سَلامٌ حَتّى مَطْلع الفَجْر..جَعْفر الجعفْر
أتـسألُني مـا نـورُ تلك الكواكبِ هـل النورُ إلاّ مِن نجومٍ ثواقبِ ؟! هـل الـنورُ إلاّ مِـن سماء محمّدٍ تـجلّى لآل الـبيتِ أهلِ المناقبِ ألـم تَـرَ مـيلادَ الـبتولِ بـمكّةٍ سـعى نورُها في كلِّ بيتٍ وجانبِ فـأشرقتِ الأنوارُ منها على الدجى فـقَشّعَ مـنها النورُ أفْقَ الغياهبِ وأشـرقَ لـلمولودِ وجـهُ نـبيِّنا فـأشرَقَ بالوجهَينِ وجهُ المغاربِ وأيـنَعَتِ الأغـصانُ يومَ مجيئِها كـما آفـتَرَّ للمولودِ ثغرُ السحائبِ كـأنّـي بِـمَـهدٍ لـلبتولةِ فـاطمٍ تَـطوفُ به الأملاكُ فوق المناكبِ وراحَ لـسانُ الدهر يَنطِقُ بآسمِها يَزُفُّ على الأرجاءِ بُشرى الأطايبِ وراحـت لها الأفلاكُ تُسدي تحيّةً يَـرِنُّ صَداها في صَريرِ الكواكبِ أجَـلْ.. إنّـها الزهراءُ بنتُ محمّدٍ وتُـحفتُه مِـن خـيرِ هادٍ وواهبِ أجَـلْ.. إنّـها بـنتُ الـنبيِّ وأُمُّهُ وسَـلوَتُه عـندَ آشـتدادِ النوائبِ أجَـل يـا رسولَ الله خُذْها هديّةً مـطهَّرةُ مِـن كلِّ رِجْسٍ وشائبِ فـليس لـها فـي العالمينَ كمِثْلِها وليس كنورِ الشمس نورُ الغياهبِ * * *
سـلامٌ وحـتّى مَطلعِ الفجرِ نورُها سـلامٌ على مَن نورُها غيرُ غائبِ إلـيكِ تـحيّاتي أَصـوغُ حـروفَها مِن القلبِ تُرجى مِثلَ زَخِّ السحائبِ مُـعـطَّرةً مـنّـي إلـيكِ تـحيّتي بـها نَـفْحُ طِيبٍ طَيّبٌ مِن أطايبِ كـأنّ حـشا المختارِ في جَنْبِ فاطمٍ كـأنّ حـشاها فـيه بين الجوانبِ كـفاها آفـتخاراً أنّ أحـمدَ والـدٌ كـفاها افتخاراً حيدرٌ خيرُ صاحبِ كـفاها افـتخارً أن تـكونَ مَدارَهُم لخمسةِ أصحاب الكِسا في المراتبِ كـفاها افـتخاراً أن تُـكنّى لأحمدٍ ب « أُمّ أبيها ».. يا لِها من مَراتبِ! كـفاها افـتخاراً فـهي كوثرُ أحمدٍ ويَـنبوعُ خـيرٍ منه خيرُ المَشاربِ كـفاها لـها التسبيحُ لم يُحْصَ عَدُّهُ فـما الجِنُّ تُحصيهِ.. ولا عَدُّ كاتبِ صـلاةٌ عـليها يـومَ أشرَقَ نورُها سـلامٌ عـليها واصبٌ غيرُ ناضبِ * * *
هـيَ الـبَضعةُ الزهراءُ بضعةُ أحمدٍ وفِـلْذةُ كَـبدٍ مِـن جَـناحٍ وجـانبِ سـفينتُها تُـنجي الغريقَ مِن الردى وتُـبحِر فـيه عـن نُـيوبِ النوائبِ فـمَن مِـثلُها جـاءتُ تُـحدّثُ أُمَّها وتُـونسُها بـين الـحشا والـجوانبِ ومَـن مِـثلُها مِن جَنّة الخُلدِ حُدِّرت ومَـن بـعدَ طه حُدِّرت في الترائبِ فـجاءت كـما قـال الإلـهُ بوصفِها كـمِشكاةِ نـورٍ نـورُها غيرُ ناضبِ ومَـن مِـثلُها واللهُ بـارَكَ غَـرسَها وجِـبريلُ مِـن طه لها خيرُ خاطبِ ومَـن مـثلُها فـي الخُلدِ تَمّ زواجُها بـنورِ عـليٍّ فـوقَ سـبعٍ حواجبِ ومَـن مـثلُها دوّى رنـينُ خـطابِها لِـتُخرِسَ فـيه كـلَّ باغٍ وناعبِ ؟! هـيَ الـفَلَكُ الـدوّارُ والقُطبُ حيدرٌ لإحـدى وعـشرٍ ثـاقبٍ بـعد ثاقبِ وإنّ لها في الدهرِ سورةَ « هل أتى » ومِـن سـورة التطهيرِ نَفْيُ الشوائبِ وإنّ لـهـا جـبـريلَ قَـرّ بـودِّها فـكانت لـه الـقُربى بِحُبِّ الأقاربِ وإنّ إلـهي غـيرُ راضٍ لِـسُخْطِها وإنّ إلـهي لـو رَضَت غيرُ غاضبِ مَـقـامٌ لـها عـند الـجليلِ مُـكَرَّمٌ تَـصاغَرَ عـنه أُفْقُ أسمى المراتبِ فَـصَلُّوا عـلى الزهراءِ يومَ قُدومِها سـلامٌ عـليها واصـلٌ غـيرُ آيِبِ * * *
إذا لـم تكونوا سادتي عند مطلبي هَـوَيتُ ولـم تَنفَعْ سِواكُم مطالبي يَـقِرُّ لـكم قلبي وسمعي وناظري وعقلي وجَفني والجوى من جوانبي فـما لـي سـواكم آلَ أحمدَ رغبةٌ ومـا لي سوى حُبٍّ لكم مِن مآربِ بِحُبٍّ يَقيني مِن لَظى يومِ محشري ويَـحشُرني في ظلِّ خيرِ الحبائبِ فَـزِدْ يـا إلهي حُبَّهم فوق رغبتي وزِغْ يـا إلهي عن عِداهم رغائبي أُولـئك ديـني لو سُئلتُ، ومذهبي وحِصني بهم لا في أُلوفِ المذاهبِ تَـقَرُّ عـيوني يـومَ لُـقيا أحبّتي ويَثْلُج صدري مِن ضِياً فيه لاهبِ ويـحكي كـتابي يومَ إذ ذاك إنّني بـحبِّ وُلاتـي ناجحٌ غيرُ راسبِ هـنـالك نَـلـقاهُم فـيَهنأُ بـالُنا كـفانا بـرؤياهُم عن الخُلدِ راغبِ نُـساقُ إلـى المولى فنُسقى بشَريةٍ بـكأسٍ دِهـاقٍ مِن لذيذِ المشاربِ هـنيئاً لـقلبٍ قـد رأى بَردَ حُبِّهم فـحُبُّهمُ كـالنورِ فـي القلبِ ذائبِ وإن مُـتُّ فـي حثبِّ البتولِ وآلِها فلا أختَشي في القبرِ سُوءَ العواقبِ سـلامٌ وحـتّى مطلعِ الفجرِ نورُها سـلامٌ على مَن نورُها غيرُ غائبِ