بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على صاحب السكينة
السلام على المدفون بالمدينة
السلام على المنصور المؤيد
السلام على ابي القاسم محمد بن عبد الله
ورحمته وبركاته ومغفرته ورضوانه
السلام عليكم احبتي ورحمة الله وبركاته ..
المصدر : -
مع الطب في القرآن الكريم - عبد الحميد دياب ، أحمد قرقوز - ص 39 - 43
وفي أنفسكم أفلا تبصرون
قال تعالى : ( وفي الأرض آيات للموقنين ( 20 ) وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) [ الذاريات : 20 - 21 ] وقال أيضا : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) [ فصلت : 53 ] توجه هذه الآيات ، الانسان إلى ما ينطوي عليه خلقه من الآيات البينات التي لا تنتهي . كما تبشر بأن الله سيبينها للناس جلية واضحة ، حتى يتبين لهم أنه الحق . فلنحاول طرق أبواب هذا العالم المعقد ، وسبر أعماقه بكل تودة وخشوع لعلنا نعيش في ظل هذه الآيات القرآنية التي تجعل الحليم حيران : - ففي المعدة يوجد 35 مليون غدة معقدة التركيب لأجل الافراز . أما الخلايا الجدارية التي تفرز حمض كلور الماء فتقدر بمليار خلية . - في العفج والصائم يوجد ( 3600 ) زغابة معوية في كل 1 سم الامتصاص الأغذية المهضومة ، وفي الدقاق ( 2500 ) زغابة مع العلم أن طول الأمعاء ثمانية أمتار . - في مخاطية الفم يتوسف ( 000 ، 5000 ) خلية تعوض فورا ، وذلك كل خمسة دقائق . - يوجد في اللسان ( 9000 ) حليمة ذوقية لتمييز الطعم الحلو والحامض والمرو والمالح . - لو وضعت الكريات الحمراء لجسم واحد بجانب بعضها في صف واحد ، لأحاطت بالكرة الأرضية التي نعيش عليها ( 5 - 6 ) مرات ، أما مساحتها فتقدر ب ( 3400 ) متر مربع وعددها ( 5 ) ملايين كرية حمراء في كل ملمتر مكعب من الدم . ‹ صفحة 40 › وتجري كل كرية حمراء 1500 دورة دموية بشكل وسطي كل يوم ، تقطع خلالها ( 1150 ) كم الف ومئة وخمسين كيلومترا في عروق البدن . - القلب : هو مضخة الحياة التي لا تكل عن العمل ، عدد ضرباته ( 60 - 80 ) ضخة في الدقيقة الواحدة . وينبض يوميا ما يزيد على مئة ألف مرة ، يضخ خلالها 8000 ليترا من الدم ، وحوالي 56 مليون جالون على مدى حياة إنسان وسطيا . ترى هل يستطيع محرك آخر القيام بمثل هذا العمل الشاق لمثل تلك الفترة الطويلة دون حاجة لاصلاح ؟ ! - تحت سطح الجلد يوجد ( 5 - 15 ) مليون مكيف لحرارة البدن ، والمكيف هنا هو الغدة العرقية التي تخلص الجسم من حرارته الزائدة بواسطة عملية التبخر والتعرق . - يستهلك الجسم من خلاياه ( 125 ) مليون خلية في الثانية الواحدة أي بمعدل ( 000 ، 000 ، 500 ، 7 ) سبعة آلاف وخمس مئة مليون خلية في الدقيقة الواحدة ، وبنفس الوقت يتشكل ويتركب نفس العدد من الخلايا تقريبا . ولو تعلم أيها القارئ بناء وهندسة وفيزيولوجية الخلية الواحدة لسقطت على الأرض ساجدا من إعجاب صنع الله : ( وتلك الأمثل نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) [ العنكبوت : 43 ] . - الرغامى عند الانسان تتفرع إلى قصبات ثم قصيبات ، وهكذا حتى تصل إلى فروع دقيقة على مستوى الأسناخ الرئوية ، ويبلغ عدد الأسناخ الرئوية حوالي ( 750 ) مليون سنخ ، وكل سنخ يتمتع بغلاف رقيق ويتصل بجدار عرق دموي صغير ، وهكذا يتم تصفية الدم بسحب غاز الفحم ، ومنح الأوكسجين اللازم للبدن ، إن شبكة الأسناخ تفرش مساحة تصل إلى ما يزيد على ( 200 ) متر مربع لتصفية الدم وفي الحالة الطبيعية لا يستخدم أكثر من عشر هذه الأسناخ ، وفي الأزمات ينفتح المزيد من الأسناخ . ‹ صفحة 41 › - في كل يوم يتنفس الانسان ( 25 ) ألف مرة يسحب فيها 180 مترا مكعب من الهواء ، يتسرب منها 5 ، 6 متر كعب من الأوكسجين للدم . - في الدماغ ( 13 ) مليار خلية عصبية و ( 100 ) مليار خلية دبقية استنادية تشكل سدا ماردا لحراسة الخلايا العصبية من التأثر بأية مادة . والأورام تنمو خاصة على حساب الخلايا الدبقية وكأن الخلايا العصبية مستعصية على السرطان . يتغذى الدماغ على الغلوكوز كمادة سكرية فقط بخلاف القلب الذي يتغدى على سكر الغلوكوز أو حمض اللبن ، الغلوكوز هو الحلوى الفاخرة التي يفضلها الدماغ بخلاف بقية أجهزة البدن ، وإذا وقع البدن في أزمة غلوكوز فإن آليات الجسم تفضل هذا العضو النبيل عن باقي أعضاء البدن في العطاء . وذلك لان انقطاع الدم عنه لمدة ( 3 - 5 ) دقائق تؤدي لتخريب دائم غير قابل للتراجع في أنسجته . أما كمية الدم التي يحتاجها يوميا فلا تقل عن ( 1000 ) ليترا . - لو وضعت الخلايا العصبية في الجسم بصف واحد لبلغ طولها أضعاف المسافة بين القمر والأرض . - العين : في العين الواحدة حوالي ( 140 ) مليون مستقبل حساس للضوء ، وهي تسمى بالمخاريط والعصي ، وطبقة المخاريط والعصي هذه هي واحدة من الطبقات العشرة التي تشكل شبكية العين ، والتي تبلغ ثخانتها بطبقاتها العشرة ( 4 ، 0 ) مم ، ويخرج من العين نصف مليون ليف عصبي ينقل الصورة بشكل ملون ! ! ( لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ) . - أما الاذن ففي عضو كورتي الذي يمثل شبكية الاذن يوجد ( 000 ، 30 ) خلية سمعية لنقل كافة أنواع الأصوات بمختلف اهتزازتها وشدتها بحساسية عظيمة ، وفي الاذن الباطنة يوجد قسم يسمى التيه Labyrinth لان الباحث يكاد يتيه من أشكال الدهاليز والممرات والجدر والحفر والغرف والفوهات والاتصالات وشبكة التنظيم والعلاقات الموجودة داخل هذا القسم ! - في الدم الكامل ( 25 ) مليون كرية حمراء لنقل الأوكسجين و ( 25 ) ‹ صفحة 42 › مليار كرية بيضاء لمقاومة الجراثيم ومناعة البدن ، ومليون المليون صفيحة دموية لمنع النزف بعملية التخثر في أس عرق نازف ، وتتكون هذه الخلايا بصورة أساسية في مخ العظام الذي يصب في الدم مليونين ونصف كرية حمراء في الثانية الواحدة وخمسة ملايين صفيحة ، ومئة وعشرين ألف كرية بيضاء ، وهذه أهمية العظام بتوليد عناصر الدم وتتراجع وتضعف هذه الوظيفة عند المسنين ، ولنتذكر هنا الآية القرآنية التي تعبر عن الكهولة : ( قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ) [ مريم : 4 ] فقد يصبح للآية وقع خاص على النفوس . - دفقة المني الواحدة عند الرجل تحوي ثلاثمائة مليون حيوان منوي ، ولا يتخلق الانسان إلا من حيوان منوي واحد يندمج ببيضة واحدة من الأنثى . - الكلية الواحدة تحوي مليون وحدة وظيفية لتصفية الدم تسمى النفرونات Nephrones ويرد إلى الكلية في مدى ( 24 ) ساعة ( 1800 ) ليتر من الدم ، ويتم رشح ( 180 ) ليترا منه ، ثم يعاد امتصاص معظمه في الأنابيب الكلوية ولا يطرح منه سوى 5 ، 1 ليترا وهو المعروف بالبول . ويبلغ طول أنابيب النفرونات حوالي ( 50 ) كيلو مترا . ( صنع الله الذي أتقن كل شئ [ النحل : 88 ] حكمة تشريحية : في تعصيب اللسان ، توصل علماء التشريح إلى أن الحليمات الذوقية في الثلث الأخير من اللسان تتعصب بالعصب البلعومي اللساني ، أما في الثلثين الاماميين فيتعصبان بشعبة عصبية تأتي من العصب الوجهي السابع ، وتسمى هذه الشعبة بعصب حبل الطبل . وإن الألياف الذوقية في العصب البلعومي اللساني ، والألياف الذوقية في حبل الطبل تنشأ جميعها من نواة واحدة في الدماغ هي النواة المنفردة ، وقد فكر في سر ذلك علماء العصر ، فانتهوا إلى القول أن عصب حبل الطبل هو عصب تائه ، لأنه قد ضل طريقه ، فهو عصب ذوقي نشأ في النواة الذوقية التي نشأ منها العصب التاسع البلعومي اللساني ، ولكنه لم يسر معه بل طاف طويلا فخرج مع العصب الوجهي ، ثم دخل عظم الصخرة والاذن الوسطى ، ثم اتبع طريق العصب اللساني حتى وصل إلى اللسان ليحمل إلى مقدم اللسان حس ‹ صفحة 43 › الذوق . لقد قال من رأوا نصف العلم أن هذا الطريق الطويل الذي سلكه العصب التائه هو خطأ في التكوين ، ولكن الله سبحانه وتعالى الذي لا تنفد معجزات كتابه العظيم الذي قال فيه متحدثا عن المستقبل ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) جعل العلماء يكتشفون سرا جديدا ، فقد كان في مرور العصب المذكور داخل الاذن الوسطى على الوجه الباطن لغشاء الطبل ومرافقا للرباط الطبلي الكعبي الخلفي فالأمامي حكمة بالغة في خلق الله للانسان وتحقيقا لأمر آخر ولم يكن من باب ضلال الطريق ، ذلك أنه إذا نقص الضغط الجوي داخل الاذن الوسطى ، انجذب غشاء الطبل نحو الداخل وضغط على هذا العصب ، ويؤدي هذا الانضغاط إلى تنبيه الألياف الذوقية التي يحملها فيؤدي ذلك لافراز اللعاب من الغدد اللعابية ، وهذا يوجب على الانسان أن يبتلع لعابه ، وبعملية البلع هذه تنفتح الفوهة البلعومية للنفير السمعي ( نفير اوستاش ) فيدخل الهواء للاذن الوسطى ويتعادل الضغط داخل وخارج غشاء الطبل ، فيعود لوضعه الطبيعي ويزول انضغاط العصب التائه ويتوقف إفراز اللعاب وهكذا دواليك . ( ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك ) . ولو تابعنا بمحاولة التعرف على دقائق وعجائب جسم الانسان لأصابنا الصداع نتيجة الهول والدهشة ، ولكن سنقتصر على هذا القدر البسيط ، فلنرجع ونتأمل الآيات القرآنية التي تصف خلق الانسان لعلنا نقدرها بعض تقديرها ( وفى خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون ) [ الجاثية : 4 ] ( هذا خلق الله فأروني ما ذا خلق الذين من دونه ) [ لقمان : 11 ] ( وفى أنفسكم أفلا تبصرون ) [ الذاريات : 21 ] ..
برعاية الله وحفظه..
لا تنسوني بالدعاء.