النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

لماذا تغير طعم الرارنج ؟النارنج

الزوار من محركات البحث: 198 المشاهدات : 2740 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    Jeanne d'Arc
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,465 المواضيع: 8,043
    صوتيات: 10 سوالف عراقية: 0
    مقالات المدونة: 27

    لماذا تغير طعم الرارنج ؟النارنج

    لماذا تغير طعم الرارنج ؟


    رياض بدر
    زمان كانت أسماؤنا أحلى... حين النساء أكثر رقة وعذوبة، ورائحة البامية تتسرب من شبابيك البيوت، وساعة "الجوفيال" في يد الأب العجوز أغلى أجهزة البيت سعراً وأكثرها حداثة، وحبات المطر أكثر اكتنازاً بالماء.
    زمان .. حين أخبار الثامنة أخف دماً، ومذاق الشمس في أفواهنا أطيب، والطرقات أقل ازدحاماً، وبنات المدارس يخبئن جمالهن بين صفحات الدفاتر.
    لما كانت غمزة "سميرة توفيق" أكثر مشاهد التلفزيون جرأة، و"مجلس النواب" حلماً يداعب اليسار المتشدد، وأجرة الباص 25 فلس، والصحف تنشر كل أسماء الناجحين بالبكالوريا. عندما كان المزريب يخزّن ماء الشتاء في البراميل، وكُتّاب القصة ينشرون مجموعات مشتركة، ودعوات العرس توزع في منديل وفيه "جكليت" مغلف بسيلفون وتسمى "جفية"، والجارة تمدّ يدها فجراً من خلف الباب بقوري جاي حار للزبّال فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار! زمان.. عندما كانت "الدورة والبياع" آخر الدنيا، و"فكر واربح" أهم برامج المسابقات، ولم نكن نعرف بعد أن ثمة فاكهة تتطابق بالاسم مع ملمع الأحذية "الكيوي" فلم نكن نعرف سوى "ابو التمساح"، وأننا يوماً ما سنخلع جهاز الهاتف من "وايره" ونحمله في جيوبنا!! كان"الكمون" يوصف علاجاً للمغص، والأولاد يقبلون يد الجيران صباح العيد، والجكليت وال "ويهلية" وصينية "الزلابية" في مقدمة أحلام الطلبة المتفوقين! كانت "جريدة الراصد" لصاحبها الفكيكي أهم الصحف وأجرأها على الإطلاق، و"ألمانيا وبريطانيا وامريكا"لم يكونا بلاد الأحلام، وصورة المطربة صباح على ظهر المرآة اليدوية المعلقة على الحائط. حين تصحو على صوت "فيروز" وبرنامج "ابو رزوقي" يعطي نصائح المرور للسائقين ومخالفاتهم الصباحية ويقوله له "عيني انت ابو الموسكوفج الزركة لو شوية على كيفك بالسرعة مو احسن احنا نخاف عيك وعلى سلامة الناس الماشين بالشارع"؟
    ولم نكن ندري ان ياتي يوما سيكون "ار بي جي 7" يحمل من قبل "زعاطيط" في وسط الشارع ويرهبونا ويقتلونا بدم بارد ومساء تترقب "خيرية حبيب" او " كامل الدباغ"او "عمو مؤيد البدري" والتلفزيون يغلق شاشته في موعد محدد مثل أي محل أو مطعم! عندنا "مدينة للألعاب" هي وجهة الأثرياء والفقراء سواء للعب وتسلية العائلة، والسفر إلى الشمال او البصرة يحتاج التحضير قبل يومين، وجامعة بغداد والمستنصرية كعبة الطلاب في العالم العربي! حين أقلام البك الأحمر هي الوسيلة الوحيدة للحب قبل اختراع الموبايلات، وعندما كانت المكتبات تبيع دفاتر خاصة للرسائل أوراقها مزوّقة بالورد ومعطرة،..أما الورد ذاته فكان يباع فقط في المشاتل او الفنادق الفخمة والأرسترقراطية الباذخة في ذلك الزمان!!
    حين جوازات السفر تكتب بخط اليد، والسفر الى سوريا وتركيا بالقطار، وفيزة امريكا وبريطانيا وفرنسا تاخذها وانت تشرب الشاي امام مبنى السفارة وقمصان "النص ردن"للرجال تعتبرها العائلات المحافظة عيبا وتخدش الحياء!
    كانت البيوت تكاد لا تخلو من صوبة "علاء الدين" ذات البرج الفستقي المتكسر الالوان لعدم اختراع الالوان الحرارية بعد، ومبردات الهلال حلم كل منزل لان "الواتر بمب" احسن من غيرها من الانواع, والأمهات يعجنّ الطحين في الفجر ليخبزنه في الصباح،و"حليب طازج" نشتريه "ابو السيفونة الحمرة" وحليب "ابو الموز ابو السيفونة الصفرة"، والجارة الأرملة تجلس من أول النهار لصق الجدار مهمومة ويدها على خدّها!
    كان مسلسل "الذئب وعيون المدينة" للفنان خليل شوقي و سليم البصري وقاسم الملاك وطعمة التميمي ومي جمال "حسنية خاتون" تلعب بالاحاسيس, كان المسلسل يجمع الناس مساء، ومباريات "الشرطة والزوراء" تجمعنا في ملعب الشعب بين 60 الف متفرج لايستطيع اي قمر صناعي تحديد من هو السني ومن هو الشيعي بينهم، وكان "رعد حمودي" أفضل حارس مرمى في كرة القدم! ولم نتخيل انه سيرشح في الانتخابات كانت الناس تهنئ أو تعزّي بكيس شكر "أبو خط أحمر" ابو 50 كيلو غرام، والأمهات يحممّن الأولاد في الطشت، و"الصوغة" يحملها الناس لزيارة المرضى!
    كان "الانترنت" رجماً بالغيب لم يتوقعه أحذق العرّافين، ولو حدّثتَ أحدا يومها
    عن "العدسات اللاصقة" لاعتبرك مرتدّاً أو زنديقاً تستحق الرجم، أما "الماسنجر"
    فلو حملته للناس لصار لك شيعة وأتباع!! حين مذاق الأيام أشهى، والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها، وعندما "بدري حسون فريد" في دور "الجلبي" أعتى رمز للشر قبل أن يعرف الناس أن في الغيب رجلاً يدعى ".......... (1) "! كانت لهجات الناس أحلى، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة! الموظفون ينامون قبل العاشرة، ,والزوجة في يوم الجمعة تخبئ كبدة الدجاج وقوانصها لتقليها للزوج دلالة على تدليله! الشمس كانت أكثر صرامة في التعامل مع الصائمين، والمطر لم يكن يخلف موعده السنوي في اذار "ابو الهزاهز والامطار"
    كانت الحياة أكثر فقراً وبرداً وجوعاً، لكنها كانت دائماً خضراء
    اي حياة احلى حياتهم ام حياتنا !

    الجميع يفكّر في تغيير العالم، لكن لا أحد يفكّر في تغيير نفسه.

    ليو تولستوي
    روائي وفيلسوف روسي

    تحياتي Sally

  2. #2
    من أهل الدار
    Jeanne d'Arc

  3. #3
    المدير الفني للموقع
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: بغداد &
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 17,392 المواضيع: 1,088
    صوتيات: 71 سوالف عراقية: 328
    التقييم: 9783
    مزاجي: روبوت
    المهنة: <dev></dev>
    أكلتي المفضلة: مربى وخبز &
    آخر نشاط: منذ 9 ساعات
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Samer
    شكرا سالي على الموضوع المتنقى بعناية .. و لو إن مواضيعك جميعها منتقاة بعناية و تنم عن الثقافة و رجاحة اللب

    لا يستطيع أحد أن يجزم إن (تلك) الحياة هي أجمل من هذه أو بالعكس .. كل زمن فيه سلبياته كما فيه ايجابياته ..و لا يوجد مراقب موضوعي متوفر يقيس الزمنين لكي يعطي رايه بصورة دقيقة

    فهنالك الذين شاهدوا ذلك الزمن و لم يدركوا هذا .. و لا نستطيع أخذ رأيهم بطبيعة الحال

    و هنالك الذين فتحوا عيونهم على هذا الزمن .. و تخيلوا إن هذا هو ما يجب ان يكون عليه كل شيء

    و هنالك من نستطيع أن نسميهم (المخضرمين) مثل هذا الكاتب .. و لكن ارائهم غير موضوعية أبدا .. لانهم يزنون الحاضر بمقياس الماضي (و ربما العكس) .. و في كلتا الحالتين ..هم بعيدين عن الموضوعية تماما

    و كذلك .. إن الذكريات ... في الغالب تكون جميلة بعد أن يمضي عليها ما يمضي .. و هذا السبب الذي يجعلنا نبتسم عندما نشاهد صورا لأنفسنا في مواقف مختلفة قبل عدة سنين .. و لا نتذكر ما مر علينا من مواقف مزعجة أو تعب أو الام

    شكرا

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: Iraq-wasit
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 44,539 المواضيع: 6,178
    صوتيات: 286 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 80481
    مزاجي: بشوش يعني مبتسم
    المهنة: موظف
    أكلتي المفضلة: المشاوي
    موبايلي: +galaxy note10
    آخر نشاط: منذ 7 دقيقة
    مقالات المدونة: 2
    كل شخص يعيش في الوقت والمجتمع الذي فيه فلا يستطيع ان يعيش في زمن المستقبل ولا يستطيع ان يتكيف على زمن الماضي .
    الذين سبقونا يرون ان عالمهم هو الاحسن لأنه كان عالم بسيط ليس فيه اي خداع او حروب مثل التي تحصل الان والمعيشة كانت بسيطة وكل يوم يعيشونه سوف يعاد كل يوم .
    واما الذين يعيشون الان يعتبرون ان الحاضر هو الاجمل لأن العالم في تطور فلم يكن هناك نت او سيارات مثل الموجودة الان او اجهزة الموبايل وطرق الاتصال .
    فلكل زمن مجتمع يتكيف مع هذا الزمن .
    شكرا سالي

  5. #5
    مدير المنتدى
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: جهنم
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 84,944 المواضيع: 10,515
    صوتيات: 15 سوالف عراقية: 13
    التقييم: 87253
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: Sin trabajo
    أكلتي المفضلة: pizza
    موبايلي: M12
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 18
    شكرا لك سالي ذكرتينا باشياء جميلة كنا قد نسياناها ومر عليها وقت ليس بالطويل لكن تسارع الاحداث التي مرت علينا كان لها الاثر الكبير في طمر الاشياء الجميلة
    تحياتي وتقديري الكبير لما تقدمي ولا املك شيئا سوى التقييم

  6. #6
    من أهل الدار
    Jeanne d'Arc
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Oracle مشاهدة المشاركة
    شكرا سالي على الموضوع المتنقى بعناية .. و لو إن مواضيعك جميعها منتقاة بعناية و تنم عن الثقافة و رجاحة اللب

    لا يستطيع أحد أن يجزم إن (تلك) الحياة هي أجمل من هذه أو بالعكس .. كل زمن فيه سلبياته كما فيه ايجابياته ..و لا يوجد مراقب موضوعي متوفر يقيس الزمنين لكي يعطي رايه بصورة دقيقة

    فهنالك الذين شاهدوا ذلك الزمن و لم يدركوا هذا .. و لا نستطيع أخذ رأيهم بطبيعة الحال

    و هنالك الذين فتحوا عيونهم على هذا الزمن .. و تخيلوا إن هذا هو ما يجب ان يكون عليه كل شيء

    و هنالك من نستطيع أن نسميهم (المخضرمين) مثل هذا الكاتب .. و لكن ارائهم غير موضوعية أبدا .. لانهم يزنون الحاضر بمقياس الماضي (و ربما العكس) .. و في كلتا الحالتين ..هم بعيدين عن الموضوعية تماما

    و كذلك .. إن الذكريات ... في الغالب تكون جميلة بعد أن يمضي عليها ما يمضي .. و هذا السبب الذي يجعلنا نبتسم عندما نشاهد صورا لأنفسنا في مواقف مختلفة قبل عدة سنين .. و لا نتذكر ما مر علينا من مواقف مزعجة أو تعب أو الام

    شكرا
    اعتقد ان الماضي افضل من ناحية الدراسة والثقافة والكفاءة والاهتمام بالهوايات.. الرومانسية كانت مايميز تلك الحقبة من الزمن ..ياليت لو مزجت ثقافة الماضي بحداثة الحاضر لكانت الحياة افضل واجمل.. لكنها ياريت !!! عموما الذكريات لها عبق يميزها ..كل ما مر عليها الزمان يصبح الحنين لها اكثر.. ولكل وجهته ربما يبتسم ولربما يحزن.. لكنها تبقى ذكريات..تحياتي لك ولكلامك الجميل والاطراء الذي يفرحني جدا وربما لا استحقه.. احييك لمرورك الذي انار متصفحي..كل الود.




    الحرية الزائدة عن الحد تفسدنا جميعا.
    تيرنس
    كاتب مسرحي روماني
    Sally



  7. #7
    المدير الفني للموقع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكونت مشاهدة المشاركة
    حيث أخذني المقال .. الى ماضي كلاسيكي رائع ..
    شممت عطر العفوية من خلاله .. في زمن كان لا يعرف سوى العفوية ..
    وهنا .. في هذا الزمن لا أشم سوى رائحة الدم والبارود .. فلا يوجد اصلا مقارنة بين حياتهم وحياتنا ..!
    سالي ..
    لم يسبق أن أثر بي مقال كما أثر هذا المقال في نفسي .
    لك كل الاحترام والتقدير ... مع التقييم أكيد .. شكرا جزيلا

    أي ماض كلاسيكي هذا ؟؟

    و كيف غابت رائحة الدم و البارود عن (تلك) الحياة ؟

    هل غابت عن فترة الثمانينات .. فترة قادسية صدام الملعون التي حصدت ملايين الارواح .. ؟؟؟

    هل غابت عن فترة الـ تسعينات .. فترة المقابر الجماعية و إعتقالات و إعدامات و تعذيب و سجون صدام .. و كذلك العصابات و السرقة و الغش و الفقر المدقع لعموم الناس ؟

    أي ماض كلاسيكي هذا ؟؟

    هل هو الماض الذي اشتهر فيه السفور و قلة الحياء للنساء .. و السكر و تعاطي المحرمات للرجال ؟؟؟

    هل هو الماضي الذي ندر وجود من أقام الصلاة فيه ؟

    هل هو الماضي الذي جثم فيه البعثية اللعناء على صدور الناس .. و لم ينسوا قطع رقاب بعضهم ؟

    دعونا لا نبالغ في مدح و تمجيد ذلك الـ (ماضي) .. أو (تلك الحياة) .. فعلى الأقل الان ..لا يوجد من يبلغ عنك لانك (تصلي) أو تقيم العزاء

    و لنسعى إلى مستقبل أفضل ..قبل أن نترحم على ماض (كلاسيكي) .. أشبه ما يكون بكهف مظلم .. سعيد الحظ من خرج منه دون أن تصيبه مصيبة في نفسه أو أعزائه .. أو ضميره و اخلاقه

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال