مـن أدمـعـي تعلمَ البكاءُ
و لـي بـكـلِ مهجةٍ عزاءُ
يـعـقوبُ مني حزنَهُ تعلم
و هـاجـرٌ أبكيتُها و زمزم
فـي مهدهِ و صاحَ يا زهراءُ
مـن داريَ الأحزانُ مبتداها
قـاسمتُ فيها حيدراً و طاها
مـلاحـمـاً تكتبُها الدماءُ
أشـجـارُ أحزاني لها فروعُ
رأيـتُ حـقَ حيدرٍ يضيعُ
و الـنارُ بالبابِ لها إنصِلاءُ
يـا أبـتي تطاولَ الصِحابُ
فـيـكَ و في عليٍ إسترابوا
هـم و قـومُ تـبعٍ سُواءُ
قـد نثروا قرطيَ و السوارا
و لطمتُ الطاغوتِ حينَ غارا
أن روعـوهـا فبكى حِراءُ
و أخـرجـوا من دارهِ عليا
يمشي و أملاكَ السماء بُكيا
و قـال إنـي مـنهمُ بَراءُ
كـقومِ نوحٍ أصبحوا و هودِ
و حـقـقـوا أمانيَّ اليهودِ
عـلـيـهم تشهدُ كربلاءُ
و شبليَ المهديُ حينَ يسري
و سـيـفُـهُ مطالباً بثأري
قـومـي أنا لضلعكِ الفداءُ
و الأرض لي تنوحُ و السماءُ
و لـي بـكـلِ مهجةٍ عزاءُ
صـلـى عليَّ دمعُهُ و سلم
و مـريـمٌ ولـيدُها تكلم
و لـي بـكـلِ مهجةٍ عزاءُ
لـزيـنبٍ في الطفِ مُنتهاها
و مـحـسنٌ لما هوى رواها
و لـي بـكـلِ مهجةٍ عزاءُ
يـعـرفُـها الأراكُ و البقيعُ
و الشاهدُ المسمارُ و الضلوعُ
و لـي بـكـلِ مهجةٍ عزاءُ
دعـاهمُ الشيطانُ فإستجابوا
و مـنـهمُ تعّجبَ الكتابُ
و لـي بـكـلِ مهجةٍ عزاءُ
و خـلـفـوا بعينيَ إحمرارا
بـصـوتـهِ لـجُندهِ أشارا
و لـي بـكـلِ مهجةٍ عزاء
و قـيّـدوا الإمامَ و الوصيا
مـن خـلـفهِ فأبكت النبيا
و لـي بـكـلِ مهجةٍ عزاءُ
تـوارث الـظلمَ بلا حدودِ
إذ أسـلـموا الأمرَ إلى يزيدِ
و لـي بـكـلِ مهجةٍ عزاءُ
و دمـعُهُ على البقيعِ يجري
يـصـيحُ يا أماهُ فوقَ قبري
و لـي بـكـلِ مهجةٍ عزاءُ
الشاعر الأديب مهدي جناح الكاظمي