نبذه عن العمله الاسلاميهمن المعلوم إن العملة الذهبية والعملة الفضية كانتا تستخدمان في عصر ما قبل البعثة النبوية في جزيرة العرب، ولكون القبائل العربية موزعة الانتماء السياسي بين الفرس والروم، فقد ساد التعامل بهاتين العملتين النقديتين (الدينار والدرهم) في التعاملات المالية في الجزيرة العربية، وعندما أكرم الله العرب وباقي الأمم ببعثة المصطفى [ استمر التعامل بالدينار والدرهم كمعيار نقدي تقدر به قيمة السلع، لذلك اجتهد جمع من الباحثين في تقدير قيمة الدينار والدرهم ومعرفة ما يقابلها من العملات النقدية المتداولة بأيدي الناس في هذه العصور، والغرض من ذلك الوصول إلى معرفة أنصبة الزكاة والديات الشرعية وقيمة المسروق والذي يقام به حد السرقة وقيمة مهور الزواج لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن وغير ذلك من الأحكام الشرعية المالية التي لا قوام للمجتمعات الإسلامية إلا بمعرفتها·
وقد توصل الباحثون إلى جملة من الحقائق حول موضوع العملة الإسلامية أود أن أعرض بعضا منها للقارئ الكريم·
أولا: تم ضرب أول درهم إسلامي في عهد >عمر بن الخطاب< ] وقيل إن ذلك تم في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان·
ثانيا: إن الدرهم الشرعي الذي استقر عليه تقدير الديات وغيرها من الأحكام كان من ضرب الخليفة الأموي عبد الملك ابن مروان·
ثالثا: عثر على دينار من ضرب خالد بن الوليد ] بطبرية سنة 15 هجرية (كما جاء في بعض المصادر التاريخة<·
رابعا: ذكر الدميري نوعا من النقود يقال لها >البغلية< وقال إن رأس البغل >رجل كان يسمى رأس البغل< ضربها لعمر ابن الخطاب ] على الشكل الفارسي، كما عثر على دينار لم يختلف عن الدينار الفارسي إلا بنقش اسم >معاوية< مع >بسم الله< كما ضرب >أمير المؤمنين< >عبدالله ابن الزبير< دراهم بمكة ونقش بأحد الوجهين >محمد رسول الله< وبالآخر >أمر الله بالوفاء والعدل<، وكما عثر على عينات أخرى من الفلوس والدراهم والدنانير في العهود الأولى، تحتفظ بها بعض المتاحف والخزائن·
خامساً: يرى كثير من الباحثين أن دينار عبدالملك بن مروان يزن 4.45 جرام من الذهب، والخلاف في هذا قريب·
فإذا اعتمدنا على هذا التحديد ثم قمنا باجراء العمليات الحسابية لأمكن معرفة استخلاص النتائج الآتية" علما بأن سعر الغرام من الذهب متغير وكان سعر الغرام حال اجراء هذه العمليات الحسابية بالعملة الكويتية 2.735 دينار وعليه فالدينار الذي يزن 4.45 غرام يساوي بالدينار الكويتي 4.45 x 2.735 =12.170 د·ك >اثنا عشر دينارا ومئة وسبعون فلساً< إذن فالدينار الإسلامي يساوي 12.170 د·ك·
سادساً: تكون قيمة الدية الشرعية للقتيل >المسلم< (في حالة القتل الخطأ) هكذا 1000x 12.170= 12.170 أي اثني عشر ألف دينار ومئة وسبعون دينارا·
سابعاً: نصاب الزكاة بالعملة الكويتية: 243.400 د·ك حيث إن نصاب الزكاة وفق الدينار الإسلامي هو 20 دينار ومر بنا إن الدينار الإسلامي يساوي 12.170 وعليه فنصاب الزكاة هو حاصل ضرب 20 في12.170 وتكون العملية الحسابية كالآتي:12.170X 20 = 243.4 د·ك·
ثامناً: حد السرقة يقام بسرقة ما قيمته ثلاثة دنانير بالعملة الكويتية جاء في الحديث الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام >لاقطع إلا في ربع دينار فصاعدا< والعملية الحسابية تكمن في معرفة مقدار ربع الدينار الإسلامي أي ربع 12.170 وهو ما يساوي 3.0425 أي ثلاثة دنانير واربعة فلوس وربع الفلس·
تاسعاً: معرفة مقدار صداق بعض أزواج النبي [ بما يساويه بالعملة الكويتية كما جاء في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها رواه الإمام مسلم (كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية)، ولما رواه الخمسة عن عمر ابن الخطاب قال : ما أصدق رسول الله [ امرأة من نسائة، ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية·
أما صداق أم المؤمنين >خديجة< رضي الله عنها فقد كان >عشرين< بكرة كما رواه قال ابن هشام: وأصدقها عشرين بكرة، وكانت أول امرأة تزوجها رسول الله [ ولم يتزوج غيرها حتى ماتت رضي الله عنها (انظر سيرة ابن هشام ج2 ص 215) وهكذا كان الصداق >عشرين بكرة< قلت: تباع البكرة في صفاة الإبل بما يقارب 90 دينار كويتي وذلك بتاريخ 18 ربيع الآخر 1427 - 2006/5/16 أما أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان (رضي الله عنهما) فقد جاء في السيرة تحديد صداقها كما قال ابن هشام: قال ابن إسحاق وخلف رسول الله بعده >أي ابن جحش< على امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب ·
قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن علي بن حسين أن رسول الله بعث فيها إلى النجاشي عمرو بن أمية الضمري، فخطبها عليها النجاشي فزوجه إياها، وأصدقها عن رسول الله 400 دينار، فقال محمد بن علي: مانرى عبدالملك بن مروان وقف على اربعمئة دينار إلا عن ذلك، وكان الذي أملكها النبي [ خالد بن سعيد بن العاص· (انظر سيرة ابن هشام ج2 ص 17)·
قلت: ومعلوم أن الأوقية تساوي وزن أربعين درهماً والدرهم الإسلامي يزن ثلاثة غرامات ومئة وخمسة عشر جزء من الألف من الغرام، على النحو التالي: 3.115 كما أن الغرام الواحد من الفضة يساوي بالدينار الكويتي: دينار ومئتين وستة عشر فلساً 1.216 وعليه يكون وزن الأوقية الوحدة يساوي حاصل 40 في 3.115 والمجموع هو 124.6 غرام·
والصداق كان 12 أوقية ونصف من الفضة ولمعرفة وزن كامل الصداق نضرب 12.5 في 124.6 الحاصل هو ألف وخمسمئة وسبعة وخمسون غراماً ونصف الغرام 1557.5 غرام من الفضة، فإذا كان سعر الغرام الواحد حسب الدينار الكويتي يساوي دينار ومئتين وستة عشر فلسا فالصداق يكون بحاصل ضرب 1557.5 في 1.216 هكذا 1557.5X 1.216 = 1893.9.2 د·ك ألف وثمانمئة وثلاث وتسعون وتسعمئة وعشرون فلساً، ومعلوم أن >أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها< من أزواج النبي [ كان صداقها غير ذلك قال ابن هشام: قال ابن إسحاق: وحدثني محمد ابن علي ابن الحسين أن رسول الله بعث فيها إلى النجاشي عمر ابن أمية الضمري، فخطبها عليه النجاشي فزوجه إياها، وأصدقها عن رسول أربعمئة دينار· فقال محمد بن على: ما نرى عبدالملك ابن مروان وقت صداق النساء على أربعمئة دينار إلا عن ذلك، وكان الذي أملكها النبي [ خالد ابن سعيد ابن العاص، انظر سيرة ابن هشام (ج2 ص 17) قلت مر بنا أن الدينار الإسلامي يعادل بالعملة الكويتية على وجه التقريب 12.170 د·ك فصداق أم حبيبة رضي الله عنها حاصل ضرب 12.170 في 400 = 4868 د·ك والله أعلم بالصواب·
>فائدة< زوج ابراهيم بن النعمان بن بشير، يحيى بن أبي حفصة مولي عثمان بن عفان ابنته على عشرين ألف درهم، فعير بذلك بهذه الأبيات:
لعمري لقد جللت نفسك خزينة
وخالفت فعل الأكثرين الأكارم
ولو كان جداك اللذان تتابعا
ببدر لما راما صنيع الألائم
فأجابه إبراهيم:
فما تركت عشرون ألفا لقائل
مقالا فلا تحفل مقالة لائم
فأن أك زوجت مولى فقد مضت
سنة قبلي وحب الدراهم