بسم الله لرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد

ألفة الناس ومصافحتهم من الاوصاف الحميده , والاخلاق المرغوب فيها , ومن هنا كانت الاحاديث الكثيره في فضيلة زيارة المؤمنين والسلام عليهم , ومصافحتهم , وعيادة المرضى , وتشييع الجنائز , وتعزية اهل المصائب وما شابه ,
ومن يلاحظ الاخبار الوارده في هذا الباب يعلم مدى اهتمام الباري تعالى بالالفه والمحبه بين عباده , وما وضع من السنن الحميده لحفظ هذه الصفه .
عن امير المؤمنين علي - عليه السلام - : ( من زار اخاه المؤمن الى منزله , لا حاجه اليه الا في الله , كتب في زوار الله , وكان حقآ على الله تعالى ان يكرمه ) . وعنه - عليه السلام - قال : ( السلام سبعون حسنه تسعه وستون للمبتدىء وواحده للراد ) . وقال رسول الله - صل الله عليه واله - : ( ان من موجبات المغفره بذل السلام وحسن الكلام ) . وقال - صل الله عليه واله - : ( أفشوا السلام تسلموا ) .وروي عن الامام الصادق - عليه السلام - قال : ( مصافحة المؤمن بالف حسنه ) . راجع مشكاة الانوار ص/ 202 .
روى الصدوق في ثواب الاعمال ص/344 , عن رسول الله - صل الله عليه واله - ( من عاد مريضآ , فله بكل خطوه خطاها حتى يرجع الى منزله سبعون الف الف حسنه , ومحا عنه سبعون الف الف سيئه ويرفع له سبعون الف الف درجه , ويوكل به سبعون الف الف ملك يقعدون في قبره , وسيتغفرون له الى يوم القيامه ) .
وقال - صل الله عليه واله : ( التعزيه تورث الجنه ) . وقال الامام الباقر - عليه السلام - : قال رسول الله - صل الله عليه واله - : ( من عزى مصابآ كان له مثل أجره , من غير ان ينقص من اجر المصاب شيء ) .
ولكن آه ويا للاسف فان اكثر هذه السنن اضحت في هذا الزمان معطله ومهمله , فلم يبق من آثار النبوه الا الرسم , ومن طريقة الشريعه سوى الاسم ,
أتباع الشيطان يتعاهدون بعضهم بعضآ لتحقيق اغراضهم الفاسده في ايام الدنيا المعدوده , فينشرون النفاق والعداوه بين العباد , ويرفسون باقدامهم ما أمر الله به وأولاه كل اهتمام , لا يتزاورون الا رياء او لتحقيق هدف فاسد , ويعتبرون السلام والتحيه دليل وضاعه , ويتوقعون السلام والتحيه ان تبلغهم من غيرهم دون ان يبادروا بها , ويرون المصافحه شيمة البلهاء .
قال عز من قائل : {فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانآ } . وقال مؤلف قلوب المؤمنين محمد - صل الله عليه واله - : ( أقربكم مني غدآ في الموقف ... أحسنكم خلقآ وأقربكم من الناس ) . وروي عن امير المؤمنين علي - عليه السلام - قوله : ( طوبى لمن يألف الناس ويألفونه على طاعة الله ) .
وروري عن ابنهما صادق القول والفعل - عليه السلام - ( ان ائتلاف قلوب الابرار اذا التقوا , وان لم يظهروا التودد بالسنتهم كسرعة اختلاط قطر السماء على مياه الانهار , وان بعد ائتلاف قلوب الفجار اذا التقوا وان اظهروا التودد بالسنتهم كبعد البهائم من التعاطف ان طال اعتلافها على مذود واحد ) ..
اللهم اجعل ائتلاف قلوبنا مع اخواننا واصدقائنا والقراء , كائتلاف قلوب الابرار اذا التقوا .
والحمد لله رب العالمين