الغيرة
تتجلى الغيرة في ابسط اشكالها عند المرأة في حب تقليدها لغيرها من النساء، و في محاوله امتلاك كل شى ء تملكه رفيقاتها. و هو مرض سار، مرده الى حب الذات و العجب بها.
و يتداخل مفهوم الغيرة بهذا المعنى مع مفهوم الحسد، و هو شائع بين الرجال و بين النساء. و من امثلته غيره هابيل من اخيه قابيل، حين حسده وادعى انه افضل منه فلما احتكما الى الله فتقبل الله قربان هابيل و لم يتقبل قربان قابيل، زادت غيره قابيل، حتى سولت له قتل اخيه، فقتله.
و من اخطر اشكال الغيرة ان تحب امراتان رجلا واحدا، فتتخاصمان للحصول عليه. و هو من الامور الخطره، التي تسى ء الى الحياه الزوجيه و تجعلها جحيما لايطاق. و يحدث الامر نفسه عندما يتزوج الرجل اثنتين، فتغار احداهما من الاخرى و تكيد لها، و هو محرم شرعا. و هو ما عبر عنه الامام بقوله:
'غيره المرأة كفر، و غيره الرجل ايمان'.
و يقصد بغيره الرجل، غيرته على عرضه و حريمه و حفظهم من الشرور و الاعتداء.
و قد اوجب الله سبحانه على الرجل العدل بين نسائه، حتى لايكون للمرأة عذر في غيرتها.
الغدر
تتميز المرأة العاطفيه بسرعه التقلب و عدم الثبات على راى، فهى تحب اليوم و تكره غدا، و تحب شخصا ثم تنقلب الى غيره.
و لذلك قيل في المثل: 'و نساوهم كهوائهم'.
و قد وصمها المتنبى بالغدر و عدم الوفاء بالعهد حيث قال:
اذا غدرت حسناء وقت بعهدها++
فمن عهدها ان لايدوم لها عهد
و هذه الصفات ابعد ما تكون عن المرأة المومنه الملتزمه. اما المرأة الطائشه التي تتبع هواها و تنساق وراء رغباتها، فهى تتخبط في غيها و بغيها، و لا ترى اى ضيرفى نكث العهد، و عدم الوفاء بالوعد،
و الغدر بصاحبها عن قصد و عمد.
اما الرجل فهو اكثر اندفاعا الى العمل بما يعتقد، و الثبات على عقيده معينه، و الدفاع عنها بوعى و تصميم، و الوفاء بعهده مهما كلفه ذلك. فاذا وعد اعتبر وعده دينا في عنقه، مصداقا للقول الماثور: 'وعد الحر دين'. و من اشهر الامثله على ذلك وفاء السموءل لمن اودع عنده عددا من الدروع، ففضل ذبح ابنه دون ان يسلمها لغير اصحابها.
هم المرأة
فاذا تركت المرأة عقلها جانبا، و القت اوامر الشرع وراء ظهرها، لم يعد لها من هم في الحياه غير زينتها و زخارفها، و الانسياق وراء شهواتها. فقال الامام (ع): 'و ان النساء همهن زينه الحياه الدنيا و الفساد فيها'.
المرأة الفاسده شر كلها
و عندها تصبح المرأة شرا كلها، على الرغم من حاجه الرجل و الوجود البشرى اليها. فقال (ع): 'المرأة شر كلها، و شر ما فيها انه لابد منها'.
غيره المرأة و غيرها الرجل
و المرأة بدافع غيرتها على زوجها قد تنساق وراء عاطفتها، فتتصور ان زوجها يمكن ان يتزوج عليها، فخير سبيل لتتفرد به هو ان تفقره او تمنعه من مغادره الدار، او تصمه بالريبه في كل نظره ينظرها، مما يسبب لها فساد حياتها الزوجيه و يعود عليها بالضرر و السوء. ولذلك نهاها الامام (ع) عن هذه الغيرة المحرمه، و اعتبرها كفرا بالنعمه التي انعمها الله عليها،
[و اذا كانت الغيرة تصل الى حد تنسى معه الله سبحانه بل و تتحدى معها اوامره تعالى و نواهيه بشكل علنى و سافر و عن سابق توجه و اطلاع، فانها تعنى انها في حاله غيرتها و ثورتها لاتعترف بسلطان الله سبحانه و لا تخضع لاوامره و زواجره... و لعل هذا اقرب الى ما يرمى اليه الإمام علي (ع) من كلمته الماثوره: 'غيره المرأة كفر'].
فقال (ع): 'غيره المرأة كفر'. و هذه الغيرة مختلفه جدا عن غيره الرجل التي تعنى الحفاظ على زوجته و اهله ضد اى اعتداء خارجى او انتهاك لكرامتهم، فهذا واجب على كل رجل، و هو جزء من الايمان، فقال (ع): 'و غيره الرجل ايمان'.
غدر المرأة
و في الحكمه الرابعه يبين الامام (ع) جانبا من نفسيه المرأة الشريره، التي دابها ان تغدر بزوجها، في حين تظهر له حسن معاشرتها و تصرفاتها، فهى كالعقرب التي تلدغ الانسان بعد ان تعطيه الثقه و الامان، فقال (ع): 'المرأة عقرب حلوه اللبسه'
[و لعل الاقرب الى ما يرمى اليه اميرالمومنين (ع) من كلمته هذه، هو ان المرأة كثيرا ماتوذى الرجل عن عمد او من غير عمد، ولكنها و بملاحظه وضعها العاطفى و الانثوى المثير له تجعل الرجل ليس فقط لايجد الم لسبتها و انما هو يلتذ بها ايضا].
خيار خصال النساء
و نتيجه التباين في خصال المرأة و في وظيفتها عن الرجل، تعتبر بعض الخصال السيئه في الرجل، خصالا جيده في المرأة. و يعد الامام (ع) ثلاثا من هذه الخصال و هى: الزهو و الجبن و البخل. فيقول (ع): "خيار خصال النساء، شرار خصال الرجال: 'الزهو و الجبن و البخل. فاذا كانت المرأة مزهوه "اى فخوره بنفسها" لم تمكن من نفسها. و اذا كانت بخيله حفظت مالها و مال بعلها. و اذا كانت جبانه فرقت "اى فزعت" من كل شى ء يعرض لها" "الحكمه رقم 234"
فالمرأة التي لاتستهين بنفسها يدفعها اعجابها بنفسها الى ان لا تمكن احدا من نفسها، و هي صفه جيده في المرأة. على عكس المرأة الدنيئه التي تسلم نفسها لكل طالب بلا مقابل.
و بما ان السعى وراء زينه الدنيا يحتاج الى المزيد من المال الذي يرهق كاهل الرجل، كانت المرأة البخيله افضل من المسرفه، لانها بذلك تحافظ على ما لها و مال زوجها و اسرتها.
اما الجبن و الخوف عند المرأة فهو من افضل الصفات، لان المرأة التي تدعى الجراه تضع نفسها في مواضع الخطر دون ان تحترس، و بما انها ضعيفه، فهى بذلك تعرض نفسها للمهالك، و لو كانت تخاف لتجنبت اماكن الخطر، و لحسبت لكل امر الف حساب.
اما الرجل، فمن اسمى خصاله ان يكون متواضعا كريما شجاعا، على ان لايخرجه ذلك عن حدود الشرع، فينقلب تواضعه الى ذل، و كرمه الى اسراف، و شجاته الى تهور.
معامله النساء و الحفاظ عليهن
و لم يبخل الامام (ع) عن اسداء بعض الارشادات الضروريه للرجال، في كيفيه معامله نسائهم و الحفاظ عليهن. فالمرأة التي تنساق عاده وراء عاطفتها، يجب ان تكون في ظل رجل يصونها من الشذوذ و الانزلاق، و يمحضها النصيحه و الراى الصائب،
الذى يجعلها تفوز بسعاده الدنيا و الاخره.
يقول الامام (ع) في آخر الوصيه التي كتبها لابنه الحسن (ع) عند انصرافه من صفين:
'و اياك و مشاوره النساء، فان رايهن الى افن "اى نقص" و عزمهن الى وهن "اى ضعف". واكفف عليهن من ابصارهن بحجابك اياهن، فان شده الحجاب ابقى عليهن. و ليس خروجهن باشد من ادخالك من لايوثق به عليهن. و ان استطعت الا يعرفن غيرك فافعل. و لا تملك المرأة من امرها ما جاوز نفسها، فان المرأة ريحانه و ليست بقهرمانه. و لا تعد بكرامتها نفسها، و لا تطمعها في ان تشفع لغيرها. و اياك و التغاير في غير موضع غيره، فان ذلك يدعوا الصحيحه الى السقم، و البريئه الى الريب' "الخطبه رقم 270". و يتضمن هذا النص الامور التاليه
مشوره المرأة
ففى البدايه يبين الامام (ع) ان تفكير المرأة مرتبط بعاطفتها ارتباطا وثيقا، و رايها في الاشياء مرتبط باهتماماتها. فلاينبغى للرجل ان يشاور المرأة، فان رايها قد يضعف رايه و يثبط همته. و لا يستشير النساء الا العاجز من الرجال. يقول (ع): 'و اياك و مشاوره النساء فان رايهن الى افن، و عزمهن الى وهن'.
و اما اذا كانت المرأة ذات راى قويم و عزم قوى، فلماذا لايشاورها الرجل، و لا يكلفها بجسيم الاعمال و المهمات؟ كما فعل الامام الحسين (ع) حين كلف اخته مولاتنا زينب العقيله (عليها السلام) بان تتابع نهضته من بعده، و ان تبين للملا اهدافها و مراميها، فقامت بذلك بكل ثبات و رباطه جاش، و حمت ابن اخيها الامام زين العابدين (ع) و جميع السبايا، فكانت بذلك 'بطله كربلاء'.
حجب المرأة و عدم الاختلاط
ثم يوكد الامام (ع) على امر المشرع بحفظ المرأة، فان عدم اختلاطها بالرجال احفظ لها و لهم. فقال (ع): 'واكفف عليهن من ابصارهن بحجابك اياهن" اى احجبهن عن الغرباء حتى لاتقع ابصارهن على ما يكون سببا لفسادهن. ثم يقول (ع): 'فان شده الحجاب ابقى عليهن' و ليس المقصود بالحجاب هنا ما يوضع على الراس و العنق و الجيب، و انما المقصود
به الاعتزال و عدم الاختلاط. و ان كان حجاب الراس هو واجب ايضا بنص القرآن الحكيم. يقول تعالى عن الحجاب الاول مخاطبا نساء النبى اللواتى هن قدوه المسلمات: 'و قرن في بيوتكن، و لاتبرجن تبرج الجاهليه الاولى، و اطعن الله و رسوله' و يقول سبحانه عن حجاب الراس 'يا ايها النبى قل لازواجك و بناتك و نساء المومنين يدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك ادنى ان يعرفن فلايودين" "سورة الاحزاب 59".
ثم يوكد على لزوم ستر العنق و ما يليه من الصدر و هو الجيب فيقول 'و قل للمومنات يغضضن من ابصارهن و يحفظن فروجهن و لايبدين زينتهن الا ما ظهر منها، و ليضربن بخمرهن على جيوبهن' "النور- 32"
و المقصود بالزينه الظاهره ما تظهره المرأة من جسمها حال الصلاه، و هو الوجه الوضوئى واليدين الى الزندين و القدمين الى الكعبين.
[البحث المتقدم فقهى، فيه الكثير من الاخذ و الردبين الفقهاء. و ما ذكره المولف هنا هو ما راه مناسبا بحسب سياق بحثه هذا].
ثم قال الامام (ع): 'و ليس خروجهن باشد من ادخالك من لايوثق به عليهن' فهو (ع) يقول: 'ان خروج النساء من البيت اهون من دخول شخص غير موثوق عليهن، لان من تكون هذه صفته يتمكن من الخلوه معهن في البيت بدون رقيب، بينما لايتمكن من ذلك اذا راهن في الطريق.
و رغم ان المشرع الحكيم سمح للمرأة بالخروج من بيتها في حالات الضروره و الحاجه، فان الامام (ع) شدد كثيرا على هذه الناحيه، لتقديره المفاسد الكبيره التي تنشا عن اختلاط النساء بالرجال، كما هو في عصرنا لحاضر. و لذلك قال (ع): 'و ان استطعت الا يعرفن غيرك فافعل'. و رغم ان الخطاب في هذه الوصيه هو للامام الحسن (ع) فهو غير موجه اليه بقدر ما هو موجه لعامه المسلمين، لان عقيلات اهل البيت كن اشد الناس تمسكا و تطبيقا لتعاليم الشريعه.
[لاريب في ان من الخير للمرأة هو ان لاترى الرجل و لاالرجل يراها كما قررته الصديقه الطاهره فاطمه الزهراء عليهاالسلام في مقام جوابها لسوال ابيها الرسول الاكرم "ص" لها عن ذلك... ولكن ذلك ليس هو كل ما ينبغى ان يقال في هذا المجال... و الا... فان المقامات و الاحوال تختلف... فقد يفرض الواقع الموضوعى على المرأة ان تقف مع الرجل جنبا الى جنب لتسجل موقفا نضاليا و رساليا يدفع اليه التكليف الشرعى على المرأة ان تقف مع الرجل جنبا الى جنب لتسجل موقفا نضاليا و رساليا يدفع اليه التكليف الشرعى و ضروره الحفاظ على حياه الاسلام و على حيويته، و على حدوده و ثغوره... و لاجل ذلك نجد 'فاطمه الزهراء' و من بعدها ابنتها العقليه 'زينب' و سواهما من عقائل الرساله يشاركن في تسجيل مواقف رساليه و سياسيه علنيه و في ملا من الناس... مع عدم التخلى عن الالتزام بالحجاب و عدم الاخلال به... و اذن فان من المناسب الفات نظر القارى ء الى ان الظروف تختلف و تتفاوت و تبعا لها يحصل الاختلاف و التفاوت في الوظيفه الشرعيه الالهيه التي لابد من التزام بها وادائها على النحو الافضل و الاكمل...]
روى ابن شهر آشوب في المناقب ان النبى "ص" قال لفاطمه (ع): 'اى شى ء خير للمرأة؟ قالت: ان لاترى رجلا و لايراها رجل. فضمها اليه و قال: ذريه بعضها من بعض'.
و قد اثر عن زينب العقيله (عليها السلام) انها كانت لاتعرف من باب دارها غير وجهه الداخلى. و كانت عند ما تضطر الى مغادره بيتها، تخرج ليلا محجبه و معها الحسن (ع) عن يمينها و الحسين (ع) عن شمالها، و ابوها اميرالمومنين امامها.
و قد كانت مولاتنا سكينه بنت الامام الحسين (ع) شبيهه بجدتها فاطمه الزهراء (عليها السلام)، فكانت مقطعه الى العباده و دائمه الا تصال مع الله، لا تغادر بيتها و لا تلتفت عن مسجدها. حتى انه لما خطبها ابن عمها الحسن المثنى بن الامام الحسن (ع) قال له ابوها الحسين (ع): 'اعطيك فاطمه بنتى فهى كامى الزهراء في العباده، اما سكينه فلا تصلح لرجل، لانها غالب عليها الاستغراق مع الله.
و من غريب الامر، ان يذكر احد المورخين و هو الزبير بن بكار في كتابه نسب قريش ان سكينه نفسها كانت تقيم مجالس الانس و الشعر و الغزل، و ان بيتها كان منتدى للرجال و النساء. و في هذا تزوير متعمد، للحط من قيمه اهل البيت في نظر الناس و تشكيكهم بهم. و الحقيقه ان التي كانت تقوم بهذا الامر هي سكينه بنت خالد بن الزبير، فقد كانت تجالس الشعراء و يتغزلون بها و بجمالها. فرفع ابن بكار هذه الوصمه عن آل الزبير و جعلها في آل البيت (عليهم السلام)، لان الوضع السياسى يناسب ذلك. و قد كشف هذا الافتراء ابوالفرج الاصبهانى في كتابه الاغانى حيث قال: ان التي كانت تجالس الشعراء هي سكينه بنت خالد بن الزبير و ليست سكينه بنت الحسين (ع).
المرأة ريحانه
ثم يوكد الامام (ع) ان وظيفه المرأة هي في ممارسه الاعمال المناسبه لها، و من اجلها انجاب اولادها و رعايه اسرتها، فهى لم تخلق لتحمل المسووليات الشائكه و الاعمال التي تضر بانوثتها بل خلقت لتظل ورده جميله و ريحانه عطره. فقال (ع): 'و لا تملك المرأة من امرها ماجاوز نفسها، فان المرأة ريحانه و ليست بقهرمانه' و في هذا ارفاق كبير بالمرأة يتناسب مع رقتها و انوثتها و لايزيدها اعباء فوق اعبائها. و قد شرحنا هذا القول سابقا حين تكلمنا عن اهتمام المرأة بالمظهر.
ثم يقول (ع): 'و لا تعد بكرامتها نفسها، و لا تطمعها في ان تشفع لغيرها' اى لاتجاوز با كرامها نفسها، فتكرم غيرها بشفاعتها. و كل ذلك مبنى على طبيعه المرأة في الانسياق وراء عاطفتها و تجاوز حدود حقها اذا سلس لها العنان. و ان تشفع المرأة للولد بشكل متكرر منساقه وراء عاطفه الامومه يسيء الى تربيته.
المرأة لاتحكم
و من هذا المنطلق نهى النبى "ص" عن اماره النساء، لانها اذا حكمت تحكم بهواها، فتشيع في الارض الفساد، و هذا من علامات آخر الزمان و قيام الساعه.
قال النبى "ص": 'اذا كان امراوكم اخياركم، و اغنياوكم سمحاكم، و امركم شورى
بينكم، فظهر الارض خير لكم من بطنها. و اذا كان امراوكم اشراركم، و اغنياوكم بخلاء كم، و امركم الى نسائكم، فبطن الارض خير لكم من ظهرها'.
و قال الإمام علي (ع): 'و من امارات الساعه: اماره النساء و الصبيان و كثره السرارى و ارتفاع البنيان. و لا تقوم الساعه حتى تشتغل الرجال، و النساء بالنساء'.
و يقول الامام (ع) في مستدرك نهج البلاغة ص 176: 'يظهر في آخر الزمان و اقتراب الساعه- و هو شر الازمنه- نسوه كاشفات عاريات، متبرجات من الدين، داخلات في الفتن، مائلات الى الشهوات، مشرعات اى اللذات، مستحلات للمحرمات، في جهنم خالدات'.