اتفقت شركة مايكروسوفت على صفقة لشراء قطاع الهاتف المحمول لشركة نوكيا مقابل 5.4 مليارات يورو.
كما سترخص شركة نوكيا براءات الإختراع وخدمات الخرائط الخاصة بها لصالح مايكروسوفت.
وقد ارتفعت أسهم شركة نوكيا بنسبة 45 في المئة بعد ظهور أنباء عن هذه الصفقة.
ومن المقرر أن تكتمل عملية الشراء في أوائل 2014، حيث سيُنقل نحو 32 ألف موظف بشركة نوكيا إلى شركة مايكروسوفت.
وفي الوقت الذي تبذل فيه شركة نوكيا جهودا كبيرة أمام المنافسة القوية من شركتي سامسونغ وآبل، تتعرض شركة مايكروسوفت أيضا لانتقادات بسبب تباطؤها في سوق الهواتف المحمولة.
وقال ستيف بالمر، المدير التنفيذي لمايكروسوفت في بيان له: "إنها خطوة جريئة نحو المستقبل، وفوز مشترك لكل من العاملين، وأصحاب الأسهم، والمستهلكين من الجانبين."
خطوة ذات أولوية
وتواجه شركة مايكروسوفت، وهي واحدة من أكبر الأسماء في قطاع التكنولوجيا، تحديا كبيرا بسبب إحجام المستهلكين عن أجهزة الكمبيوتر التقليدية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة لصالح الهواتف الذكية وأجهزة الكمبوتر اللوحية.
ويقول منتقدون للشركة إنها كانت بطيئة جدا في الاستجابة لمتطلبات سوق الهواتف المحمولة الذي يحقق ازدهارا ملحوظا.
وأطلقت الشركة أجهزة كمبيوتر لوحية تعرف باسم "سيرفيس تابليت" العام الماضي، لكن مبيعاتها من هذه الأجهزة كانت بطيئة نسبيا.
وقال محللون إن الشركة تريد التأكد من أنها تحقق استراتيجيتها بشكل صحيح في سوق الهاتف المحمول.
وقال مانوغ مينون، مدير شركة فروست أند سوليفان للاستشارات، لبي بي سي: "توفر الهواتف المحمولة مجالا ذا إمكانات هائلة، لكنها كانت نقطة ضعف لشركة مايكروسوفت."
وأضاف: "من الواضح أن الأولوية في المقام الأول بالنسبة إلى الشركة هي تحقيق استراتيجيتها بشكل صحيح، ومن وجهة نظر استراتيجية، تعد هذه الصفقة خطوة ممتازة، لكن السؤال الأهم هو كيف ستتمكن الشركتان من تنفيذ هذه الخطة."
"تكامل أعمق"
كانت نوكيا شركة رائدة في مجال الهواتف المحمولة، لكن مبيعات الشركة انخفضت بنسبة 24 في المئة في الأشهر الثلاثة السابقة لنهاية شهر يونيو/حزيران مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وبلغت مبيعات الشركة 53.7 مليون هاتف محمول خلال ذلك الربع من العام، فيما يمثل تراجعا بلغ 27 في المئة خلال العام الماضي.
لكن مبيعات الشركة من هواتف لوميا الجديدة، والتي تعمل بنظام تشغيل من إنتاج مايكروسوفت، ارتفعت خلال تلك الفترة.
وقال مينون إن الصفقة بين الشركتين ستساعد في تقريب كل من الأجهزة وبرامج التشغيل معا لتحقيق "تكامل أعمق" بينهما.
وأضاف: "وهذا من شأنه أن يساعد مايكروسوفت في وضع استراتيجية أكثر فعالية للمنافسة في مجال الهواتف المحمولة."
كما اتفقت مايكروسوفت أيضا على ترتيبات تخص منحها ترخيص من شركة نوكيا لمدة عشر سنوات لاستخدام العلامة التجارية لنوكيا على منتجاتها الحالية من الهواتف المحمولة.
أعلنت شركة نوكيا أيضا عن تغييرات في فريق الإدارة نتيجة لعمية البيع
تغييرات في الإدارة
وأعلنت شركة نوكيا أيضا عن تغييرات في فريق الإدارة نتيجة لعمية البيع الجديدة.
وسوف يتنحى ستيفن إيلوب عن منصبه بصفته رئيسا ومديرا تنفيذيا لشركة نوكيا، كما سيستقيل من مجلس إدارتها.
وقالت الشركة إنه سوف يصبح نائبا لرئيس وحدة الخدمات والأجهزة بالشركة، وأضافت أنه من المتوقع أن ينتقل إيلوب إلى شركة مايكروسوفت وفقا للصفقة الجديدة.
كما أعلن ستيف بالمر، الرئيس الحالي لشركة مايكروسوفت، الأسبوع الماضي أنه سوف يتقاعد، ومن المتوقع أن يغادر الشركة خلال 12 شهرا.
ويتردد اسم إيلوب، الذي ترك مايكروسوفت ليلتحق بشركة نوكيا عام 2010، كأحد الأسماء المرشحة بقوة لخلافة بالمر.
وقالت نوكيا إنه بمجرد الانتهاء من عملية البيع، فسوف ينصب تركيزها على ثلاثة مجالات عمل رئيسية، وهي تصنيع معدات شبكات الاتصال، وخدمات الخرائط وتحديد المواقع، ومجال تطوير وترخيص التكنولوجيا.
وقالت نوكيا في وقت سابق من هذا العام إنها وافقت على شراء حصة شركة سيمنز البالغة 50 في المئة في مشروعهما المشترك الذي يحمل اسم "نوكيا سيمنز نيتوركس"، وذلك مقابل 1.7 مليار يورو.
ويعمل هذا المشروع في مجال تصنيع معدات شبكات الاتصال.