ثار تحذير وزاره الصحه والسكان من استخدام "حلقه الطاقه"، لارتفاع مستوي الاشعاعات بها والتي تسبب العديد من الامراض الخطير، ردود افعال متباينه، اذ اعتبره البعض انه قرار صائب للحد من انتشار هذه المنتجات التي تروجها الفضائيات بدعوي انها تشفي من الامراض، فيما راه البعض الاخر قرارا مبالغا فيه ولا يستند الي اي دليل علمي.تحذير وزاره الصحه من "حلقه الطاقه" او "اسوره الطاقه" جاء علي لسان الدكتور محسن عبد العليم، رئيس الاداره المركزيه للشؤون الصيدليه، الذي اكد ان نتائج التحليل الصادر عن هيئه الرقابه النوويه والاشعاعيه بخصوص منتج "حلقه الطاقه" افادت بارتفاع المستويات الاشعاعيه بها، وانها تسبب اضراراً كبيره علي صحه المواطن المصري، كما ان المنتج غير مسجل بالوزاره ويتم تهريبه عبر منافذ غير شرعيه.
كما حذر من الاستجابه "للادعاءات الكاذبه التي تروجها بعض القنوات الفضائيه ان ارتداء "حلقه الطاقه" حول المعصم او الرقبه يحافظ علي الصحه والعافيه، وينظم ضغط الدم ويزيد الطاقه العامه، ويساعد علي التخلص من اضطرابات النوم والارهاق".
لكن الدكتور حسام الدين الخبيري، استاذ امراض القلب والاوعيه الدمويه في معهد القلب في طب قصر العيني، اكد ان هذه القلاده لا تنبعث منها اي اشعاعات ضاره، حيث فحص احد القلادات التي تصنعها شركه امريكيه شهيره عبر جهاز المسح الاشعاعي باستخدم النظائر المشعه، والذي يستخدم في تشخيص امراض القلب.
واستطرد ان هذا لا يعني انها خاليه تماما من الاشعاعات الضاره، "فربما تحتوي علي اشعاعات اخري ضاره لا يستطيع هذا الجهاز ان يرصدها".
بحسب وصف الشركات المصنعه لـ "حلقه الطاقه" فهي مصنوعه من زجاج عالي الحراره معالج هندسياً بتقنيه النانو. ويسعي الكثيرون الي ستخدامها لاعتقادهم انها تفيد في تخفيف معاناتهم اليوميه وتمنحهم القوه والاتزان، وتزيل التوتر النفسي وتعمل علي تفريغ الشحنات الكهربائيه السالبه من الجسم، وتفيد في تنشيط الدوره الدمويه في الجسم. وهذا ما يؤكده صانعوها عن طريق الدعايه عبر وسائل الاعلان والفضائيات والنشره المرفقه عاده مع القلاده، التي "تحمي ايضاً من المجالات الكهرومغناطيسيه الموجوده في الطبيعه"، بحسب كلامهم.
لكن هناك من يستبعد ان تكون لمثل هذه القلاده كل هذه الفوائد، ويري انها مجرد عامل نفسي لا اكثر ولا اقل، اذ يعتقد مستخدموها انها ستشفيهم بالفعل ويشعرون بارتياح عند ارتدائها.
وفي تعليقه علي ذلك، قال الخبيري انه لا يوجد بحث علمي او دراسه تثبت ان حلقه الطاقه تنشط الدوره الدمويه. "فهذه جميعها تجارب لدي افراد لبسوها فاحسوا بتراجع الام الصداع، وقد تفيد في ذلك، لكن بالنسبه للقلب والدوره الدمويه لم يثبت علمياً ان لها اي فائده".
واشار الي ان الاسواق المصريه مليئه بانواع مختلفه من قلادات الطاقه المزيفه والمهربه من الصين، والتي تباع في الاسواق باسعار زهيده تتراوح بين 10 و 100 جنيه. واكد ان هذه الانواع قد تحتوي علي اشعاعات لانها لا تخضع للرقابه والسلامه الصحيه التي تهتم فيها الشركات الكبري المصنعه في امريكا واوروبا.
قال احمد سامي، طبيب صيدلي واحد مستخدمي قلاده الطاقه "الاصليه"، انه مقتنع بانها تقلل من تاثير الاشعاع الكهرومغناطيسي الذي تبعث به اجهزه الهواتف النقاله وابراج اللاسلكي. واكد ان "قلاده الطاقه الاصليه التي تصنعها شركات معتمده في امريكا واوروبا اجريت عليها العديد من الابحاث في اليابان والمانيا اثبتت كفاءتها وخلوها من اي تاثيرات سلبيه علي صحه الانسان."
واوضح ان "بامكانها معادله التاثيرات السلبيه للغبار الالكتروني (e-smog) الناجم عن المجالات الكهرومغناطيسيه التي تنتج عن الاجهزه الالكترونيه، مثل الهواتف النقاله وافران المايكروويف واللمبات واجهزه التكييف وسواها".
واتفق معه محمود حسين (محاسب) قائلا: "انا قرات كثيرا عن تلك القلاده وفوائدها". وحرص علي شراء النوع الاصلي، وهو يستخدمها منذ ثلاثه اشهر تقريباً، و"مقتنع بفائدتها خاصه في تفريغ الشحنات الكهربائيه الزائده في الجسم".
لكن محسن سالم (كيميائي) قال انه لا يقتنع بمثل هذه المنتجات "التي تباع في مصر بمئات الجنيهات ولم يثبت العلم مدي جدواها حتي الان". واكد ان تاثيرها الايجابي ما هو الا "نتيجه للاقتناع النفسي لدي مستخدميها بسبب تكرار الاعلان بان القلاده تعطي طاقه وحيويه، وبالتالي تكونت قناعه لديهم بان هذا ما يحدث بالفعل, فيتصرف الشخص و حاله النفسيه توحي له ان المفعول الايجابي يتحقق".
ووافقه الراي احمد سمير (صيدلي) مؤكدا ان الانسان يجب ان يجد حلا حذريا لمشاكله الصحيه، من خلال البحث عن سبب المرض الذي يشخصه اطباء متخصصون ويصفون له العلاج بشكل علمي وفعال، وهذا افضل من الذين يعتمدون علي اشياء اخري كسوار الطاقه التي تعد من المسكنات، حسب تعبيره.
لكن هبه (موظفه) اكدت ان هذه القلاده اصبحت "موضه" بين الشباب والفتيات، ويرتدونها للزينه فقط، وليس لامور علاجيه، كما انها منتشره حتي بين شباب الاحياء الفقيره، الذين يقبلون علي القلادات المقلده.