TODAY- 15 September, 2011
عمل استاذاً في كلية الهندسة وابتعد عن السياسة
وفاة خالد جمال عبد الناصر عن 62 عاماً
توفي خالد جمال عبد الناصر، نجل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، أمس، بعد تدهور حالته الصحية بصورة كبيرة إثر خضوعه لجراحة خطيرة في الجهاز الهضمي في لندن منذ عشرة أشهر، ويشيع جثمانه بعد صلاة الجمعة اليوم من مسجد جمال عبد الناصر في منشية البكري بالقاهرة، وذكر التلفزيون المصري على موقعه الإلكتروني أن خالد (62 عاماً) احتجز على أثر العملية 14 يوماً في غرفة العناية المركزة بأحد مستشفيات القاهرة.
ويعد الدكتور خالد أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة أكبر أبناء جمال عبد الناصر، والأب الروحي لإخوته الأربعة بعد رحيل والدهم الزعيم الراحل. وهو متزوج من داليا فهمي شقيقة وزير البترول المصري الأسبق سامح فهمي الذي يحاكم حالياً في قضية بيع الغاز لإسرائيل.
وكان خالد الذي فقد حوالي 40 كيلو جراماً من وزنه، قد خضع خلال يناير الماضي لعملية جراحية نادرة وخطيرة في لندن، إذ نقل له جراحون بريطانيون شرايين من الرقبة إلى الكبد، كما اضطر إلى الإقلاع نهائيًا عن التدخين بعد سنوات طويلة معه، برغم أنه لم يتوقف عنه عندما أجرى عملية جراحية سابقة في باريس قبل ثمانية أعوام لاستئصال ورم حميد في المخ.
وذكر مقربون من أسرة الرئيس الراحل أن «الحالة الصحية للدكتور خالد تدهورت ولم يستطع الأطباء السيطرة على الأجهزة الحيوية في جسمه».
وكان الفقيد قد أكد ــ في تصريحات سابقة ــ أنه فوجئ قبل عامين خلال إحدى زياراته إلى دبي بظهور خراج كبير في قدمه، تقرر على أثره دخوله مستشفى، وأجرى فيه عملية تنظيف لــ«الخراج»، واستمر تحت الرعاية الطبية في دبي ما يقرب من شهر محاطًا باهتمام رسمي وشعبي.
وبعد عودته إلى مصر بفترة، داهمته آلام جديدة في منطقة البطن، دخل على أثرها مستشفى وادي النيل، ومن ثم سافر إلى لندن للوقوف على حقيقة وأسباب آلامه المبرحة، فقرر الأطباء إجراء عملية جراحية له على مرحلتين، بدأت بجراحة صغرى عاد بعدها إلى القاهرة، وأخبره الأطباء بأن عودته إلى لندن ستكون لإجراء العملية الثانية وهي الأصعب؛ لدقتها، حيث تتطلب نقل أوردة من مناطق معينة في الجسم إلى المناطق التي يشعر فيها بالآلام، وبالفعل أجريت الجراحة الثانية لكنها لم تمنحه إلا مزيدًا من التدهور حتى فارق الحياة مساء أمس الخميس.
وخالد الذي كان أستاذاً بكلية الهندسة بجامعة القاهرة له أشقاء هم: هدى ومنى وعبد الحميد وعبد الحكيم. ولم يعمل الراحل بالسياسة، ولكنه كان عضواً في تنظيم «ثورة مصر» الذي نجح في اغتيال بعض الدبلوماسيين الإسرائيليين بالقاهرة في الثمانينات، وحوكم خالد جمال عبد الناصر بعد كشف هذا التنظيم إلا انه تمت تبرئته وعاد إلى مصر في منتصف التسعينات بعد أن أقام عامين في المنفى في يوغوسلافيا.
وجرى استقبال الراحل خارج مصر استقبال الفاتحين، ففي سوريا حملته الجماهير بالسيارة التي كان يركبها، وفي لندن، حيث كان يعد رسالة الدكتوراه عومل معاملة كريمة، وكذلك في يوغوسلافيا التي ارتبط رئيسها تيتو بوالده بصداقة قوية، والتي استقر بها لفترة طويلة بعد اتهامه في قضية تنظيم ثورة مصر الشهيرة، ووقتها غادر القاهرة بأسرته إلى لندن، ثم إلى يوغوسلافيا التي احتضنته وفاءً لذكرى والده، وحصل بعدها على حكم بالبراءة.