عالجت، مؤخرا، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء سعيدة - الجزائر، ملف جريمة بشعة، في حق طفل حديث الولادة، المتهمة فيها أمه البالغة من العمر 28 سنة متزوجة وأم لطفلين، حيث أدانتها هيئة المحكمة بثلاث سنوات حبسا نافذا، بعدما التمس في حقها ممثل الحق العام 12 سنة سجنا نافذا.
وقائع الجريمة، حسب أطوار الجلسة، وقعت بأحد أحياء مدينة سعيدة في أول أيام رمضان سنة 2011 صباحا ، حيث كانت الأم المتهمة في القضية حاملا في شهرها التاسع، وحين اشتد عليها المخاض توجهت نحو مطبخ المسكن الزوجي حيث تقيم، فحاولت وضع جنينها في ظروف لا تسمح، ثم قامت بواسطة مقص بقطع الحبل السري، وبعد الانتهاء من الوضع أخذت الخنجر وذبحت فلذة كبدها، وواصلت عملها البشع بقطع الرأس عن الجسد، ولطمس عملها الإجرامي، قامت بتنظيف المكان ووضعت جثة الجنين في كيس بلاستيكي وخبأته بخزانة.
وعند عودة زوجها إلى المنزل، وجدها في صورة شاحبة بدون أن يعلم بالفعلة، فاتصل بشقيقه الذي نقلها إلى عيادة الأمومة، حمدان بخته، بسعيدة، وهنا كشف أمرها وخيوط الجريمة، بعد أن شم زوجها رائحة كريهة داخل المطبخ، وعند فتح الخزانة عثر على الكيس وبه الرضيع.
مصالح الأمن بسعيدة فتحت تحقيقا في القضية، لتقدم المتهمة أمام محكمة الجنايات بتهمة جناية قتل طفل حديث الولادة.
وانفجرت الأم صاحبة الفعلة أمام هيئة المحكمة بكاء، متأثرة بفعلتها وهي تفكر في طفليها الصغيرين لا يتجاوز عمرهما 10 سنوات، اللذين كانا حاضرين رفقة أم المتهمة الطاعنة في السن في جلسة المحاكمة، وكم كان المشهد مؤثرا، على حدّ وصف دفاع المتهمة في مرافعته حول الأسباب والدوافع التي دفعت موكلته لهذا الفعلة في حق ابنها، كون المتهمة تعاني اضطرابات نفسية، التي كانت سببا رئيسا وراء إزهاق روح طفلها. وهي الشهادة التي خففت من العقوبة المسلطة عليها والمقدرة بـ3 سنوات حبسا نافذا.