TODAY- 15 September, 2011
جدل حول شهادة عمر سليمان في «موقعة الجمل»


سليمان كان ينقل تفاصيل المواجهات إلى مبارك. إي.بي.إيه

تباينت الروايات الصحافية والقانونية، حول شهادة نائب الرئيس المصري السابق، اللواء عمر سليمان، أمام محكمة الجنايات التي يحاكم امامها الرئيس السابق حسني مبارك بتهمة قتل المتظاهرين في ميدان التحرير، وبينما نشرت صفحة «أنا أسف يا ريس» على الفيس بوك، ما قالت انه نص شهادة عمر سليمان، مخترقة بذلك قرار النائب العام المصري بحظر النشر، قال محامون عن الثوار إن شهادة سليمان لن تخرج عما أدلى به للصحف المصرية.
وتم رفع نص الشهادة من الصفحة التي نسبت لسليمان، قوله «إن مبارك لم يعط اوامر بالقتل او استخدام العنف ضد المتظاهرين، وان وزير داخليته حبيب العادلي ايضاً لم يأمر بقتل المتظاهرين، إلا ان الشهادة التي نسبت للصفحة التي تعبر عن انصار مبارك، اعتبرها الثوار محاولة لاشاعة الفوضى.
وقال محامي قتلى التظاهرات، عزت النشرتي، إن شهادة سليمان وعلى الرغم من إحاطتها بالسرية، إلا انها لن تخرج عن شهادته العلنية التي أدلى بها لوسائل الاعلام في السابق. واوضح أن الثابت والموثق من شهادات سليمان في وسائل الاعلام والتي لم ينفِها انه كان يتلقى التقارير عن الثورة كل ساعة من العادلي، وكان ينقلها فوراً إلى الرئيس السابق، وان التقارير كانت تتضمن كل عمليات إطلاق الرصاص الحي والمطاطي على المتظاهرين، في محاولة لإجهاض الثورة واستمرار مبارك في الحكم، وان الأخير لم يعترض مطلقاً على إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
وأضاف أن «شهادات سليمان التي قمنا بتوثيقها من خلال تصريحاته في الصحف، تؤكد كما جاء على لسانه أن مبارك كان لديه علم كامل بكل رصاصة أطلقها الامن على المتظاهرين، وكان على علم بأعداد الشهداء والجرحى، وحتى الشهداء الأطفال».
وقال النشرتي، إن سليمان لا يستطيع ان يبرئ مبارك امام المحكمة، وهو الذي قال في السابق ان مبارك كان على علم بكل التحركات العنيفة للداخلية في التصدي للمتظاهرين ودهسهم بالسيارات ومحاولات تفريقهم بالقوة، وانه لم يأمر على الإطلاق برفض هذه الممارسات العنيفة أو رفض إطلاق الرصاص الحي، بما يؤكد موافقته الكاملة على هذه الإجراءات واشتراكه فيها وتورطه في جريمة قتل الثوار.
وأوضح أن شهادة رئيس المجلس العسكري، المشير حسين طنطاوي، المقرر سماعها يوم 24 سبتمبر لن تخرج عن مضمون شهادات اخرى تؤكد رفضه تنفيذ أمر مبارك باطلاق الرصاص على المتظاهرين، ومن بين تلك الشهادات ما كشفه رئيس مجلس الشعب السابق احمد فتحي سرور، أن المشير طنطاوي قال للرئيس مبارك في حضوره إن «الجيش لن يتحرك لضرب المتظاهرين، إحنا جايين نأمنهم. مش عشان نضربهم». وكانت وسائل الاعلام المصرية قد نشرت حواراً بين طنطاوي ووزير الدخلية اثناء الثورة يوم 28 فبراير، حيث اتصل العادلي بطنطاوي وطلب منه أن يبدأ بضرب المتظاهرين وتفريقهم، فرد عليه المشير انه ليس لديه قنابل مسيلة للدموع، فرد عليه العادلي بأنه سيرسل له هذه القنابل، فقال له المشير انه ليس هناك قرار سيادي بضرب المتظاهرين، فقال له العادلي: «اضرب واللي يحصل يحصل»، ولكن المشير رد عليه قائلاً: «انا مش هضرب المتظاهرين واللي يحصل يحصل».
وكان انصار مبارك، جابوا الشوارع باعداد كبيرة، رافعين صور مبارك بعد شهادة سليمان، زاعمين ان سليمان والذي شغل منصب مدير المخابرات العامة قد برأ ذمته.
وقال عصام بهجت، من انصار الرئيس المخلوع: «إن الحقيقة اصبحت واضحة اليوم وهي براءة مبارك من هذه التهم، وان على اجهزة الامن القبض على الجناة الحقيقيين».