تتمتع مملكة البحرين بإرث حضاري وتاريخي هام حيث كانت مهداً للحضارة الدلمونية فضلاً عن كونها نقطة اتصال بين طرق التجارة القديمة بين الشرق والغرب ويحظى هذا الإرث التاريخي باهتمام من قبل وزارة الثقافة التي قامت بالتعاون مع منظمة اليونسكو على وضع خطة تستهدف الوصول بقلعة البحرين إلى مستوى المعالم الأثرية.
تقع قلعة البحرين على الساحل الشمالي للجزيرة في أقصى الطرف الغربي لخليج مفتوح يرسم طرفه الشرقي حدود مدينة المنامة.
وبنيت القلعة من قبل حكام عرب محليين في القرن الرابع عشر على مبانٍ تعود لفترات زمنية مختلفة وتتكون القلعة من أربعة أبراج دائرية وفي مرحلة أخرى تم تجديد البناء وتوسيع القلعة وبناء سور خارجي خلف السور الأصلي مع إضافة أبراج جديدة.
في عام 1521 تم احتلال البحرين من قبل البرتغاليين ولفت انتباههم موقع القلعة الإستراتيجي فاستخدموها كقاعدة عسكرية لهم وفي فترة الاحتلال قاموا بتوسيع القلعة وأضافوا المزيد من الأبراج.
المدن الدلمونية تتكون هضبة قلعة البحرين من مجموعة من المدن مبنية فوق بعضها البعض ويحيط بها سور ضخم ،وقد اكتشف علماء الآثار من خلال دراسة الطبقات ومقارنة الفخار المكتشف أن الآثار تعود لست فترات تاريخية وتطل على الميناء الدلموني الذي يعد من أهم المراكز في ذلك الوقت حيث إنه البوابة الرئيسية للمدينة.
المدينة الأولى
تضم هذه المدينة فترتين زمنيتين ، الأولى يرجع تاريخها مابين 2800 ق.م 2300 ق.م ، بعد دراسة الكسور الفخارية التي تم العثور عليها ،ولم يكتشف آثاراً للبناء والأرجح لأنها كانت مبنية بسعف النخيل. أما الثانية فيعود تاريخها إلى الفترة مابين 2300 ق.م ? 1800 ق.م وقد تم العثور على كسور فخارية وآثار لجدران مبنية بالطين والحجارة.
المدينة الثانية
شيدت هذه المدينة في فترة دلمون المتوسطة ، وتؤرخ في الفترة المحصورة مابين 1800 ق.م 750 ق.م. ويعتبر علماء الآثار أن الحضارة الدلمونية في هذه الفترة الزمنية وصلت إلى ذروة الازدهار وكان لها دور فعال في العلاقات الخارجية مع حضارات آخرى ونشاط بارز في التجارة.
وقد كان واضحاً هذا التطور في بنائها حيث تم اكتشاف معبد له بوابة في غاية الدقة والإتقان والفخامة ، أما المباني فقد تم بناؤها من حجارة كبيرة مصفوفة بدقة وممسوحة بمادة الجص.
المدينة الثالثة
تؤرخ هذه المدينة في الفترة المحصورة مابين 750 ? 325 ق.م ومن أهم مبانيها قصر أوبيري وتم العثور على مجموعة من الأواني الفخارية تضم عظام وهياكل أفاعي.
المدينة الرابعة
بنيت في فترة تايلوس التي تؤرخ في الفترة مابين 325ق.م-622 م ، وتعد مزجاً لمجموعة من الحضارات الشرقية والغربية والمحلية وتم اكتشاف مجموعة من العملات الفضية التي تعود للإسكندر المقدوني.
المدينة الخامسة
تعود هذه المدينة إلى الفترة الإسلامية مابين 622-1400 م وتتكون هذه المباني من منازل صغيرة ، وكذلك سوق مركزي يضم مجموعة من الدكاكين. وقد قامت مملكة البحرين بالاهتمام بهذا الإرث الحضاري والتاريخي، فأنشأت على ساحل القلعة متحفاً يضم الآثار التي تم استخراجها من المدن الدلمونية ،
وكذلك مقهى يطل على البحر ، وتم تسجيل موقع القلعة في منظمة اليونسكو ، مع الإصرار على حماية البحر من أعمال الردم ، حيث تم مؤخراً اكتشاف ثلاثة ينابيع ماء عذب تنبع من البحر.
المصدر