يـا أوّلَ نـورٍ قـد صُـوِّرْ |
|
وبِــهِ كـلُّ نـبيٍّ بَـشَّرْ |
إنّـا أعـطيناكَ « الزَّهْرا » |
|
« إنّا أعطيناك الكَوثَرْ » (1) |
أبـناءُ الـزهرا والـزهرا |
|
وأبـوها والـمَولى حَـيدرْ |
مـا يـبدو خـيرٌ في الدنيا |
|
إلاّ وهُـمُ كـانوا الـمَصدرْ |
ومَـكارمُها تـبدو عَـرَضاً |
|
وهُـمُ كـانوا نِـعْمَ الجَوهَرْ |
فَـهُمُ أوّلُ مَـن قـد صَلّى |
|
أوّلُ مَــن هَـلَّلَ أو كَـبَّرْ |
الـجنّةُ أكـبرُ مِـن وَصْفٍ |
|
وفـواكِـهُها حُـسْناً أكـبرْ |
والـزهـرا فـاكهةٌ مـنها |
|
ولِـذا فـيها سِحْرٌ يُؤثَرْ (2) |
والـشِّعْرُ عـلا بِـمدائحِها |
|
لا يُـذكَرُ شـيءٌ إن تُـذكَرْ |
وعـبـيرُ مـدائحِها يـذكو |
|
حتّى في المِسْكِ أو العَنْبَرْ (3) |
وجـمـالُ مـدائحِها يـبدو |
|
كـجمالِ الرَّوضِ إذا أزهَرْ |
وإذا مـا شِـئتَ لـها وَصْفاً |
|
فـالنورُ لـها أقـربُ مَعْبَرْ |
ولـذا فـي المحشر لا تبدو |
|
حـتّى بـالغَضِّ لـنا يُؤمَرْ |
فَسَنا بَرقِ « الزهرا » سِحرٌ |
|
يَخطَفُ ألبابَ ذوي المَحشَرْ |
ويكادُ سَنا بَرْقِ « الزهرا » |
|
يَـذهبُ بالأبصارِ إذا مَرّْ (4) |
وربـيعُ فـضائِلها فـيضٌ |
|
مِـن جَـنَباتِ العرشِ تَحَدَّرْ |
وبـه أرضُ الشِّعْرِ ستزهو |
|
وسـماواتُ الـشِّعْرِ ستَزهَرْ |
« الـزهرا » مِـشكاةٌ فيها |
|
مـصباحٌ، يا حُسْنَ المَنظَرْ! |
والـمصباحُ إذا مـا يـبدو |
|
فـي نـورِ زجـاجتِهِ مُغْمَرْ |
دُرّيٌّ كـوكـبُـها يـعـلـو |
|
وبــهِ نــورُ اللهِ تَـكَوَّرْ |
يُـوقَدُ مِـن زيـتونةِ خـيرٍ |
|
ولــه اللهُ لـهذَا آسْـتأثَـرْ |
ويـكاد الـزيتُ يُضيء ولَو |
|
لـم تَـمْسَسْه الـنارُ فيُؤمَرْ |
نـورٌ فـي نـورٍ مِن نـورٍ |
|
سـبحانَ اللهِ إذا صَوَّر! (5) |
قـد قـال لـها الهادي قولاً |
|
حـسبي هـذا وبـه أفْخَرْ: |
الـباري يـرضى لرضاها |
|
وبـذا حـتَّى الشانئُ قد قَرّْ |
ويُـكـنّيها « أُمَّ أبـيـها » |
|
وتُـخَـصُّ بـآياتٍ أكـثَرْ |
ويُـقـبِّلُ حـبّـاً إكـراماً |
|
يَـدَها.. والأمرُ هنا أبْهَرْ (6) |
فـالهادي لا يـنطقُ هُـجْراً |
|
لا يَـفـعَلُ إلاّ مـا يُـؤمَرْ |
شـيـعتُها فـازوا بِـوِلاها |
|
قـد فُـطِمُوا مِن نارٍ تُسْعَرْ |