صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 11 إلى 17 من 17
الموضوع:

هل يعلم اهل البيت سلام الله عليهم (( علم الغيب )) ؟؟ - الصفحة 2

الزوار من محركات البحث: 242 المشاهدات : 3241 الردود: 16
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #11
    من المشرفين القدامى
    ابو ليث
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,323 المواضيع: 388
    التقييم: 427
    مزاجي: الله كريم متظل هيچ
    المهنة: موظف حكومي حاليا والله يستر من تاليهه
    أكلتي المفضلة: دولمة، مسگوف ، برياني
    موبايلي: samsung
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى عادل الابراهيمي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عادل الابراهيمي
    مقالات المدونة: 4
    السلام عليكم اخوتي..
    هناك سؤال طرحته ولم يجبني احد عليه وهو (( هل هناك غيب على الله )) ؟؟؟
    حين نتمكن من معرفة الحواب نتمكن من حل الاشكالات..
    ما ابقيت لله غير صفة واحدة يختلف بها عن عباده حتى وان كانوا رسل او ائمة ومن ثم تريد ان نبحث عن هذه الصفة لا حول ولا قوة الا بالله انا اعتذر عن المواصلة حتى لا ندخل في اكبر منها ومن ثم يقول قائل قد وجدت هذه الصفة وهي موجودة عند الائمة تحياتي للجميع والدي العزيز الابراهيمي وكل من يقرء هذا الموضوع

    وهناك شيء اخر ارجو الالتفات اليه وهو :
    عندما يخبرني الاخ العزيز ابو الحسن على سبيل المثال لا الحصر بخبر ما ولم يصل الي علم ذلك الخبر لايحق لي ان انكر عليه ما لم اتحقق ولا يحق لي ان اطعن بذلك الخبر الا بعد حصول اليقين التام عندي بعدم مشروعية هذا الخبر ..
    ارجو ان اكون قد اوضحت المطلب ... مع ودي واحترامي
    والسلام ختام..

  2. #12
    من أهل الدار
    قائد الاحزان
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 11,733 المواضيع: 1,552
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 6876
    مزاجي: متفائل رغم قساوة الحياة
    المهنة: lawyer
    أكلتي المفضلة: دولمه وسبانغ
    موبايلي: htc_ one
    آخر نشاط: 13/May/2023
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محامي الحب
    مقالات المدونة: 19
    موضوع طبعاً غني عن التقييم وسجال أكثر من رائع بين الاعضاء لاول مرة اشاهده بين اعضاء درر العراق منذو دخولي اليه
    بين مدى المقدرة التعريفيه والذهنيه والخاصيه لكل واحد منهم بدوري ابتدأ اشد على يد الجميع ..
    وأقول بأختصار وافي ببعض العبارات
    أن علم الغيب المطلق هو بيد الله تعالى (الله علام الغيوب ...)
    وماطرح الاستاذ المحترم عادل تناول العلم الدني الائمه عليهم السلام وكيف تناقلوه من الرسول عن طريق جبرائيل من الله
    وهذا من العلوم المكتسبه الفطريه اتمنى من البعض الاطلاع عليها لمعرفه مدلولاتها
    كما ان الامام علي عليه السلام عندما سئل عن من هو الله قال (لاتدركه الابصار فهو قبل القبل بلاقبل وبعد البعد بلا بعد ..نهج البلاغه
    وهذا لايتطابق مع المعرفه المطلقه للامام عن مقدرة الله الكونيه المطلقه كماهو حال ظاهرة تشبيه الرب بالاجساد والاشكال
    هذا يدل عن الكثير والكثير لم يعرف حجم الخالق وشكله فما بالك بمقدرته وعلمه للغيب
    وويبقى التساؤال المطروح بالمقام لم عرض الله على أدام الاسماء ولم يعرضها على الملائكه وهو مخلوقون قبل ادم وهو لم يعصو الله طرفه عين ....
    علينا التميز بين المعرفه والمقدرة المطلقه لمقدرة الكون ولبارئ وبين العلوم الدني الانبياء والائمه
    هذا رأي القاصر هنا ...







  3. #13
    من أهل الدار
    قائد الاحزان
    موضوع عقائدي بحت .... والله أعلم

  4. #14
    ★ملك★
    رآقَيّة آلَمِشّآعر
    تاريخ التسجيل: November-2010
    الدولة: AlMoSt THeRe
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 11,499 المواضيع: 1,281
    صوتيات: 449 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 5038
    مزاجي: Don’t Know
    المهنة: Teacher
    أكلتي المفضلة: Anything delicious
    مقالات المدونة: 19

    هل أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) يعلمون الغيب؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اشكرك جدا ع الموضوع القيم



    نحن ندَّعي علم الغيب للنبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) ، ولكن لا على نحو الاستقلالية ، بل نقول : إن الله أطلع نبيه ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) على الأمور الغيبية التي لم يطَّلِع عليها أحد .
    وإن شئت قلت : علم الغيب لذات الشخص وبلا توسط من الغير ، هو العلم الثابت لواجب الوجود ، والذي هو عين الذات ، وهذا مختص بالله ، ولغيره تعالى يعتبر كُفراً .
    أما العلم بالغيب الذي هو بتوسط الله تعالى ، وليس هو عين الذات ، فهذا الذي يعلمه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، والأئمة ( عليهم السلام ) ، يعني يااخوان ان الله علم الرسول الكريم والائمه المعصومين جزءاً من علم الغيب وليس كله لأنه وحده سبحانه وتعالى يعلم الغيب والذي يظن العكس فقد كفر فالله تنزه عن ذلك والدليل على ذلك في الايه الكريمهوالله يقول: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} وقد دلَّت عليه الآيات ، والروايات ، نذكر منها :

    الأولى :

    حينما كان الإمام علي ( عليه السلام ) يخبر عن الملاحم بالبصرة ، وما يجرى فيها في المستقبل ، فقال له بعض أصحابه : لقد أُعطيتَ يا أمير المؤمنين علم الغيب ؟!!

    فضحك ( عليه السلام ) وقال للرجل - وكان كلبياً - : ( يا أخَا كلب ، ليس هو بعلم غيبٍ ، وإنما هو تعلُّم من ذي علم ، وإنما علم الغيب عِلم الساعة ، وما عدَّده الله سبحانه بقوله : ( إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ) لقمان : 34 .
    فهذا هو علم الغيب الذي لا يعلمه أحدٌ إلا الله ، ما سوى ذلك فعلمٌ علَّمه الله ، وما سوى ذلك فعلمٌ علَّمه الله نبيَّه فَعلَّمَنِيه ، ودعا لي بأن يَعيه صدري ، وتضطمَّ عليه جوانحي ) نهج البلاغة / الخطبة 128 .
    الثانية :

    قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) لهشام : ( إنا نحن نتوارثُ الكمالِ والتمام ، اللَّذَين أنزلهما الله على نبيه في قوله : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا .. ) المائدة : 3 ، والأرض لا تخلو مِمَّن يكمل هذه الأمور التي يقصر عنها غيرنا ) .

    فلما سمع ذلك هشام انقلبت عينه اليمنى فاحْوَلَّت ، واحمرَّ وجهه ، وكان ذلك علامةُ غضبه إذا غضب ، ثم أطرق هنيئة ، ثم رفع رأسه فقال للإمام ( عليه السلام ) : ألسنا بنو عبد مناف نسبنا ونسبكم واحد ؟
    فقال ( عليه السلام ) : ( نحن كذلك ، ولكن الله جلَّ ثناؤه اختصَّنا من مَكنون سِرِّه ، وخالص عِلمه ، بما لم يختص أحداً به غيرنا ) .
    فقال : أليس الله جلَّ ثناؤه بعث محمداً من شجرة عبد مناف إلى الناس كافَّة ، أبيضها وأسودها وأحمرها ، من أين ورثتم ما ليس لغيركم ، ورسول الله مبعوث إلى الناس كافة ؟ وذلك قول الله تبارك وتعالى : ( وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .. ) آل عمران : 180 ، الحديد : 10 .
    فمن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد نبي ، ولا أنتم أنبياء ؟
    فقال ( عليه السلام ) : ( من قوله تعالى لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) : ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ )) القيامة : 16 .
    فالذي أبداه فهو للناس كافة ، والذي لم يحرك به لسانه ، أمر الله تعالى أن يخصَّنا به من دون غيرنا ، فلذلك كان ( صلى الله عليه وآله ) يناجي أخاه عليا ( عليه السلام ) من دون أصحابه ، وأنزل الله بذلك قرآناً في قوله تعالى : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) الحاقة : 12 .
    فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأصحابه : ( سألت الله تعالى أن يجعلها أذنك يا علي ) .
    فلذلك قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالكوفة : ( علمني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ألف باب من العلم ، يُفتح من كل باب ألف باب ) ، خَصَّه به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من مَكنون علمه ، ما خَصَّه الله به ، فصار إلينا ، وتوارثناه من دون قومنا ) .
    فقال هشام : إن عليا كان يدَّعي علم الغيب ، والله لم يُطلِع على غيبه أحداً ، فمن أين ادَّعى ذلك ؟
    فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن الله جلَّ ذكره أنزل على نبيِّه ( صلى الله عليه وآله ) كتاباً ، بَيَّن فيه ما كان ، وما يكون ، إلى يوم القيامة ، في قوله : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) النحل : 89 .
    وفي قوله : ( وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) يس : 12 ، وفي قوله : ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) الأنعام : 38 .
    وفي قوله : ( وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلاّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) النمل 75 .
    وأوحى الله تعالى إلى نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أن لا يُبقِي في غَيبه ، وسِرِّه ، ومكنون علمه شيئاً ، إلا يناجي به علياً ، فأمره أن يؤلف القرآن من بعده ، ويتولَّى غُسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه .
    وقال ( صلى الله عليه وآله ) لأصحابه : ( حرام على أصحابي ، وأهلي ، أن ينظروا إلى عورتي غير أخي علي ، فإنه مني ، وأنا منه ، له ما لِي ، وعليهِ ما عَلَيَّ ، وهو قاضي ديني ، ومنجز موعدي ) .
    ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) لأصحابه : ( علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله ، ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلا عند علي ) .


    ولذلك قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأصحابه : ( أقضاكم علي ) ، أي هو قاضيكم ، وقال عمر بن الخطاب : لولا علي لهلك عمر ، أفيشهد له عمر ويجحد غيره ) ؟!
    الثالثة :

    عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : ( ألا إنَّ للعبد أربع أعين : عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه ، وعينان يبصر بهما أمر آخرته ، فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح له العينين في قلبه فأبصر بهما الغيب في أمر آخرته ) الخصال 1 / 240 ح 90 باب الأربعة .

    وذكر المتقي الهندي الحديثَ في كتابه كنز العمال 2 / 42 ح 3043 ، بلفظ مشابه لهذا الحديث .
    الرابعة :

    أخبر الإمام الرضا ( عليه السلام ) ابن هذَّاب بما يجري عليه في المستقبل ، حيث قال ( عليه السلام ) له : ( إنْ أخبرتُك أنك سَتُبلى في هذه الأيام بذي رحم لك ، كنتَ مُصدِّقاً لي ) ؟ قال : لا ، فإن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى .

    قال ( عليه السلام ) : ( أوَ ليس الله يقول : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ .. ) الجن : 26 - 27 .
    فرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند الله مرتضى ، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على ما يشاء من غيبه ، فعلمنا ما كان ، وما يكون ، إلى يوم القيامة .
    وإن الذي أخبرتُك يا ابن هذاب لكائنٌ إلى خمسة أيام ، فإن لم يَصحُّ ما قلتُ فبهذه المدة ، وإلا فإني كذَّاب مُفتَرٍ ، وإن صَحَّ فَتعلَمُ أنَّك الرَّادُّ على الله ، وعلى رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولك دلالة أخرى ، فَتُصاب بِبَصرك وتصير مكفوفاً ، فلا تبصر سهلاً ولا جبلاً ، وهذا كائن بعد أيام ، ولك عندي دلالة أخرى ، إنَّك ستحلِفُ يميناً كاذبة فَتُضرَب بأبرص ) .
    قال محمد بن الفضل : بالله لقد نزل ذلك كله بابن هذاب [ الخرايج والجرايح للراوندي 306 الباب التاسع ] .
    نقول : هذه رواية صريحة في علمهم ( عليهم السلام ) للغيب .
    الخامسة :

    وفي خطبة للإمام علي ( عليه السلام ) يذكر فيها صفات الإمام ، جاء فيها : ( ويلبسُ الهيبةَ ، وعلم الضمير ، ويطَّلع على الغيب ، ويعطي التصرُّف على الإطلاق ) مشارق أنوار اليقين : 115 .

    السادسة :

    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( نبئت وآدمَ بين الروح والجسد ) .

    وقال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً : ( وجبت لي وآدم بين الروح والجسد ) فضائل ابن شاذان : 34 ، كنز العمال 12 / 426 .
    نقول : فكونه ( صلى الله عليه وآله ) نبيّاً ينبأ ، في غاية الوضوح والدلالة على تلقيه العلوم في ذلك العالم ، إذ يستحيل أن الله اتَّخذ نبيا ونبأه وهو فاقد للعلم ، وفيما ذكرناه من الروايات كاف لمن ألقي السمع وهو شهيد .

    والله اعلم
    تقييمي


  5. #15
    ★ملك★
    رآقَيّة آلَمِشّآعر
    وارجو ان تقرأوا معي هذه الحقائق

    علاقة العصمة بعلم الغيب
    المخلوقات في هذا الوجود لم تُخلَق على وجه الاستقلال، وإنّما لُوحظ فيها المخلوقات الأُخرى التي تحيط بها، فالكون كلٌّ مترابط ويتحرّك بطريقة منظّمة وهَدْيٍ إلهيّ مقدَّر: الّذي أعطى كلَّ شَيءٍ خَلْقَه ثمّ هَدى
    (13)، وقال تعالى: والشمسُ تَجري لمُستقرٍّ لها ذلك تقديرُ العزيزِ العليم * والقَمرَ قَدَّرْناه مَنازلَ حتّى عادَ كالعُرجُونِ القديم * لا الشمسُ يَنبغي لها أن تُدرِكَ القمرَ ولاَ اللّيلُ سابقُ النهارِ وكلٌّ في فَلَكٍ يَسبحُون (14).


    بناءً على ذلك، فالموجودات في المجموعة الكونيّة يؤثّر بعضُها في البعض الآخر، والإنسان لا يُستثنى من هذا القانون، فهو مخلوق ضمن هذ القانون، وبالتالي خاضع إلى قانونيّته، فمن جهة أنّه يتأثر في هذا الكون فواضح؛ لأنّ الشمس إذا ارتفعت أو اقتربت سوف تؤثّر على الحياة بما فيها الإنسان،
    ومن الجهة الثانية أنّ الإنسان يؤثّر على مَن حوله من الموجودات، فهذه الجهة تحتاج إلى مزيد من البيان، قال تعالى: وضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قريةً كانتْ آمِنةً مُطمئنّةً يأتيها رِزقُها رَغَداً مِن كلِّ مكانٍ فَكَفَرتْ بأنُعمِ اللهِ فأذاقَها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخوفِ بما كانوا يَصنعُون
    (15).


    مفهوم الآية أنّ الاستقرار والهدوء والحركة الهادفة في العلاقة وبين أفراد الجماعة والعمل والإنتاج والرخاء ووفرة السلع وسيادة الأمن في كلّ صوره، كلُّ هذه الأُمور وغيرها تشكّل ظواهرَ سليمة جاءت بسبب كون أهل القرية قد التزموا الشكر بمفرداته العمليّة، كالعدالة والمحبّة والمساواة، ولمّا تخلّت القرية عن هذه القيم ولم تجعل الله محوراً لنشاطها وحياتها، وكفرت بماضيها التوحيديّ المشرق واستبدلته بالآلهة المتعدّدة كالتبعيّة للإنسان القويّ، أو طاعة النفس والشيطان وحبّ المال والسلطة، هذه الارتباطات ستؤول إلى: سوء التوزيع وسيادة الظلم وعدم الاطمئنان وشيوع الخوف والفقر والطبقيّة، فلم يَعُد العيش في هذه القرية بعد ذلك سعيداً أبداً.


    الكفر والفسق والنفاق، وأيّ موقف فكريّ أو سلوكيّ صادر من الإنسان، بالنتيجة له امتداد وتأثير بما حوله، وليس بصحيح حصر المسألة بالجانب الماديّ مِن فعل الإنسان، وإنّما تدخل المواقف القلبيّة والاعتقاديّة في هذا الإطار أيضاً، لأنّ الاعتقاد فعل، فالكفر الذي هو عمل باطنيّ له مؤثّرات خارجيّة على مَن حوله من المخلوقات الأُخرى، ومسيرة الإنسان نفسه خاضعة لقراراته الاعتقاديّة الباطنيّة، ولذا تسأل الملائكة عن هذا المخلوق الجديد آدم ـ من خلال ربطها بين الفسق وفعل سفك الدماء، الناتج عن الإرادة ـ وعن مصيره وحياته وحركته في الأرض وكيفيّة تعامله مع المجموعة الكونيّة؛ لأنّهم ضمن معلوماتهم أنّ الكون خاضع لنظام كونيٍّ واحد حسبما يعمل به الجميع، ولابدّ لهذا المخلوق الطارئ على الكون أن يكون منسجماً مع نظامه، ولمّا كان قد صُمِّم بطريقة تجعله يخالف النظام الكونيّ، لذا سوف ينتج سفك الدماء والخراب والدمار في هذا الكون، لأنّ الفوضى تحدث بوجود الإرادة التي تؤدّي إلى الكفر أحياناً وإمكانيّة اختراق النظام والالتفاف عليه، فهذا المخلوق الجديد وجوده خطر لا على نفسه فحسب، بل على الكون كلّه: أتَجعَلُ فيها مَن يُفسدُ فيها ويَسفِكُ الدماء...
    (16).


    لكن الله سبحانه وتعالى أجاب على التساؤل الذي صرّحت به الملائكة؛ لتخوّفها من تولّي هذا المخلوق مقاليدَ الخلافة، فقال: إنّي أعلمُ ما لا تَعلمون * وعَلّمَ آدمَ الأسماءَ كلَّها
    (17). صنع هذا المخلوق، وأودعَ فيه من العلمَ بما يتلائم مع مهامّه الإلهيّة والتي تعينه على تحقيق الغايات، فعلِمُ الإنسان بالأسماء كلّها هبة منه سبحانه، لقد أطلعه على حقائق الأشياء وأطلعه على الكون كلّه وعلى الأنظمة الحاكمة فيه، ثم ما هو موقعه من هذا الوجود وكيف يؤثّر فيه لغرض استخدامه لصالح أهدافه وغاياته: وكلَّ شيءٍ أحصيناهُ في إمامٍ مُبين (18)، وإيداع هذا العلم ممّن بعده إلى سلسلة الأنبياء عليهم السّلام حتّى خاتَمهم محمّد صلّى الله عليه وآله، وبعده السلسلة الطاهرة من آله عليهم السّلام.


    وهذا العلم هو الذي يُدرِك بواسطته المعصومُ حقائقَ الأشياء، كما هي وبرؤية واضحة، وبشكل لا يقبل الشكّ، فالعلم الذي يتّصف بهذه الميّزة يؤدي إلى العصمة حتماً. وتقريب هذا التصور مثاله:
    هناك قانون له مردوداته على حياة الإنسان، قد يُدركه الإنسان ولكن قد لا يدرك آثاره ومردوداته؛ لأنّه لا يمتلك علماً ورؤية بالآثار المترتّبة على مخالفته، مثل أكل مال اليتيم، يقول القرآن الكريم: إنّما يأكلونَ في بُطونِهم ناراً
    (19).

    المعصوم يمتلك علماً يرى فيه أنّ مال اليتيم نار، وغير المعصوم قد يراه مالاً يتلذّذ به فلا يرى أنّه نار مُحرقة، فالمعصوم عنده علم ووضوح بتأثير هذا التصرّف ومردوداته، كما نرى نحن ونعلم بقانون الجاذبيّة الذي جعَلَنا نمتنع عن المخالفة مع وجود القدرة على المخالفة فينا. أما الأثر المترتّب على أكل مال اليتيم فلا نعلم به، أي إنّنا لا نمتلك علماً نرى من خلاله قوانينَ الوجودات كلّها. يوسف عليه السّلام يستطيع أن يعمل الفاحشة؛ لأنّه يمتلك الإرادة الحرّة في ممارستها، إلاّ أن يوسف عليه السّلام يرى الزنا فاحشة بحكم وضوحه وعلمه بهذه القانونيّة، فليس معناه أنّه لا يمتلك اللذّة ولا الإرادة، بل إنّ لديه علماً بآثار هذا القانون، فلا يخالفه إطلاقاً.


    من هنا نجد أتْباع مدرسة أهل البيت عليهم السّلام يقولون بعصمة أئمّتهم جميعاً، بما فيهم الإمام الجواد عليه السّلام وإن كان صبيّاً ابنَ سبع سنين، فهو عالم بكل شيءٍ ليس فقط بأحكام الصلاة أو الحج، بل بكلّ شيءٍ، ولا يعصي الله تعالى، بل ولا يُخطئ.

    والدولة بأجهزتها مع محاولاتها، كلّما حاولت تكذيب هذه الحقيقة فإنّها لم تنجح، جاؤوا بالإمام الجواد عليه السّلام وهو صبيّ، وجمعوا العلماء وعلى رأسهم القاضي يحيى بن أكثم، ويجلس في مكانه ( كقاضٍ ) ويلتفت إلى الإمام الجواد عليه السّلام قائلاً: يا ابن رسول الله، أسألك ؟

    فقال له الإمام عليه السّلام: قم واجلس مجلس السائل من المسؤول ؟

    ويقوم يحيى بن أكثم بشيبته ويجلس متأدّباً بين يدي الإمام عليه السّلام جلسة السائل من المسؤول.. فكّر يحيى بن أكثم، ماذا يسأل الإمامَ عليه السّلام ؟ هل يسأله عن الصلاة وأحكامها ؟ وهو عالمٌ بأنّ الإمام عليه السّلام وعائلته يؤدّون الصلاة يومياً، فإذاً هو عارف بالصلاة وأحكامها، فكّر بأنّ هذا الصبيّ في بغداد ولم يذهب إلى الحجّ، فقال له: يا ابن رسول الله، ما قولك في مُحْرِمٍ قتَلَ صيداً ؟

    فأجابه الإمام عليه السّلام: قتَلَه في حلٍ أو حَرَم، عالِماً كان المُحرم أم جاهلاً، قتَلَه عمداً أو خطأ، حرّاً كان المُحرم أم عبداً، صغيراً كان أو كبيراً، مبتدئاً بالقتل أم معيداً، من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها، من صغار الصيد كان أم من كباره، مصرّاً على ما فعل أو نادماً، في اللّيل كان قتلُه للصيد أم نهاراً، مُحْرِماً كان بالعمرة إذ قتله، أو بالحجّ كان محرماً ؟

    فتحيّر يحيى بن أكثم وبان في وجهه العجز، ثم أجاب الإمامُ عن المسألة كما هو مفصَّلٌ ذلك في الكتب
    (20).

    وهذه الحادثة تشير إلى امتلاك الإمام عليه السّلام للعصمة المسدَّدة المتضمّنة للعلم الحضوريّ
    (21).

    والعلم الذي يمتلكه الإمام المعصوم ويتسلّط بواسطته على معرفة الأشياء، وبه تتمّ أغراض الرسالة، موهوب منه سبحانه بدون كسب من الإمام، بهدف أن تكون للإمام قدرة تامّة لتحقيق الغرض الإلهيّ الذي ينبغي إنجازه على أكمل وجه، ويُظهره على الدِّين كلِّه: عالِمُ الغَيبِ فلا يُظْهِر على غَيبهِ أحَداً * إلاّ مَن آرتضَى مِن رسولٍ
    (22).


    والعلم المفاض للإمام بأيّ سبب كان، سواء بإلهام أو نَقْر في الأسماع، أو بتعليمٍ من الرسول ـ ويمتدّ إلى معرفة الغيب ـ فهو غير العلم الذي يختصّ به سبحانه، فذاك مكفوف عمّن سوى الله، وحتّى الملائكة المقرَّبين والأنبياء المرسَلين، وهو الغيب المطلق.

    ولذا، فالعلم المفاض يتمّ إما بشكل تعليميٍّ غير طبيعيّ، كما هو في الكتب الإلهيّة المنزَلة على رسله بواسطة أمين الوحي، وهي تتضمّن الأحكام والإخبار بالأحداث السالفة والحاضرة وحتّى المستقبليّة، لكلّ نبيّ بحسب نوع رسالته، قال تعالى: تلكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بعضَهم على بعضٍ منهم مَن كلّم اللهُ ورَفَع بعضَهم درجاتٍ...
    (23).

    وإمّا أن يتمّ بشكلٍ عمليّ، مثل المعجزات، فتجري على يديه ولا ينال الرسول إلاّ قيمتها العمليّة، أمّا حقيقتها العلميّة فقد لا يملكها ولا يقف عليها، وقد يحصل عليها كحقيقة إحياء الموتى فإنّها من الغيب الخاصّ به سبحانه. ولكن لا مانع من تعليمه لغيره وإفاضته على بعض رسله، كما ورد في حقّ إبراهيم الخليل عليه السّلام
    (24)، قال تعالى: وإذ قالَ إبراهيمُ ربّ أرِني كيفَ تُحْيي المَوتى... (25).

    ويفترق علم الإمام عن علم الله سبحانه، بأنّ علمه سبحانه قديم وسابق على المعلومات، وهو عين ذاته. أمّا العلم الحضوريّ للإمام، فلا يشارك علمَ الله في شيء من هذه الأُمور؛ لأنّ علم الإمام حادث ومسبوق بالمعلومات، وهو غير الذات فيه وإنّما حضوره عند الإمام بمعنى انكشاف المعلومات فعلاً لديه، فلا يشارك اللهَ في علمه.

    //وخلاصة القول// إنّ علمه سبحانه ذاتيّ، وعلم الإمام عَرَضيّ موهوب وممنوح منه جلّ شأنه.
    التعديل الأخير تم بواسطة ღالبرنسيسةღ ; 3/October/2011 الساعة 1:27 am

  6. #16
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: October-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1 المواضيع: 0
    التقييم: 1
    آخر نشاط: 3/October/2011
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    في البداية اعتذر على تطفلي وارجو قبولي محاورا بين الاخوة الكرام
    واحب ان اعلق على مشاكة الاخ عمار بما اتمكن واراه موافقا للادلة ك

    [QUOTE]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار مشاهدة المشاركة

    راجع معي سياق الآية الكريمة وما سبقها وما تلاها ((وَقَالُوا۟ لَوْ لَا نُزِّلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌۭ مِّن رَّبِّهِۦ ۚ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يُنَزِّلَ ءَايَةًۭ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ 37 وَمَا مِن دَآبَّةٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا طَٰٓئِرٍۢ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِى ٱلْكِتَٰبِ مِن شَىْءٍۢ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ 38وَٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا صُمٌّۭ وَبُكْمٌۭ فِى ٱلظُّلُمَٰتِ ۗ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ))
    وكما هو واضح ان المشركين كانو يطلبون من الرسول الكريم معجزات غير القران فكان الرد ((مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)) أي ان القران لم يفرط في شيء وفيه من المعجزات مالا يدركه العقل وكذلك الاية التي تليها

    اخي الكريم هل كان المقصودمن الاية عندما ذكرت كلمة كتاب ان المقصود منها هو القران الكريم اي هذا الكتاب الموجود بين ايدينا ؟
    لا اعتقد ان هذا الكتاب الموجود بين ايدينا فيه تبيان لكل شئ !
    اذن المقصود هو كتاب اخر ,وقد ذكرت ايات قرانية ان لهذا القران الذي بين ايدينا اصل تارة اسمته بام الكتاب وله مرتبة انزل منه وهي لوح المحو الاثبات واخرى بالكتاب المبين الذي ليس من رطب ولايابس الا فيه وتارة بالكتاب التبياني الذي هو تبيان لكل شئ _لاحظ كل شئ_واخرى بالمكنون الذي لايمسه الا المطهرون ,وهناك العشرات من الايات التي تدل بوضوح ان الكتاب غير القران .
    فمن قال ان هذا الكتاب الوارد في هذه الاية هو القران فقط دون غيره .
    ولو سلمنا جدلا ذلك .
    اليس هناك ايات اخرى تدل على ان في الكتاب تبيان كل شئ .
    وهنا ياتي السؤال هل هذا الذي فيه تبيان كل شئ واقول كل شئ واكررها كل التي تفيد العموم وشئ التي تفيد الشمول لكل ما يوصف بانه شئ .
    اقول هل هذا الكتاب مختص بالله فقط ام انه شامل لغيره ؟.
    الايات دلت على ان هناك اناس عندهم علم من الكتاب وان هناك اناس عندهم علم الكتاب .


    للحديث تتمة

  7. #17
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 28,586 المواضيع: 5
    صوتيات: 432 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 35103
    آخر نشاط: 17/March/2023
    [QUOTE=m-mahdi;216453]بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    في البداية اعتذر على تطفلي وارجو قبولي محاورا بين الاخوة الكرام
    واحب ان اعلق على مشاكة الاخ عمار بما اتمكن واراه موافقا للادلة ك


    اخي الكريم هل كان المقصودمن الاية عندما ذكرت كلمة كتاب ان المقصود منها هو القران الكريم اي هذا الكتاب الموجود بين ايدينا ؟
    لا اعتقد ان هذا الكتاب الموجود بين ايدينا فيه تبيان لكل شئ !
    اذن المقصود هو كتاب اخر ,وقد ذكرت ايات قرانية ان لهذا القران الذي بين ايدينا اصل تارة اسمته بام الكتاب وله مرتبة انزل منه وهي لوح المحو الاثبات واخرى بالكتاب المبين الذي ليس من رطب ولايابس الا فيه وتارة بالكتاب التبياني الذي هو تبيان لكل شئ _لاحظ كل شئ_واخرى بالمكنون الذي لايمسه الا المطهرون ,وهناك العشرات من الايات التي تدل بوضوح ان الكتاب غير القران .
    فمن قال ان هذا الكتاب الوارد في هذه الاية هو القران فقط دون غيره .
    ولو سلمنا جدلا ذلك .
    اليس هناك ايات اخرى تدل على ان في الكتاب تبيان كل شئ .
    وهنا ياتي السؤال هل هذا الذي فيه تبيان كل شئ واقول كل شئ واكررها كل التي تفيد العموم وشئ التي تفيد الشمول لكل ما يوصف بانه شئ .
    اقول هل هذا الكتاب مختص بالله فقط ام انه شامل لغيره ؟.
    الايات دلت على ان هناك اناس عندهم علم من الكتاب وان هناك اناس عندهم علم الكتاب .


    للحديث تتمة
    [/FONT][/B]
    السلام عليكم
    الاستدلال وارد سواء اقلنا بكلا المعنيين للكتاب
    اما مغايرة الكتاب للقران
    فبحث اخر فيه نقاش واخذ ورد
    شكرا لك m-mahdi

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال