حذف موقع فيسبوك صفحة بعنوان: "الجنود يستحقون الاغتصاب والقتل"، ولكن سبب الحذف لم يكن الموضوع الذي تتناوله.
وأثارت الصفحة، التي أنشئت العام الماضي، اعتراضات من جانب أفراد في القوات المسلحة ومن جانب الجمهور أيضا.
ولم يحذف فيسبوك الصفحة في بادئ الأمر، قائلا إنها لا تنتهك قواعد الموقع، لكنه حذفها بعد تلقيه اتصالا من بي بي سي يؤكد أن تفاصيل صاحب الحساب وهمية.
وقال منتقدون للشركة إن حذف الصفحة يبرز المخاوف بشأن سياسات الموقع فيما يتعلق بمراجعة حسابات مستخدميه.
معايير المجتمع
ودعت الصفحة، التي أنشئت في يوليو/تموز الماضي، الزوار إلى "دعم قضية استئصال هذه النوعية من الجبناء الذين لا قيمة لهم والقضاء عليهم".
وتؤكد المعايير المجتمعية التي يتبعها فيسبوك على ضرورة حذف المحتوى الذي يرى أنه يشكل "خطرا حقيقيا يعرض للأذى الفعلي"، كما تؤكد على أنه لا يجوز لأعضاء الموقع "تهديد الآخرين، أو التحريض على أعمال عنف في العالم الحقيقي".
ومع ذلك، أشار متحدث باسم فيسبوك إلى أن التهديد لم يكن محددا بما فيه الكفاية حتى يتخذ فريق الشكاوى بالموقع إجراء بشأنه.
وأضاف: "في بعض الأحيان يكون هناك محتوى على فيسبوك يعبر عن أفكار غاضبة ومقيتة، ولكنه لا يستهدف أي شخص بطريقة مباشرة، ولا يتم حذف الصفحة في هذه الحالة. ومع ذلك، يمكننا إجبار الأشخاص الذين ينشرون مثل هذه الأشياء على الكشف عن أسمائهم الحقيقية حتى يخضعوا للمساءلة العلنية عن وجهات نظرهم".
وأردف: "فيما يتعلق بالتحقيق حول المسؤول عن هذه الصفحة، وجدنا أنه كان يستخدم حسابا وهميا، وحذفنا الصفحة".
وأكد المتحدث باسم فيسبوك أن الموقع لم يكتشف أن صاحب الصفحة يستخدم هوية وهمية إلا بعد تلقي اتصال من مراسل بي بي سي لشؤون التكنولوجيا روري سيلان جونز، الذي سبق وسأل عن هذه القضية بعدما أثيرت من قبل أحد المواطنين.
إظهار الاحترام
واشتكى من هذه الصفحة مستخدمون من متصفحي صفحة أخرى على فيسبوك أنشئت خصيصا لدعم كوماندوز مشاة البحرية الملكية البريطانية.
وقال ستيف برويتي، مؤسس الصحفة – الذي سبق وخدم في الجيش البريطاني – إن الصفحة التي تهاجم الجنود هي مجرد صفحة من صفحات عديدة قدمت بشأنها شكاوى لأنها تهاجم القوات المسلحة.
وأضاف أن فيسبوك يجب أن يكون أكثر سرعة في حذف هذه المواد، على الرغم من المخاوف التي ستثار بشأن حرية التعبير.
وقال برويتي لبي بي سي: "ينبغي احترام الرجال والنساء الذين قاتلوا وماتوا من أجل تعبير الآخرين عن آرائهم".
وأضاف: "مثل هذه الصفحات تخلق الكراهية وتثير مشاعر الغضب. وكما رأينا في الماضي، فإنها تخلق مزيدا من التوتر، ليس فقط بين المجتمع الافتراضي على شبكة الإنترنت، ولكن أيضا في الحياة الواقعية".
وعلى النقيض من ذلك، أعربت مجموعة "لا كوادراتير دو نت" التي تتخذ من باريس مقرا لها، عن قلقها من اتخاذ مثل هذه القرارات من قبل شركة بهذا القدر من التأثير.
وقال جيريمي زيمرمان، مؤسس المجموعة: "القضاء هو من ينبغي أن يقول كلمته بشأن إن كانت هذه دعوة مباشرة للعنف أم لا، ثم يطلب من فيسبوك بعد ذلك حذف الصفحة أم لا. ولكن فيسبوك أصبح لديه نوع من العدالة الموازية من خلال قواعده التي لا نستطيع فهمها بشكل كامل".
وأضاف: "هذه مشكلة كبيرة لكل من يعتقد أنه يتمتع بالحماية على فيسبوك".
حقوق التعديل الأول للقانون الأمريكي
وقال الدكتور جوس رايت، من معهد أوكسفورد للإنترنت، إنه لشيء عادي أن تتصرف الشركة على هذا النحو.
وأضاف: "لا أحد يريد أن يُنتهك مبدأ حرية التعبير وفقا لبنود قانون التعديل الأول من الدستور الأمريكي".
"من الواضح أن هذه الصفحة حذفت لأنها كانت مسيئة، ولكن كان من الأفضل للشركة أن تبحث عن مبرر آخر – مثل استخدام بيانات وهمية، أو كما رأينا في أمثلة أخرى، انتهاك حقوق النشر".