الصواعق الرعدية هي شحنات كهربية عالية الشدة والجهد تنتقل بين السحب المتراكمة والأرض
وليس معني ذلك أنه دائما ما تهبط الشحنات من السحب إلي الأرض ....!
وليس معني ذلك أنه دائماً ما تتكون الصواعق عندما تتكون السحب المتراكمة ....!
دعنا نشرح الأمر بقليل من التفصيل
في ظروف مناخية تحمل تضارباً بين رياح ساخنة ورياح باردة محملة بكميات عالية من بخار الماء ... فإن ذلك يؤدي إلي خلق نوع من الرياح الشديدة المتأججة والمضطربة قد تصل إلي حد الإعصار.
يعمل هذا التأجج علي اصطدامات قوية بقطرات الماء العالقة في الهواء والمكونة للسحب ... يدفع هذه التصادمات إلي تحرر بعض الشحنات وتراكمها علي القطرات ... في معظم الأحيان فإن السحابة الواحدة يشحن طرفها بشحنة كهربية موجبة .. ويشحن الطرف الأخر بشحنة كهربية سالبة
يؤدي زيادة تراكم الشحنات إلي توالد فرق في الجهد الكهربي عال جداً قد يصل إلي عدة الالاف من الفولتات ... ومع ذلك لا تنتقل الشحنات من طرف إلي طرف إلا عندما يصل فرق الجهد إلي الحد الذي تتغلب به علي مقاومة الهواء .. حينها ينتقل تيار كهربي قوي جداً يحمل طاقة عالية جداً من طرف السحابة إلي الطرف الأخر مصحوب بإضاءة قوية جداً تخطف الأبصار .. وتسمي هذه الظاهرة (( البرق ))
في أحيان أخري تشحن سحابة بشحنة موجبة .. وسحابة أخري بشحنة سالبة .. هنا يكمن الخطر ... فعلي الشحنات الكهربية أن تختار أقصر الطرق لسلكها .. إما أن تنطلق من سحابة إلي سحابة أخري .. وحينها يتكون البرق .. وتبتعد الظاهرة عنا والحمد لله ونكتفي فقط بمشاهدة جمالها وروعتها من بعيد.
أما لو كان أقصر الطرق ليس سحابة مجاورة .. بل أرض مجاورة .. فإن الاحتمالات هي ما تلعب دورها لتبقينا أحياء لو كنا داخل هذه الأرض ... في هذه الحالة قد تسلك الشحنات الكهربية الطريق إما من الأرض إلي السحابة .. أو من السحابة إلي الأرض ... في هذه الحالة تسمي هذه الظاهرة المخيفة (( الصاعقة ))
وأثناء نمو الصاعقة المتجهة إلي الأرض ترسل تيار كهربائي غير مرئي يسمي التيار الدليل وذلك لكشف أي الطرق أقرب إلي الأرض .. فقد يتصادف أن يكون أقرب الطرق إلي الأرض مبني .. أو طائرة تطير في الهواء .. أو برج معدني ...أو قد تكون أنت هدفها.
عندما تكون أنت طريق الصاعقة ستلاحظ أن شعر جسمك قد وقف .. حينها سيكون الوقت قد فات .. فالصاعقة في طريقها إليك .. فالأمر لا يستغرق سوي جزء من ثانية .. وقد تكون محظوظاً لو أصابتك صاعقة وبقيت علي قيد الحياة ... فهناك حالات نادرة نجا فيها أناس أصابتهم صاعقة .. مع أن هناك شخص في أمريكا أصابته صاعقة ثلاث مرات في حياته ونجا منها جمبعاً وظل علي قيد الحياة.
ولتقليل احتمالات اصابتك بالصواعق .. عليك أن لا تتواجد في أماكن واسعة خلال العواصف الشديدة الرعدية .. لو كنت علي الطريق .. فإن أكثر الأماكن أماناً هو أن تظل في السيارة ولا تلمس شيئاً معدنياً فيها .. أما لو كنت في مكان خال وواسع وتصادف أن هبت عاصفة رعدية فجأة .. فعليك أن تختار البقع المنخفضة وتتجه إليها ثم تتخذ وضعية القرفصاء واضعأً يديك علي رأسك .. وذلك لتقليل احتمالات اصابتك بالصاعقة .. لأن الصاعقة تتخذ أقرب طريقاً إلي الأرض.
وهناك حالات شوهدت لبرق ينمو من الأرض إلي السحاب .. ويتميز بكونه متشعباً
وحتي الأن لا يستفاد من البرق بصورة كبيرة إلا عن طريق الأبحاث العلمية الخاصة بالبرق
فمسألة الاستفادة الاقتصادية .. هنا غير مجدية .. لأن البرق أو الصواعق تعتمد في المقام الأول علي العوامل الجوية والصدفة.
فحتي استثارة الصاعقة وتوجيهها إلي الأرض لغرض البحث العلمي يعتمد في المقام الأول علي مرور سحابة مشحونة فوق برج البحث