TODAY - 16 September, 2011
بعد مقتل 22 مسافراً عراقياً واتهامات للقاعدة ودمشق
نذر الطائفية تطل برأسها بين الأنبار وكربلاء
تصاعدت حدة الإتهامات بين مسؤولين محليين في محافظتي كربلاء جنوب بغداد والأنبار (غرب) بعد مرور أربعة أيام على مقتل عدد من المعتمرين العراقيين في صحراء النخيب بين الأنبار وكربلاء
جاء التصعيد بين محافظتي كربلاء جنوب بغداد والأنبار (غرب) بعد القاء القبض على المتهمين بقتل 22 معتمراً كانوا متوجهين لسوريا ومنها إلى السعودية لتأدية العمرة قادمين من كربلاء، حيث تم تسليمهم الى السلطات الامنية فيها وليس للعاصمة بغداد، وسط خشية من تصفيتهم دون محاكمة عادلة، حسب ما يشير المعترضون.
وتعتبر صحراء النخيب محل تنازع بين وقت وآخر بين محافظة كربلاء (ذات الاغلبية الشيعية) والانبار (ذات الاغلبية السنية) وشهدت ابان الحرب الطائفية في العراق خاصة عامي 2006 و 2007 مقتل مئات المسافرين العراقيين فيها حيث يستخدم طريقها نحو سوريا والاردن سكان محافظات الفرات الاوسط (كبابل وكربلاء والنجف والديوانية).
وكانت مجموعة مسلحة اختطفت، يوم الاثنين 12 ايلول/ سبتمبر الحالي حافلة لنقل المسافرين يقدر عدد ركابها بأكثر من 30 شخصاً بينهم 22 رجلا، فضلاً عن عدد من النساء والأطفال في منطقة "الوادي القذر"، 70 كم جنوب قضاء النخيب، وعثرت قوة أمنية عراقية على جثث الرجال الـ 22 الذين قتلوا رمياً بالرصاص.
وعقب الحادث اعلن زعيم صحوة العراق، أحمد أبو ريشة عن تخصيص مكافأة مالية تبلغ 50 مليون دينار لمن يساعد قوات الجيش والشرطة العراقية باعتقال المتورطين بمهاجمة حافلة المسافرين في النخيب. فيما نفى أمير عشائر الدليم الشيخ حاتم السلمان والوكيل الاقدم في وزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي أن يكون للحادث علاقة باسقاط الجنسية العراقية مؤخراً عن عن 160 عائلة من أصل سوري.
لكن الشيخ أحمد أبو ريشة اتهم المخابرات السورية بالضلوع في الحادث. واعتبر ابو ريشة في تصريحات للصحافة المحلية أن "المخابرات السورية ضالعة بشكل مباشر في العمل الإرهابي الذي استهدف مسافرين من محافظة كربلاء في منطقة النخيب غرب الرمادي".
ورأى ان الاجهزة السورية متورطة "في جميع الهجمات التي شهدتها المحافظة ومدن عراقية أخرى منذ بدء الاحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار الأسد". وأضاف أن "المخابرات السورية تحاول التعتيم على جرائم حكومتها بحق شعبها من خلال تصعيد الهجمات الإرهابية في الساحة العراقية، ولفت أنظار وسائل الأعلام عما يجري في بلادهم".
وأكد أبو ريشة أن "عملاء ومرتزقة للمخابرات السورية في العراق من القاعدة باتوا ينشطون في البلاد من اجل تطبيق تلك الأجندة". من جهته حمل عضو اللجنة حامد المطلك "بقاء القوات الاميركية في العراق والتناحر بين الكتل السياسية يعد العامل الرئيس في وقوع هذه الجريمة وكل الجرائم التي يذهب ضحيتها مواطنين ابرياء من مختلف مناطق العراق داعيا الى تامين الطرق الخارجية بنقاط السيطرة"، حسب المطلك.
فيما طالبت النائب عن كتلة الاحرار مها الدوري بالقاء القبض على القيادات الامنية المسؤولة عن المنطقة التي شهدت جريمة النخيب سواء كانوا من الانبار او من كربلاء مضيفة ان هذا الاجراء هو الطريق الصحيح لوضع اجراءات عملية و رصينة لحماية المناطق من الارهابيين.
وكانت قوة من الجيش العراقي اعتقلت في مكان الحادث شخصا وبحوزته أسلحة رشاشة وعدة صناديق عتاد وأجهزة اتصال نوع (ثريا وموتريلا) للاتصال الداخلي. ويشتبه بتورط المعتقل في تنفيذ الحادث حيث اقتادته القوة إلى مركز للاحتجاز الأمني في محافظة كربلاء وأخضعته للتحقيق.
ويبدو ان التحقيق معه مهد لاعتقال المتهمين الذين القت القبض عليهم قوة من الأمن والمخابرات العراقية وعددهم عشرة مطلوبين من تنظيم القاعدة في منطقة الرطبة في محافظة الانبار بينهم شخص سوداني الجنسية لديهم سوابق في القتل والتسليب. وتم نقلهم لكربلاء، الامر الذي فجر الخلاف والتهديد بين الانبار وكربلاء.
فأمير عشائر الدليم الشيخ حاتم السليمان قال لوكالة أنباء السومرية نيوز المحلية أن "عملية الاعتقال جرت بصورة قانونية حسب الأصول وبمذكرة إلقاء قبض أصدرها قاضي الرطبة"، مشيرا الى ان "الجهة التي تولت عملية الاعتقال هي جهاز المخابرات العراقي ووزارة الأمن الوطني، وبعلم قائد الفرقة السابعة"، معتبرا أن "نقل المعتقلين الى كربلاء يمثل تجاوزا لا يمكن السكوت عنه".
وهدد السليمان، الخميس، بـ"قطع يد" حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي في حال عدم اعادة المعتقلين العشرة من كربلاء الى بغداد، مؤكدا أنهم فعلا مطلوبون للقضاء وأحدهم مفتي في تنظيم القاعدة.
وكان محافظ كربلاء آمال الدين مجيد الهر قال في بيان إن "المحافظة قررت اعلان الحداد الرسمي ليوم واحد ترحما على أرواح الشهداء البالغ عددهم 22 شخصا الذين استشهدوا على يد التحالف البعثي التكفيري في محافظة الأنبار".
وطالب عدد من الساسة العراقيين بضبط النفس وعدم كيل التهديدات والاتهامات تجنبا لاشعال فتيل النزاع الطائفي الذي فتك بمئات الالاف من العراقيين عامي 2006 و 2007 حيث كان يسيطر تنظيم القاعدة على طريق النخيب ومناطق اخرى من محافظة الانبار وقتل الالاف من سكان المحافظات الجنوبية بسبب انتمائهم الطائفي.
وكان مجلس محافظة كربلاء طالب العام الماضي بضم قضاء النخيب الذي يمر به الطريق الصحراوي نحو حدود العراق الغربية وهو مارفضه بشدة مجلس محافظة الانبار. وقد تجددت اليوم دعوات قضاء النخيب لكربلاء بعد حادثة مقتل المعتمرين الكربلائيين، مع رفض اشد من الأنباريين، ويخشى من تطور المطالبات لخلاف مسلح أو ثأري بين سكان المحافظتين وتجدد التناحر الطائفي بينهما.
ايلاف