يواجه موقع التواصل الاجتماعي " فكونتاكتي" "VKontakte"، الذي يلقب بـ"فيسبوك الروسي"، ملاحقة قضائية من شركات تسجيلات موسيقية بارزة تتهم الموقع بـ"انتهاك حقوق النشر الخاصة بها على نطاق واسع".
وتقول شركات "سوني" و"يونيفرسال" و"وارنر ميوزيك" إن "فكونتاكتي" - ثاني أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في أوروبا - طرح "مكتبة ضخمة" من الأغاني أمام مستخدمي الموقع دون امتلاك حقوق نشرها.
وتحركت الشركات في الدعوى القضائية بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية، الذي يمثل شركات التسجيلات حول العالم.
ولم يرد موقع "فكونتاكتي" على طلب "بي بي سي" التعليق على الأمر.
وتسعى الشركات للحصول على حكم قضائي من محكمة روسية لإجبار الموقع على حذف هذه الملفات.
وقال الرئيس التنفيذي للاتحاد فرانسيس مور: "لقد تطرقنا مرارا إلى هذه المشكلة منذ فترة طويلة".
وأضاف في بيان: "طلبنا من الموقع التوقف عن مخالفاته (بانتهاك حقوق النشر)، وبدء مفاوضات مع شركات التسجيل الموسيقي للحصول على ترخيص قانوني لهذه الخدمة."
لكن "الشركة (مالكة الموقع) لم تتخذ حتى الآن خطوات جادة لمعالجة المشكلة، ولذا بدأت (الشركات) اتخاذ إجراءات قانونية"، بحسب البيان.
"سمعة سيئة"
وتقول الشركات إن شعبية "فكونتاكتي"، ووجود المكتبة الموسيقية بالفعل، يصعبان مهمة إنشاء خدمة مماثلة بشكل قانوني في روسيا.
ومن جهته، قال ليونيد أغرونوف، الرئيس التنفيذي للاتحاد الوطني لصناعة الموسيقى في روسيا، إن هذا الإجراء القانوني يمكن أن يفيد صناعة الموسيقى في البلاد بأكملها.
وتراقب المؤسسات المعنية بحقوق النشر نشاط الموقع الاجتماعي الشهير منذ مدة.
وأشار التقرير السنوي للممثل التجاري الأمريكي حول "الأسواق سيئة السمعة" إلى أن الموقع يمثل مشكلة مستمرة منذ أربع سنوات.
وكانت المحكمة الروسية العليا قد أدانت الموقع في 2012 بسبب نشر تسجيلات موسيقية لفرقة "غالا ميوزيك غروب" دون ترخيص.
وجاء هذا القرار عقب انضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية، الأمر الذي يفرض عليها تشديد تطبيق قوانين حقوق النشر.
وتتزامن التحركات القضائية الأخيرة ضد "فكونتاكتي" مع عدم الاستقرار بالموقع، إذ أعلن مؤسسه بافل دوروف استقالته في الأول من نيسان/ أبريل، ثم تراجع في قراره، معتبرا أنها كانت "كذبة أبريل".
ولو كان إعلان استقالة دوروف مجرد مزحة، فإنها ألقت الضوء على فترة اضطرابات داخل "فكونتاكتي"، فتغييرات أجريت مؤخرا بالموقع جعلت الكثيرين يرجحون أنه بات تحت سيطرة الكرملين وأنه تعرض لضغط من أجل حذف التعليقات المؤيدة للحكومة الانتقالية في كييف.