( 1 )
أفكّر
افكّرُ بما مضى من حياتي
بالأشجارِ قائمة قبل ثلاثين عاما
بالأصدقاءِ وقد تسرّبوا من بين أصابعي
بالنهاياتِ الحزينة لقصص الحب
بالفراشاتِ وهي تزيّن دفاتري المدرسية
برائحةِ ابنة الجيران على ملابسي
بشَعري الطويل
بالكتبِ التي قرأتُها
والتي لم اقرأها بعد .
أفكّرُ بالشوارعِ والأشجار والقبّعات
بمحطاتٍ تغادرني
بعابرينَ بألوانٍ زاهية
وعابرينَ بسَحناتٍ منطفئة
بأبوابٍ صمّاء
ونوافذ مُوصَدة
افكّرُ بالكثيرِ الذي خسرتُه
والقليلِ الذي انتظر .
أفكّرُ بما مضى من حياتي
بالرضا الذي فقدتُه.
(2)
العودة إلى البيت
على كلّ شجرة
أنحت أثرا، جرحا، رائحة ما .
بعد العاصفة
لن تضلّي الطريقَ إلى البيت .
(3)
تفقد عيناه
غرفةٌ مُعتِمة
سريرٌ خالٍ
كتبٌ مبعثرةٌ في كلّ مكان .
والروايةُ التي بينَ يديه، تُوشكُ أحداثُها على النهاية
فيما تفقدُ عيناه
لونَهما.
(4)
عابر ما
العابرُ
إلى الرصيف الآخر
كان موتُه واحدا
فيما حياتُه
تحتشدُ على أرصفة كثيرة .
(5)
الجسرُ القديم
صارَ يخشى مرورَ الهواءِ عليه.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
محمد حبيب