إني أعرفُكَ جيداً ، لكن وبكل أسف لا أرى فيكَ سوى شخصاً متخلفاً تدّعي الإنسانية وأنتَ منها براء ، وتلجأ للآدمية فلا تجدُ نفسكَ في قاموسها إلاّ جسداً لهُ خِوارٌ فحسب !، مجرد قالبٌ فارغٌ من المحتوى ، رغم كل المشاركات أفراحها وأحزانها في كافة أطيافها ولونها الاجتماعي !، لا مُكتسبٌ ولا إكتساب ! .
أحدهم وبرفقته طغمةٌ من أمثاله يتصدرون المشهد العام ويكرسون مبدأ التبعية من جديد ليعيدوا القوم الى ما قبل عصر التعلم والوعي والإنفتاح ، لكن ما كان ذلك ليكون لولا أنَّ الأرضية خصبة لفئة من ينتسبون !، ويستقطبون الجهل برؤوس حامليه ويستدعونَ عذابات السنين وما آلت أليه الأمور ويبتعدون عن كل ما هو جديدٌ مُتجدد لئلا يفيقَ القوم على ما هو أفضلُ مما هو غابر ...!.
إنها " الإنسانية " العمياء لإمتلاكِ زمامِ أمور الضعفاء ، والوصول الى المبتغى من غير وآزعٍ من ضمير أو أو إستحياءٍ من صغيرٍ أو كبير .
إنَّ الإنجازات الحقيقية يظهر لها أثرٌ ملموس على أرض الواقع ولربما إن صدقت النوايا وإستقامت السرائر تعملُ على تغير نوعيٍ في حياة المجتمعات بِدأً من الفرد الى العشيرة ومن ثم المجتمع وبذلك تكون قد أضافت عاملاً صحياً من داخل الجسد العام .
أما إنْ غُلِبَت المصلحةُ الشخصيةُ بإطار الأنانية المفرطة والتجاذبات الهزلية فمعول الهدم يتغلب على بُناة المستقبل وتنهدم صروح الافكار ومتطلبات الرِفعةِ والتحرر والإنجرار الى ما هو أسوأ من العبودية التقليدية ومسالكها العوجاء .
في غفلةٍ عارمةٍ وببساطةٍ فطريةٍ عاشَ سلفُنا سِنِي أعمارهم تحتَ حًكمُ الواقع المرير وإرتضوا لأنفسهم قسراً من يُمثلهم في شتى صنوف المحافل رغمَ شُحِها ، وكرسوا جُل حياتهم لكي نعيش وندِبُ على هذه الارض بشرفٍ وكرامة ، وتركوا لنا البابَ مفتوحاً لكي نختار الأنسب من بين ما هو أنسب ، لا أن نَدُسَ رؤوسنا بالرمال ونستمري ما يُفعَلُ ويقالُ من غير حسٍ ولا حسيسٍ ، ونصفقُ لكلِ خَيالٍ من دونِ قراءة أو تمحيص .
وفي قراءة لواقع الحال ؛ كثيرة هي النماذج التي تحولت بفعل فاعل الى تجمعاتٍ سكانية لا شعوبية ذات قيمة إعتبارية و وجودية ، ولربما في يومٍ ما ستؤدي بهم الى الإنقراض الوجودي لا الحياتي .
بقلمي