على الناهبين في الجرم المشهود في غابة تمتد على عشرة آلاف هكتار.