عندما تتجول في جزيرة الدمى الواقعة في جنوب المكسيك ستكتشف أن الكرة الأرضية ما زال بها من العجائب والغرائب ما يعجز العقل البشري عن إدراكه ويقف حائراً أمام ما يجهله من حقائق مضت وانتهت ولم تترك خلفها إلا ما يدعو إلى الدهشة والعجب.
وتعتبر جزيرة الدمى المشوهة من أكثر المناطق جذباً للسياح وسُميت بهذا الاسم لأنك عندما تتجول فيها ستجد الكثير من الدمى المشوهة معلقة على الأشجار الميتة والنباتات الذابلة.
وعندما يعجز العقل البشري عن إيجاد تفسير منطقي لما يجد حوله من عجائب، لا يجد ملجأ إلا الخرافات والأساطير ليخلق منها مبررات يستطيع بها أن يوقف عقله عن التساؤلات التي لا يجد لها إجابة، لذا ترددت العديد من الأساطير التي حاول مختلقوها أن يجدوا من خلالها مبرراً لوجود هذه الجزيرة وما تحمله في طياتها من غرائب على كوكب الأرض.
وقد ترددت ثلاث روايات حول حقيقة تلك الجزيرة، الأولى أنه منذ حوالي نصف قرن غرقت فتاة في إحدى البحيرات العميقة في جزر المكسيك التي كان يسكنها آنذاك رجل يدعى "سانتانا باريرا خوليان " وبعد أن غرقت الفتاة بفترة وجيزة اصطاد خوليان دمى متعددة من القناة التي غرقت فيها الفتاة فاعتقد أن هناك روحاً شريرة تسكن هذا المكان فبدأ في تعليق هذه الدمى على الشجر معتقداً أنه بذلك يحمى نفسه من الروح الشريرة التي تداهم الجزيرة. ومن الواضح أن هذه الدمى قد تشوهت وصار منظرها مخيفاً بفعل عوامل التعرية ومرور الزمن.
الرواية الثانية لا تختلف كثيراً عن الأولى وإنما تقول إن الدافع وراء تعليق هذه الدمى هو احترام "خوليان" لروح الفتاة التي وجدها قتيلة في جزيرته ولم يستطع أن ينقذها ولكنه وجد دميتها عائمة على الماء فأخذها وعلقها دعماً منه لروح الفتاة الغارقة.
أما الرواية الثالثة فتقول إن الفتاة التي غرقت هي ابنة "خوليان" وأنه أراد أن يجعل روح ابنته سعيدة فبدأ في تعليق الدمى بهذا الشكل على أشجار الجزيرة.
تتوه العقول وتتساءل عن حقيقة هذه الدمى المشوهة ذات الوجوه القبيحة والأطراف البالية، فيعتقد البعض أن هذه الدمى تسكنها الأرواح وأنها تهّب ليلاً من سباتها العميق وتتحرك وتتحدث مع بعضها وتستخدم الأسلحة.
وهناك أيضاً من يزعمون أنهم قد استمعوا إلى هذه الدمى وهي تهمس إلى بعضها فهلا أخبرونا عما قد سمعوه منها فربما نجد فيه حلاً للمشاكل التي تتكاتف وتتكالب علينا من كل ناحية؟.
الشيء الواضح وضوح الشمس أن هذه الأقوال مبالغ فيها وأن هذه الدمى ما هي إلا دمى صماء لا حول لها ولا قوة وقد صارت بهذا الشكل القبيح ليس بما تحتويه في داخلها من أرواح شريرة وإنما بسبب الرياح والأتربة التي تراكمت عليها بمرور الزمن.
وهناك العديد من أفلام الرعب العالمية التي أخذت فكرتها من هذه الجزيرة مثل سلسلة أفلام الدمية المتوحشة وأنتج أول أجزاء تلك السلسلة عام 1988 وآخرها في عام 2004