العراق, بلد الدواعش
بانواما الشرق الاوسط
ميلاد عمر المزوغي
لقد اريد لشعب العراق الابي ان يعيش فوضى اطلق عليها الفوضى الخلاقة فأتت على الاخضر واليابس,لم يسلم البشر ولا الحجر,انه ولا شك يدفع ضريبة تفوقه على دول الجوار في شتى انواع العلوم اضافة الى ما يمتلكه من ثروات هائلة من النفط ,كما التعدد ألإثني والمذهبي,استشعر الغرب قوة العراق وقدرته على لعب دور بارز بالمنطقة وما يشكله من خطر على كيان العدو,زجوا به في الحرب مع ايران واختتمت بغزو الكويت,حاصروه ردحا من الزمن الى ان اصبح لقمة سائغة فأجهزوا عليه,اثاروا النعرات الطائفية والمذهبية وللأسف يبدو ان الجمهور العراقي قد ابتلع الطعم فصار كل يغني على ليلاه,فالأكراد ورغم تمتعهم بالحكم الذاتي منذ زمن ليس بالقريب إلا انهم وجدوا في ضعف الادارة المركزية,ما جعلهم يتصرفون بشيء من الاستقلالية, تجرؤوا على بيع النفط والتعاقد مع شركات اجنبية وبالتنسيق مع الاتراك دون الرجوع الى السلطة المركزية.
فرغم سقوط النظام إلا ان العراق ا يزال يرزح تحت نير الطائفية والمحاصصة المذهبية وتغليب المصالح الشخصية,وعلى رأي الباحث الامريكي اريك دايفيس فإن ساسة العراق اليوم يفتقرون الى استرتيجية بعيدة المدى من شانها لملمت ما خلفته الحرب والسعي الى ايجاد اماكن شغل للشباب العاطل عن العمل.
لقد دخل العراق مرحلة جديدة من التحدي الداخلي الذي وضعه فيه ابنائه,لقد غاب عن هؤلاء الشعور الوطني وبذل الجهد من اجل اقامة العراق الحديث, حيث يتساوى فيه الجميع بغض النظر عن معتقداتهم وأعراقهم,ان الشعور بالغبن لدى بعض الفئات جعلهم ينخرطون في تشكيلات مسلحة هدفها ضرب الوحدة الوطنية وتفتيت البلد ,فعلى غرار ما ذهب اليه الاكراد من اعلان اقليمهم شبه المستقل ,هناك من الشيعة من ينادون بالفدرالية,فهل يعقل ذلك,انهم المكون الاكثر عددا بالعراق وكان الاجدر بهؤلاء ان يسعوا الى لم شمل العراقيين لأن يظل البلد موحدا كما كان.
لا شك ان الانقسام الداخلي ادى الى ظهور عصابات اجرامية تكفيرية ولقد سهّل لها تردي الاوضاع في سوريا الى حرية التنقل بين البلدين بل اصبح العراق مقرا وممرا لهذه العصابات,يقول احد النواب بان داعش العراق لها من القوة ما يجعلها تسيطر على بغداد ,حيث يفتقر “الجيش الوطني” الى الاسلحة المتطورة الحديثة التي تمكنه من صد اي هجوم , لقد تحدث بعض البرلمانيون الصدريون من ان ما تقوم به الحكومة لا يعدو كونه حملة انتخابية وان الجيش العراقي لم يعد يملك العقيدة الوطنية.
التنظيمات المسلحة بالعراق لا تحصى ولا تعد فلكل كتلة ميليشياتها وجل همها ان يفوز جناحها السياسي في الانتخابات القادمة ليستمر نزيف الدم العراقي وإهدار المال العام,وليزداد المواطن فقرا وذلا,لقد اصبح العراق بلدا للدواعش,فهم يتواجدون في كل انحاء البلاد,اما الساسة فإنهم من يرعون الارهاب المنظم,لقد اصبحت التنظيمات المسلحة تمتلك من القوة ما يجعلها تقطع مياه الفرات عن المحافظات الوسطى والجنوبية,فقل منسوبها ,وما يسببه من انخفاض في الانتاج الزراعي.
الشعب العراقي لم يستفيد عائدات من النفط طوال العشر سنوات الماضية,لقد ذهبت الاموال الى اصحاب السلطة وجزء منها لشراء اسلحة للميليشيات لأجل الاقتتال فيما بينها,أ لا يكفي الشعب العراقي قتلا وتشريدا.
وبعد, لقد باتت عملية التغيير الجذري واختيار الاصلح والأكفأ من ابناء الشعب الغيورين على الوطن في الانتخابات البرلمانية ضرورة جد ملحة, تستوجب من كل ذي بصيرة, العمل لصالح العراق الموحد,بعيدا عن الطائفية السياسية وللعراقيين في ما يجري في لبنان,خير دليل على مدى هشاشة النظام الطائفي المذهبي,فالبلد ينهض بجميع ابنائه.