كوننا في زمن الظهور المقدس لولي الله الأعظم . هذا الأمر صار شبه مُسَلّم وحتى لدى الغالبية العظمى من المستبعدين لهذا الأمر (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً*وَنَرَاهُ قَرِيباً) (المعارج:6-7) والذين لم يذعنوا لهذا الأمر إلا بعد أن أرغمت أنوفهم روايات أهل البيت (ع) التي انطبقت بأرض الواقع ، ولا اقصد الذين لازالوا ينكرون كلامهم (ع) من السنة والشيعة فمن كفر بكلامهم كفر بالثقلين ، ولا عاصم له من الضلال … فالأمان من الضلال التمسك بالثقلين معاً .
وبما اننا في زمن الظهور وقد ورد عن اهل البيت (ع) ان الرايات التي ترفع اثنا عشر راية ، واحدة منها هي الحق فلا بد لنا من تمييز راية الحق .
عن المفضل بن عمر عن ابي عبد الله (ع) ( … فقال لي يا أبا عبد الله إياكم و التنويه و الله ليغيبن سبتا من الدهر و ليخملن حتى يقال مات أو هلك بأي واد سلك و لتفيضن عليه أعين المؤمنين و ليكفأن كتكفؤ السفينة في أمواج البحر حتى لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه و كتب الإيمان في قلبه و أيده بروح منه و لترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي قال المفضل فبكيت فقال لي ما يبكيك قلت جعلت فداك كيف لا أبكي و أنت تقول ترفع اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي قال فنظر إلى كوة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه فقال أ هذه الشمس مضيئة قلت نعم فقال و الله لأمرنا أضوأ منها) الغيبة للنعماني ص 152.
وراية الهدى التي أشار إليها أهل البيت (ع) هي راية اليماني وهو الممهد الرئيسي وخليفة ووصي ووزير الإمام المهدي (ع) والحق واحد غير متعدد (فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (يونس:32)
ومن الرايات الخارجة عن راية اليماني والتي وردت في الروايات، هي راية الحسني ، إذن فراية الحسني راية ضلالة حتى يبايع اليماني
عن يعقوب بن السراج ، قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : متى فرج شيعتكم ؟ فقال : إذا اختلف ولد العباس ، ووهى سلطانهم ، وطمع فيهم من لم يكن يطمع ، وخلعت العرب أعنتها ، ورفع كل ذي صيصية صيصيته ، وظهر السفياني ، وأقبل اليماني ، وتحرك الحسني ، خرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلى مكة بتراث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . قلت : وما تراث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : سيفه ، ودرعه ، وعمامته ، وبرده ، ورايته ، وقضيبه ، وفرسه ، ولامته ، وسرجه) الغيبة للنعماني ص 278 .
فقوله (ع) (اقبل اليماني ، وتحرك الحسني) أي ان الحسني صاحب راية مستقلة عن راية اليماني وغير منطوي تحت لواءه أي ملتوي عليه ، وذلك في الفترة التي تسبق الإمام المهدي (ع) فالحسني صاحب راية ضالة ملتوية على اليماني على الأقل في أول فترة التمهيد البالغة اثنان وسبعون شهرا حسب بعض الروايات ، أما العاقبة فأقول : ماعُبد الله بشيء خير من البِداء ،
أي ان راية الحسني راية ضالة مضلة في أول الأمر إلى أن يدخل في بيعة المهدي (ع) ، واليماني هو المولى الذي يتولى البيعة ، والحسني ضال مالم يبايع المولى الذي ولي البيعة ، أي اليماني ، فمن يتبع الحسني ويموت قبل الالتحاق باليماني يكون من اهل النار الملتوين على اليماني . كما ان هناك قرائن أخرى دالة على ضلالة الرايات الحسنية وتؤكد ان الأمر في ولد الحسين .
سؤال الخراساني حسني ام حسيني
عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ، أنه سئل عن الفرج ، متى يكون ؟ فقال : إن الله عزوجل يقول : ( فانتظروا إني معكم من المنتظرين . ثم قال : يرفع لآل جعفر بن أبي طالب راية ضلال ، ثم يرفع آل عباس راية أضل منها وأشر ، ثم يرفع لآل الحسن بن علي (ع) رايات وليست بشئ ، ثم يرفع لولد الحسين (ع) راية فيها الأمر ) شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي ج 3 ص 356 .
عن الإمام الباقر (ع) (… وإياك وشذاذ من آل محمد عليهم السلام فان لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فالزم الأرض ولا تتبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين ، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه ، فان عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثم صار عند محمد بن علي ، ويفعل الله ما يشاء . فالزم هؤلاء أبدا ، وإياك ومن ذكرت لك ، فإذا خرج رجل منهم معه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا ، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله عامدا إلى المدينة …) بحار الأنوار ج 52 ص 223.
ولابد أن يلاحظ طالب الحق هذا التأكيد من آل محمد (ع) وبصورة مركزة على ان الحق في ولد الحسين ولم يقل في ولد الحسن ، ثم ان الإمام (ع) في قوله (إياك ومن ذكرت لك) يؤكد على التحذير من أي راية غير راية ولد الحسين والتي صاحبها معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه .
الخراساني يطلب معجزة من الامام ع
وعن أمير المؤمنين (ع) في خبر طويل يذكر المهدي ، قال( … ويكثر الله جمعه ويشتد ظهره ثم يسير بالجيوش حتى يصير إلى العراق والناس خلفه وأمامه على مقدمته رجل اسمه عقيل وعلى ساقته رجل اسمه الحارث فيلحقه رجل من أولاد الحسن في اثني عشر ألف فارس ويقول : يابن العم أنا أحق منك بهذا الأمر لأني من ولد الحسن وهو أكبر من الحسين فيقول المهدي : إني أنا المهدي فيقول له : هل عندك آية أو معجزة أو علامة فينظر المهدي إلى طير في الهواء فيومي إليه فيسقط في كفه فينطق بقدرة الله تعالى ويشهد له بالإمامة ثم يغرس قضيبا يابسا في بقعة من الأرض ليس فيها ماء فيخضر ويورق ويأخذ جلمودا كان في الأرض من الصخر فيفركه بيده ويعجنه مثل الشمع فيقول الحسني : الأمر لك فيسلم وتسلم جنوده ويكون على مقدمته رجل اسمه كاسمه ثم يسير حتى يفتح خريسان ثم يرجع إلى مدينة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيسمع بخبره جميع الناس فتطيعه أهل اليمن وأهل الحجاز وتخالفه ثقيف . - إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب ج 2 - الشيخ علي اليزدي الحائري ص 178 .
عن أمير المؤمنين في خبر طويل قال (ع) ( … وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة ، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير ، مختوم في رأس القنا بخاتم السيد الأكبر ، يسوقها رجل من آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تظهر بالمشرق وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأزفر يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم ، فبينما هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني تستبقان كأنهما فرسي رهان ، شعث غبر جرد أصلاب نواطي وأقداح ، إذا نظرت أخذهم برجله باطنه فيقول : لا خير في مجلسنا بعد يومنا هذا ، اللهم فإنا التائبون ، وهم الأبدال الذين وصفهم الله في كتابه العزيز (ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) ) إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب ج 2 - الشيخ علي اليزدي الحائري ص 103
الخراساني في هذه الرواية هو السيد الحسني نفسه ، قائد الاثني عشر ألف الخرسانيين ، أما خيل اليماني فهم انصار اليماني الذين وصلهم خبر دعوته ولم يكونوا تحت راية الخرساني ، لذلك يدعوهم الحسني الخرساني يا آل احمد أي يا أنصار احمد أي يا أنصار اليماني اني متوجه إلى صاحبكم لنصرته ، وذلك بعد توبته ودخوله في بيعة اليماني قبل أن يراه ولذلك ورد في الرواية والله وهو يعلم انه المهدي … ))
قوله (ع) : وهم الأبدال :- أي هم الابدال الذين ذكرهم الله في كتابه قال تعالى ( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)(محمد: من الآية38) ،
روي عن النبي ( ص ) أنها لما نزلت( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) ، ضرب بيده على ظهر سلمان ، فقال : هم قوم هذا يعني عجم الفرس ) - جامع البيان - الطبري ج 5 ص 431.
والنتيجة التي يمكن أن نخرج بها من روايات أهل البيت (ع) هي :-
1- في زمن الظهور توجد رايات مشتبهة أو إنها تتشبه بالحق ولكنها رايات باطلة
2- توجد راية واحدة هي راية الحق في زمن الظهور
3- راية الحق هي راية اليماني وهو المهدي الأول من المهديين الاثني عشر من ذرية الإمام المهدي (ع) .
4- اليماني حسيني مهدوي (أي من ذرية الإمام المهدي بالخصوص) راجع بيان اليماني بخصوص النقطتين ( 3 ، 4 )
5- اليماني صاحب ثورة حسينية ، فهو (الحسين في زمن الظهور)
6- اليماني يعلن عن نفسه ويطلب البيعة علناً لأن الناس مبتلين بولايته وتجب عليهم بيعته ، فهو يدعو الى صاحبكم : أي يدعو إلى الإمام المهدي (ع) مباشرة من دون أي لف ودوران بإسم مرجعية أو حزب أو أي كيان سياسي آخر ، أي انه لابد أن يصرح للناس بأنه هو اليماني الموعود الذي تبتلى به الناس في زمن الظهور ويقدم الأدلة على ذلك من خلال روايات أهل البيت . ليكون قد بلغ الناس بذلك فان آمنوا وإلا فالملتوي عليه من أهل النار ، وليس كما يعتقد البعض ان اليماني يبقى ساكت ، أقول هل ترضون أن تدخلوا جهنم ساكتين أيضاً ، إنما قالوا هذا التبرير خشية أن يتركهم الناس عندما يسمعوا صوت الحق ويتضح لهم أمر صاحب راية الهدى الوحيدة ، وقطعاً لا يتركهم إلا من يخشى على دينه ، أما عبدة الأوثان فيبقون على أصنامهم عاكفين (قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى) (طـه:91)
7- راية الحسني ضالة حتى يدخل في بيعة اليماني
8- الحسني الذي يبايع اليماني (المهدي) من قوم سلمان وهو من كنوز الطالقان الذين شعارهم (احمد احمد) وهو ينادي بـ (يا آل أحمد) .
9- راية الحق أبين من الشمس لمن عرف حديث أهل البيت (ع) والتزم الثقلين كمصدر للأمان من الضلال والهداية إلى الصراط المستقيم فقد بينوا (ع) اسم اليماني وصفاته وعلمه وآياته ومسكنه وعلاماته فلا سبيل أن يلتبس الأمر على من يطلب الحق .