خسر برشلونة أمام أتلتيكو مدريد بعد 4 تعادلات ، خسارة أعلنت تأهل أتلتيكو مدريد لأول مرة إلى قبل نهائي دوري أبطال أوروبا منذ 40 عاماً ، وأكدت بأن الفريق المدريدي متصدر الدوري الأسباني بات يشكل عقدة لبرشلونة.
هذه العقدة لم تتكون لسبب واحد وإلا لتم حلها مع هذا العدد الكبير من المباريات، بل إنها ناتجة عن مجموعة من العناصر التي حولت العقدة إلى أحجية بالنسبة لتاتا مارتينو فشل بالوصول إلى حلها.
السبب الأول يتمثل في التنظيم الدفاعي لأتلتيكو مدريد، فالفريق خاض كل المواجهات بمبادىء واضحة تقوم على عدم التسرع بمواجهات دفاعية واحد لواحد أمام لاعبي برشلونة الموهوبين من دون أن يكون هناك دعم من لاعب أخر والمرة الوحيدة التي أخل فيها الفريق بهذا المبدأ تم معاقبته بأخطر فرصة قادها تشافي وأضاعها نيمار، كما أن هناك دفاع ثلاثي دائم على لاعبي برشلونة القادرين على عمل تمريرات قاتلة فكان تشافي وانيستا وميسي دوماً محاصرين من عدة لاعبين فلا يمكنهم المراوغة ولا التمرير، ورافق ذلك مراقبة دائمة للظهيرين الصاعدين إما من قبل أطراف خط الوسط في أتلتيكو أو من قبل المهاجمين أنفسهم الأمر الذي عزلهم تماماً عن باقي الفريق.
السبب الثاني يتمثل بطريقة خطي الدفاع التي اتبعها دييغو سيميوني ، طريقة قديمة كروياً استعادها سيميوني ضد برشلونة، فيتمركز لاعبو خط الوسط وكأنهم خط دفاع أمام خط الدفاع الأصلي، نتيجة هذا الخط الجديد وبسبب اعتماد برشلونة على التمريرات القصيرة العديدة فإن الكتلان يضطرون دوماً لتمرير الكرة إلى الأطراف وهي مناطق غير معتاد برشلونة على اللعب فيها، ولنفس السبب كان برشلونة يضطر للعب عرضيات بعيدة عالية وكثيرة لكن من دون فائدة لأنه ضعيف في الهواء.
أما السبب الثالث والرابع فهما سببان تاريخيان منذ أيام بيب جوارديولا ، فبرشلونة يعاني دوماً ضد أي فريق يستخدم الاحتكاك البدني في افتكاك الكرة وهذه إحدى نقاط قوة أتلتيكو، وبرشلونة يعاني أمام كل فريق ناجح بإخراج الكرة إلى منطقته من دون أخطاء، وهذا يجبر البرسا على صناعة الهجمة من البداية بدل صناعتها في مناطق الخصم.
ويتمثل السبب الخامس بحماية المربع القاتل ، فأتلتيكو يحمي تماماً المربع المشارف على منطقة جزائه، فلا يستطيع اي لاعب من برشلونة السقوط فيه وهي المنطقة التي يستغلها برشلونة عادة دوماً لضرب دفاع الخصم، هذا المربع كان محمياً بعدد كبير من اللاعبين فلم يستطع تشافي وانيستا بدء التيكي تاكا من هناك فلم يكن هناك هجمات خطيرة بسببه بالشكل الذي اعتدناه من برشلونة، فبات الاستحواذ كثيراً من حيث الأرقام لكنه قليل السلبية.
ومن الأسباب الأخرى التي تساهم دوماً بإتعاب برشلونة ، فهي الضغط العالي على لاعبيه بشكل يمنع ماسكيرانو وسيرجيو بوسكتش من تحضير الهجمات ببطء، جوارديولا كان قد اعترف في الماضي بأن مدافعيه يمثلون جزءً مهما من صناعة الهجمات له وهو ما دفعه دوماً للرغبة بضم مدافعين بجودة على الكرة أمثال ديفيد لويز.
السبب السابع ينطبق على مباراة اليوم فقط وهو أن برشلونة لعب وهو خائف من أتلتيكو بشكل واضح، ارتباك لم يعهده الجمهور من قبل على البرسا، ارتباك على غير العادة، صورة مغايرة لتلك التي رسمها برشلونة لنفسه في العقد الأخير، هذه الهزة النفسية ساهمت كثيراً بالمعاناة الكتلونية طوال المباراة.
أسباب سبعة اجتمعت هذا الموسم فشل برشلونة بالتعامل معها بشكل واضح، فدفع الثمن اليوم الخروج من أولى البطولات خالي الوفاض، ليغيب لأول مرة عن نصف النهائي منذ عام 2007 .