رُبما كانت المشكلةُ دائمًا في أننا نحاول أن ننسى، هل ننسى ذكرياتنا المُوجعة فعلًا يا صديقي؟ أم أننا ننسى قدرَ الوجع الذي كانت تُخلّفه في أرواحنا؟. ربما كان يجدرُ بنا أن نعفو دون أن ننسى كيلا نُلدغ مرّتين. أن نعفو يعني ألا ندع للوجع فرصةَ أن يتغلّب علينا لنختار نفخة روحِ الله فينا ونزهد في التراب. أن نعفو يعني أن نمضي قُدمًا ولا نترك لصغائر هذه الحياة أن توقفنا عن الحياة. أن نعفو يعني أن نفتح شُرفة القلب من جديد لُنحبّ فلا نعلم أيّ الطيبين يبعثهم الله لنا ليشفي الله بأرواحهم أوجاع السنين الماضية. نحنُ لا ننسى يا صديقي، نحنُ نعفو لنتجاوز الوجع ونُقبل على الحياة ونتخطّى مافيها من وجع لنلتفت لكل جميل لكيلا نكون ذاك الإنسان الذي زهد عن روح الله فيه ولجئ للتراب.