The Carthaginian Holocaust -- المحرقة القرطاجية
-----------------------------------------------------
يسمع العالم كثيرا عن محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية .. و لكن قليلون هم من يدركون فضاعة المحرقة القرطاجية إثر الحرب البونيقية الثالثة .
معركة قرطاج 149 ق.ب. حرب حاسمة وقعت بين قرطاج والجمهورية روما أنهت الحرب البونيقية الثالثة وازالت بشكل نهائي التهديد الكرطاجي.
بعد أن قام الرومان بكشف نواياهم الحقيقية (بفضل خيانة ماسينيسا لقرطاج) بدأ العمل في قرطاجة بجد ونشاط زائدين في دعم الأسوار واستحضار الأسلحة وإعداد الجيش الازم الذي أعتمد على الليبييين المجاورين في تكوينه.
حول القرطاجيين المحال والمصانع والمعابد إلى مصانع لإنتاج الأسلحة ولوازم الحرب مما أثار إعجاب الرومان أنفسهم بفضل الجهد الكبير الذي بذلته قرطاجة في آخر لحظة وآثروا أن يموتوا محاربين على أن يستسلموا. بعد أسبوع من تقديم الإنذار الروماني زحفت الجيوش الرومانية تحت حماية فرسان ماسينيسا (الذي أصبح ملكا للنوميديين الأمازيغ بعد ذلك جزاء له من روما التي خان قرطاج من أجل عيونها) وصدمت أسوار قرطاجة في موجة الهجوم الأولى التي كانت الخطة العامة تعول عليها لفتح ثغرة في الأسوار، ولكن قرطاجة ردت الهجوم بكفاءة غير متوقعة وتراجع الرومان غير مصدقين ان مدينة توقع لهم على وثيقة إعدامها، تقاوم الإعدام نفسه بكل هذا العنف كان ذلك في عام 149 ق.م. وطول الثلاث السنوات التالية ظل الرومان يقذفون موجات الهجوم المستمر على أسوار قرطاجة، وظلت قرطاجة ترد هذه الموجات بكفاءة عالية متزايدة ولكن الوقت كان قد فات.
فقد بادرت روما إلى إرسال سكيبو الذي كان حلمه (أن يدمر قرطاجة حجر بعد حجر)، وأعطته مايكفي من الرجال والسفن لتحقيق هذا الحلم. في أكتوبر من عام 146 ق.م أفتتح سكيبو هجومه بالتقدم إلى الميناء حيث كانت قرطاجة قد اعدت ثلاثين سفينة على عجل لكسر طوق الحصار وتزويد المدينة بالمؤن. وبعد مناوشة بحرية عابرة حطم سكيبو قوارب قرطاجة وتقدم إلى المرفأ حيث نصب أدوات الحصار وراء الأسوار، ودفع بقواته الخاصة لقيادة الهجوم تحت حماية وابل من قذائفه المشتعلة. وطول الستة الأيام التالية استمر القتال حول السور وفي الشوارع وعلى السطوح. وتمكن صدر بعل قائد فرق الخيالة من تنظيم المقاومة بين الجيش والشعب وشن هجمات كاسحة في إتجاه الميناء في محاولة مستحيلة للخروج بالاطفال والنساء إلى البحر، وبعد أن أدركه اليأس وضع سيفه على الأرض وانحنى أمام سكيبو طالبا لهم الرحمة. إذ ذاك تقول الروايات تقدمت زوجة صدربعل برقا ورمت بنفسها في النار مع طفليها لكي لا تحوجه استعطاف الرومان المتغطرسين، وأندفعت قرطاجة تقاتل من جديد في آخر معركة وآخر يوم فيما أشرف سكيبيو من موقعه في البرج على على عمليات القوات الخاصة لإشعل النار في كل بيت.
بعد سبعة عشر يوما أنطفات النار. وختم سكيبو تجربته الرهيبة مع قرطاجة بأشعار من إلياذة الشاعر اليوناني هوميروس ثم أمر بحرثها بالمحراث، وأمر أيضا برش أرضها بالملح لكي لاتعود حتى بمثابة مزرعة.
حينها أصبحت قرطاجة من توابع الرومان إلى أن جاء الفتح العربي الإسلامي الذي حررها منهم وأنتهت مع دمار قرطاجة الإمبراطورية والسيادة البونيقيتين في غرب البحر الأبيض المتوسط.