سوق الشورجة من اسواق بغداد القديمة والمشهورة يعود تاريخ انشائه إلى العصر العباسي المتأخر.
اصل السوق وتسميته
كان اسمه سوق الريحانين، ثم استبدل إلى سوق العطارين واخيراً سمي سوق الشورجة.
لقد أختلف المؤرخون والباحثون في اصل تسمية الشورجة وتعددت آراؤهم، فيؤكد جلال الحنفي أن كلمة الشورجة منحدرة من كلمة (شوركاه) أي محل الشورة أو (الماء المالح) إذ كانت محلة الشورجة قديما بئرا أو بركة ماء فحرّفت إلى الشورجة.
أما الباحث سالم الآلوسي فيقول إن أصل كلمة الشورجة جاءت من (الشيرج) وهو دهن السمسم إذ كانت في السوق معاصر خاصة للسمسم والأسم ينسب إلى الشيرجة أو الشرجة التي حُرفت إلى الشورجة.
وهناك رأي آخر يقول أن الشورجة هي كلمة تركية تتكون من مقطعين المقطع الاول (الشور) ويعني النهر والمقطع الثاني الـ(جه) المتكونة من حرفين وتعني (المالح) وبذلك يكون معنى الشورجة (النهر المالح) أو النهر المالح الصغير وهذا مستند إلى القاموس التركي.
تأثيره وأهميته
وكانت فيها معالم بارزة شاخصة للعيان تهدّم وانقرض بعضها في فترات مختلفة من الزمن مثل خان الدجاج وحمام الشورجة وسوق التمارة وسوق الغزل وسوق العطارين وعلاوي الشورجة وخان مخزوم وبنات الحسن ومرقد الحسين بن الروح أحد السفراء الاربعة للامام المهدي وهو من علماء بغداد في القرون الماضية.
والشورجة سوق تراثية وشعبية عند البغداديين فاغلب البيوت البغدادية تجري سعيا اليها والتبضع فيها خصوصا في ايام رمضان والمناسبات والاعياد واذ تكثر الشموع والتوابل بانواعها ومستلزمات الاعراس والافراح كافة.
وتعد المنطقة من المناطق التراثية وفي الاونة الاخيرة تعرضت بعض مبانيها القديمة للهدم مثل الخانات التراثية القديمة كخان الاغا الصغير وبعض المباني القديمة الاخرى المجاورة وقد عثر فيها على عدد من آبار الماء المالح وهذا يؤكد على ان التسمية صحيحة.
يضم سوق الشورجة عدة فروع وهي اسواق متخصصة تزيد على (19) فرعاً منها سوق الصابون وسوق التوابل وسوق القرطاسية واخر للزجاجيات والفرفوري والفافون إلى غير ذلك.. وله من الخانات 13 خاناً منها خان لاله الصغير، وخان جني مراد، وسبب تسمية الخان بـ(جني مراد) هو انه عند احتراق الخان وانهيار بعض جهاته ظهر وراءها بناء فتخيل الناس ان البناء الذي ظهر هو من عمل الجن ثم خان الامين وخان الاغا الكبير ومن الجوامع 4 جوامع منها جامع النخلة وجامع النوبجي.
اما المقاهي فقد كان هناك اثنان (مقهى المعلكة) ذلك لانها تقع على سطح احدى العلاوي، وقهوة قدوري التي كان يرتادها قراء المقام، وفيها قرأ المقام عبد الرزاق القبانجي والد الفنان المرحوم محمد القبانجي