القاهرة، مصر (CNN)- "لم أتوقع حصولي على جائزة مهرجان دبي السينمائي عن دوري في فيلم فتاة المصنع"، هكذا وصفت الممثلة المصرية الشابة، ياسمين رئيس، شعورها بعد حصولها على أول جائزة بهذا المستوى في بداية مشوارها في عالم الأضواء.
وقالت ياسمين رئيس، في مقابلة مع CNN بالعربية، إنها لم تتوقع أن تلعب دور البطولة في فيلم "فتاة المصنع"، وكان كل أملها أن تقوم بدور ثان بجوار البطلة، ولكنها فوجئت باختيار مخرج الفيلم، محمد خان، لها لتلعب دور البطولة.
وأضافت رئيس أنها كانت تشعر بالرهبة من العمل مع مخرج بحجم محمد خان، ولكنه نجح في إزالة تلك الرهبة سريعاً، وأنها عايشت فتيات مصنع ملابس من أجل الدور، الذي وصفته بـ"الممتع والمرهق" في آن واحد.
وكان هذا نص الحوار:
كيف جاء ترشيحك للفيلم؟
جاء بشكل غريب للغاية، فعندما اتصلت بي شركة الإنتاج لعمل فريق العمل للفيلم، ذهبت وفى ذهني أني سأقوم بدور ثانوي أو دور ثان بجوار البطلة، لكن بعد تكوين الفريق، فوجئت باتصال من المنتج يقول لي إن مخرج الفيلم، محمد خان، يرشحني لدور البطولة، وهنا لم أصدق نفسي، خاصةً أنني قرأت السيناريو أكثر من 3 مرات، وكان أحد أحلامي أن أعمل مع المخرج الكبير محمد خان، الذى أعشق لغته السينمائية.
ألم تشعري بالرهبة والخوف من بطولة الفيلم؟
رهبتي كانت من الوقوف أمام كاميرا محمد خان، لكن مع بداية الجلسات بيننا اكتشفت كم هو عظيم، فقد لاحظ ملامح الرهبة على وجهي، فبدأ يحدثني عن أشياء بعيدة تماماً عن الفيلم، حتى زالت تلك الرهبة ، وتولدت بداخلي رغبة في التماسك، وأن أقدم أفضل ما لدي، خاصةً أن الفرصة قد لا تأتي مرة أخرى من مخرج كبير بحجم محمد خان، فأنا أشارك كبطله محورية في فيلم مختلف عن كل الأفلام السائدة، لذلك حرصت أن أتحدى نفسي حتى أكون جديرة بثقة كل صناع الفيلم.
كيف كان استعدادك لتجسيدك لشخصية هيام؟
قررت أن أعيش التجربة على الطبيعة، لذلك بحثت عن مصنع للملابس يكون العاملون به من الفتيات، وكنت أذهب يومياً للجلوس معهم، ومحاولة التقرب منهم، حتى تخرج الشخصية بشكل طبيعي، وهو ما جعلني أتعلم الخياطة، لأن السيناريو كان به بعض المشاهد، التي تجلس فيها هيام على ماكينة الخياطة، وهو ما انعكس بدوره على الشاشة، وخرجت الشخصية وكأنها حقيقية ومتطابقة مع بعض الفتيات اللاتي يمتهن تلك المهنة، كما أني حرصت على أن يكون الشكل الخارجي مشابه للشخصية، لذلك ارتدت هيام ملابس قريبة من ملابس الطبقة الشعبية التي خرجت منها، حتى تعطي مصداقية للمشاهد، وأثناء التصوير كنا في منطقة شعبية يسكنها أناس طيبون، وتقربت منهم واستطعت تكوين صداقات مع أهالي المنطقة، وأصبحت واحدة منهم، وتأثرت بشده بظروف حياتهم شديدة الصعوبة.
ما الذي أعجبك في شخصية هيام؟
لو دققنا النظر سنجد أن هيام تمثل شريحة كبيرة من الطبقة الشعبية في مصر، وهذه الطبقة تمتلك الصلابة والجلد على العمل، لأنها تتحمل مسؤولية كبيرة في ميزانية البيت، لذلك هي تذهب يومياً إلى العمل منذ الصباح وحتى المساء، وتتعرض في بعض الأحيان للتحرش، لكنها تستطيع أن تحافظ على نفسها، رغم النظرات الصعبة حولها، ورغم كل هذه الضغوط، فإنها تحلم بالحب والحنان، وتنتظر فارس الأحلام الذى هو من طبقة مختلفة عنها، وهنا يظهر الفارق المجتمعي الذي تصطدم به، لأن المجتمع لا يرحمها، ولا يعترف بأحلامها، ولا حتى بوجودها من الأساس، وهذا ما يؤثر فيها ويجعلها تعيش في خيالها.
ما هو أصعب مشهد في الفيلم؟
الفيلم به مشاهد كثيرة صعبة، لكن كان هناك مشهد مهم جداً بالنسبة لي، وهو مشهد لقاء هيام بحبيبها، عندما ذهبت وفي خيالها أنه سيعود إليها بحب وحنان، لكنها فوجئت به ينهرها، ويوجه لها ألفاظاً قاسية، وتكمن صعوبة المشهد في أنه ينطوي على نوعين من الأحاسيس، الأول أكثر دفئاً وبنت مخيلتها على ذلك، ثم ينقلب الحال رأساً على عقب، بعد اكتشافها أن حبيبها يكرهها ولا يشعر بمشاعرها، فتتحول إلى مرحلة الكره والمهانة، ومحاولة إخفاء مشاعرها، رغم جرحه لها.
هل كان قص شعرك خيارك أم خيار المخرج؟
قررت قص شعري، لأنني عندما قرأت السيناريو وجدت به مشهد بين هيام وجدتها، تقوم الجدة بقص شعر حفيدتها، لأنها تصدق كلام الناس، وهذا دليل العار في المناطق الشعبية، وقد تناقشت مع المخرج محمد خان على هذا المشهد، وكان رأيه أن ألبس باروكة، لكنني صممت على أن يكون المشهد حقيقياً، وأن تقوم الجدة بقص شعري بشكل طبيعي، حتى يصل الإحساس للمشاهد، وهو ما حدث بالفعل.
هل توقعت حصولك على جائزة في مهرجان دبي السينمائي؟
لم أتوقعها على الإطلاق، وعندما تم النداء على اسمي لاستلام الجائزة كنت أقفز بشكل طفولي، رغم أني كنت حاملا في شهري التاسع، ولكني كنت أتوقع حصول الفيلم نفسه على إحدى جوائز المهرجان، والحمد لله حصل المخرج محمد خان على جائزة أحسن إخراج، من اتحاد النقاد الدوليين في نفس المهرجان، وحصلت أنا على جائزة أفضل ممثلة، والجميل أن هذه الجائزة هي الأولى التي أحصل عليها منذ أيام الدراسة.
ما شعورك بعد حصولك على جائزة مهرجان دبي؟
هذه اللحظة كانت فارقة بالنسبة لي، لأنني لم أكن أتوقع أن أفوز بجائزة وأنا لا أزال في بداية الطريق، لذلك كانت فرحتي أكبر بكثير من أن أعبر عنها، وأتمنى أن أعمل مرة أخرى مع الأستاذ محمد خان، وأحصل على جوائز جديدة.
هل حصولك على جائزة في أولى بطولاتك السينمائية سيجعل خياراتك القادمة صعبة؟
بالتأكيد، فالجائزة وضعتني أمام مسؤولية ضخمة في اختيار القادم من أعمالي بعناية شديدة، وعموماً أنا لست متعجلة على القادم، خاصةً أني وضعت منذ أيام طفلي الأول ساليم، فالفيلم كان وش السعد علي.
هل كانت التجربة مرهقة أم ممتعة؟
كانت مرهقة وممتعة بنفس الدرجة، فقد استمتعت كثيراً بالعيش مع الفتيات العاملات، ووجدت نفسي أشبههن كثيراً، كلنا بشر، ولكن بعضنا مرتاح وبعضنا مطحون، ولكن جميعنا نشترك في الإنسانية، ونختلف في قدرتنا على الاستمتاع بالحياة والتعامل معها.