صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 24
الموضوع:

سجين سياسي .... الحلقة الاخيرة

الزوار من محركات البحث: 44 المشاهدات : 2228 الردود: 23
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    ابو مصطفى
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: مانيسا - تركيا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,657 المواضيع: 457
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1481
    مزاجي: احمد الله على كل حال
    آخر نشاط: 20/March/2023
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مواطن عراقي
    مقالات المدونة: 2

    سجين سياسي .... الحلقة الاخيرة


    سجين سياسي – الحلقة الثامنه

    كانت الغرفة التي شغلتها كبيرة تقريبا 4,5 متر في5 متر .... لا ادري لماذا احسست بنوع من الهدوء داخل نفسي ... لقد فجرت الثورة داخلي وقلت ما كنت اريد قوله وشتمت المسوخ .... وفضحت المجرمين ... ووووو
    والان بعد ان حكمت بوقف الاجراءات القانونية .... ماذا ؟ ... ترى كم يوما سيبقوني هنا ؟ ومتى سيأتي اشعار باطلاق سراحي ؟
    المكتب العسكري والامن الخاص .... يا لها من جهات عتية ... ورموز للسلطة ... ضحكت مع نفسي (ويامن تورطت انا ) ..... خلال الايام القليلة الاخيرة قضيت اوقاتي بالصلاة ... والتسبيحات ... والذكر ... كما ان امر حرس السجن كان رجلا بسيطا وانسانا طيبا ويحاول الا يضايقني احد .... مع ان الجميع كانوا ينظرون الي بعين الريبة ... وهم لا يعرفون ماهية قضيتي ... لانها لم تذكر في الكتاب الرسمي لأحالتي الى امن الفيلق ....
    على الاقل هنا ليس كما في مديرية الامن العسكري .... الشاي والسكائر ليست ممنوعة .. لا بأس ان بقيت شهرا حتى ... في النهاية سأخرج ... سألت ابو سعد .... اكو جماعة من الامن العسكري موقوفين هنا
    قال : جابولنا ثلاثه جنود ونائب ضابط
    قلت : اين هم ؟
    قال : في الغرفة المجاورة لغرفتك
    قلت : ابو سعد ماكو تعليمات علينا
    قال : والله الكتاب مالتكم يگول ممنوع المواجهة وحبس رياضة ( كما معروف في الجيش نصف قياس يعني نصف كمية الاكل المقررة ونصف يطغ وانفرادي)
    واستدرك : حتى نص راتب ماكو ( حيث كان يحق للموقوف استلام نصف راتبه وهو في السجن)
    قلت : وماكو فترة محددة
    قال : لا وهاي اول مرة يصير عدنا هيچ شي
    قال : حتى العلاج والكشف الطبي الا بموافقة المديرية ....
    وتذكرت انني اعاني في الفترة الاخيرة من الم حاد بين فترة واخرى في خاصرتي اليمنى بعد اخر ( بسطة)بالمديرية ولكني لم اقلق ...
    مر الشهر الاول .... وتململت من الانتظار ... طلبت من امر الحرس ان اقابل المعاون .... المقدم الذي استقبلني ... لكنه كان في اجازة ....
    قال ابو سعد : اكتب عريضة واني اوديها للقلم
    كتبت طلب مواجهه وارسلته بيد ابو سعد ... لكن الرد لم يأتيني ... وفي احد الايام بعد اسبوع او اكثر ... فتح الباب وقال ابو سعد ... السيد المدير يريد يشوفك تعال
    خرجت ووجدت مدير الشعبة ( عميد ( كان يقف في الباحة الوسطية ... سلمت عليه ... صافحني قائلا : مبروك
    قلت : الله يبارك بيك سيدي ... راح اطلع
    قال : لا ... ترقيتك الى رتبة نقيب طلعت من چنت بالمديرية
    قلت : لكني موقوف
    قال : الموقوفية ما عطلت الترقية لانه المديرية ما دازين اشعار لأدارة الضباط
    قلت : سيدي والطلعة مالتي
    اطرق ونظر الي مباشرة وقال : اتركونا لوحدنا
    رحل امر الحرس والحارس الشخصي للمدير وتركونا وحدنا في الباحة ...
    قال : انت تدري عقوبتك هنا شنو ؟
    قلت : لا سيدي
    قال : هذا اسلوب عقاب من جهاز الامن الخاص يسمى ( الحجز التأديبي)
    قلت : وكم يطول
    قال : مو معلوم .... يجوز ست شهور.... ما احد يدري ... ما اريدك تضوج ... احسن من ابو غريب ... اقله انت محتفظ برتبتك ومكانتك .. الي انحكموا صار سعرهم بسعر المساجين الباقين بابو غريب ....
    واستطرد : على مود هاي چان طلبك للمواجهه ؟
    قلت : نعم سيدي
    قال : لا تهتم الا ما تفرج ...
    ونادى امر الحرس قائلا : حامد ... النقيب ... تدير بالك عليه وتفتحله الباب كل يوم يطلع للحوش ... ومن يريد شي تجيبله ... تروح على مقدم هاني تگله العميد گال ..
    وتركني وانصرف ...
    لم اكن ادري بأي الخبرين ابدأ ... هل افرح لأنني ترفعت .... لكن لم يعد يهمني ... ام احزن لأن مصيري اصبح مجهولا ؟ ...
    مرت الايام وانا اجلس على الممر في الباحة وحيدا ... وكان الوقت طويلا جدا خصوصا وانني وحيد ... كنت اجلس في الغرفة اتأمل وافكر واشغل نفسي بكل ما هو ممكن لكن بدون جدوى .... خلال فترة الاشهر الست الاولى لم يكن يتجرأ احد على التقرب مني من الحراس ... ما عدا امر الحرس ... وعندما يذهب مجازا ابقى وحيدا بشكل غريب ...
    ومرت ستة اشهر اخرى .... بدأت انام كثيرا ... وعندما استيقظ لا استطيع الجلوس طويلا .... لم اكن احس بألم ما لكنني ارغب في النوم ولم اعد استطيع تناول أي طعام حتى الماء عندما اشربه فأني اتقيأه ... ولاحظ ابو سعد انني لم اكل منذ اسبوع فذهب الى المعاون واخبره .... وارسلوا بطلب طبيب وحدة الميدان الطبية في مقر الفيلق .... اجرى لي معاينة اولية
    قال : يمكن عنده فشل كلوي
    قال ابو سعد : دكتور وشلون نعالجه ؟
    قال : لازم فورا يروح للمستشفى العسكري
    ذهب ابو سعد الى المعاون وابلغه ... وتم مفاتحة مديرية الامن العسكري لأرسالي الى المستشفى ... ومر اسبوع اخر ولم تصل النتيجة وكانت حالتي قد تدهورت الى حد كبير .... وحضر المعاون واطلع على حالتي فقام بارسالي فورا الى المستشفى العسكري على مسئوليته ...
    وفي المستشفى رفض الطبيب الأخصائي استلامي
    وقال : ما اتحمل مسئوليته
    قال ابو سعد : دكتور هذا الموقوف مهم قضيتة يم استاذ قصي واذا صارله شي تره تنهجم بيوتنا
    يبدو ان الطبيب لم يكن يهتم ... ونظر الي
    وقال : ليش موقوف ؟
    قال ابو سعد : سياسي
    قال الطبيب : والله الا اعالجه لو اعرف انعدم


    وتم ادخالي المستشفى ... ووضعت في غرفة خاصة في ردهة السجن الكبيرة المؤلفة من عدة غرف ولها باب خارجي من الحديد وعليه حراس .... واوصى الطبيب المعاونين الطبيين المناوبين بان يراعوا حالتي ....
    وقال : اخي باچر الصبح اسويلك فحوصات شاملة ونتوكل على الله ونقرر العلاج
    ... وفي الممر كان يتكلم مع المعاون الطبي ويقول ان حالتي النفسية متدهوره جدا وان على الخفر ان يجلس معي ليلا ليراقب ضغط الدم ويحاول الترويح عني لرفع حالتي المعنوية .....
    في الصباح اجريت لي فحوصات كاملة وحضر الطبيب اخصائي والقى نظرة عليها ....
    قال : معجزة انك عايش
    وكان ضغط دمي قد ارتفع الى مستوى خطير ماعدا تلوث دمي باليوريا وتوقف الكليتان عن العمل بنسبة 90% .... وكان العلاج مجموعه هائلة من الابر والكبسول والحبوب ويومان مغذي مستمر ..... وهكذا
    بصراحة لم يكن لدي رغبة بالحياة ... ولم اكن مهتما لو مت ... كان الامران عندي سواء ... وقضيت الايام العشر الاولى في السرير ولم انطق بكلمة واحدة ابدا كنت اكتفي بالايماء برأسي ... وحاول الاخصائي كثيرا ان يحثني على الكلام لكن لم يكن لدي رغبة ... كنت استيقظ صباحا وابقى انظر الى سقف الغرفة وفي كل مرة استغرق ما لا يقل عن عشرة دقائق لادرك اين انا واعرف اني في المستشفى ... كان هناك 3 معاونين طبيين يتناوبون الخفارة على الردهة ليلا ... وكان هؤلاء طيبين معي ومع الجميع ويحاولون ان يخرجوني من الصمت ... ونجح احدهم بعد 13 يوما بان يحثني على الكلام ....
    قلت : اريد مي بارد
    قال المعاون الطبي : هه ... اخيرا حچيت .... هسه راح يبدي العلاج يفيد
    قلت : والكلام شعليه ؟
    قال : ما شفت العميد اخصائي النفسية الي كل يوم يجي ؟
    قلت : لا
    قال : حالتك بالباطنية والنفسية والنفساني گال من يحچي ويصير عنده رغبة بالكلام وياكم يعني استرد صحته النفسية ...
    ....
    في الايام التالية احضروا لي مجموعة من الكتب والروايات ... وانشغلت بالقراءة ... ولكني لم اخرج من الغرفة ابدا ...
    بعد ان امضيت شهرا كاملا طلب مني الطبيب ان احاول ان اتمشى يوميا في الممر بقدر استطاعتي ... حاولت وكنت اتوكأ على الجدران ... ونجحت في التوازن لكن ساقاي كانتا ضعيفتان لا تقويان على حملي ... وبمرور الوقت تحسنت صحتي قليلا واستطعت المشي .... لاحظت انني عندما اخرج للمر كانت بقية الغرف يتم قفلها ... سألت المعاون الطبي
    : شنو ماكو احد عدكم بس اني ؟
    قال : لا والله مليانه ... بس ...
    قلت : بس شنو ؟
    قال : امن الفيلق گالو ممنوع احد يشوفه
    .... ضحكت من الامر وقلت : حتى هنا ما يردوني اشوف اوادم ؟
    كنت في الايام التالية اخرج من غرفتي فجأة لاحاول ان ارى من في الغرف الاخرى ... دخلت احدى الغرف وهالني ما رأيت .... كان هناك مجموعة لا تقل عن خمسين شخصا يفترشون الارض على بطانيات مهترئة ... رؤيتهم ذكرتني بمجاعات افريقيا ... كان منظرهم مهولا ... واحدهم يبدو كأنه هيكل عظمي مكسو بطبقة من الجلد الواهن الداكن ... نظر معظمهم الي وانا اقف بالباب ... كانت عيونهم قد فقدت بريقها وكأنهم اموات ... حاولت ان اقول شيئا لكن الكلمات لم تخرج من فمي .... ولم احس الا والمعاون الطبي خلفي
    وهو يقول بهلع : يا معود شدتسوي ؟
    قلت : هذولي شنو ؟
    قال : هذول كلهم عدهم تدرن رئوي .... لا تروح تصيبك العدوى .. انت مو ناقص مرض
    وسحبني واغلق الباب واعادني لغرفتي ... بقيت شارد الذهن وانا افكر – يا ترى ما هي جرائم هؤلاء ؟ - هل هم سياسيين ايضا ؟ - ام ربما متامرين ؟ - ام ماذا ؟
    في اليوم التالي سألت من المعاون الطبي الاخر
    قلت : ذولي جماعة التدرن شني قصتهم ؟
    قال : هذوله من وحدات الفيلق ... وهلگد السجون مكتضة انتشر التدرن والجرب بين السجناء ... وبعدين الجوع هو اكبر معين للتدرن على الهلاك
    قلت : زين وشني قضاياهم ؟
    قال : ثلث ارباعهم هاربين من الخدمة ...
    واستطرق : خطية يروحون مجازين ما يگدرون يرجعون ... ماكو فلوس ... والاكل بالوحدات مو زين .... واهاليهم فقرا ... ما ادري ليش ابو البصرة والعمارة يدزو يخدم بالموصل ؟ ما حسبوا حساب الطريق وحالة الناس التعبانة .... ليش ما يخدم بمحافظته لو محافظة قريبة حتى يگدر يدبر اموره ؟ ليش من شوية الناس تهرب من الجيش ؟ والي يروح للهور والي يروح للشمال يشتغل ويه المعارضة ...
    قلت : شلون الدنيا بره ؟
    قال متعجبا : ليش انت وين عايش ؟
    قلت : صارلي سنة بغرفة بوحدي وما اعرف شكو بالدنيا
    قال : سنة گضيتها بوحدك ؟
    قلت : نعم


    ... بقيت مستيقظا الليل بطوله ... لقد بدأت اسمع انين الموقوفين المرضى ليلا لأول مرة ... عندما يعم السكون المستشفى وتهدأ الحركة ... كانت اصواتهم تؤرقني وكنت أحس بالذنب لسبب ما ... او لأقل ان احساسي بعجزي عن عمل شئ لهم كان يصيبني بالاحباط ... كان الانين يحكي قصة .... قصة معاناة من نوع ما ... ترى ما الذي يقوله هذا الذي يئن ؟ اهو يئن من المرض ؟ ام من معاناته ؟ ولكن .... على كل حال من سيستمع له ؟ ومن سيمد يد العون له ؟
    ام هل يعرف اهله اين هو ؟
    ام يضنوه ميتا ؟ وقطعوا الامل من رؤيته ؟
    ربما افضل .... ان يعتقدون انه ميت ... من ان يعرفوا اين هو ... ولا يستطيعون لقلة حيلتهم ان يصلوه .... لكنها مأساة في الحالتين ........


    لاحظت ان كمية الطعام كانت تأتيهم قليلة .... ولكن المعاونين الطبيين كانوا يذهبون بعد العشاء الى مطبخ المستشفى ويحضرون ما تبقى من الطعام في قدور المطبخ .... ويقدموه وجبة اضافية لهؤلاء المساكين ....
    قال احدهم : مرضى التدرن يجب ان يتغذو جيدا .... نحن نعطيهم الابر بشكل منتظم ... لكن التغذية ضرورية جدا .... وقد اتفقنا مع مسئول المطبخ ان يبقي الطعام الفائض عن الحاجة لهم
    قلت : زين منين يبقى اكل ؟ وانتو مطبخكم يطبخ على القياس ؟
    قال : اكو جماعة هواي ينزلون للبيت بعد الدوام اهاليهم قريبين ... والضابط الاداري ابن حلال كل يومية يضيف من الارزاق الفائضة عن الحاجة للمطبخ ... يگول هذا اكل الجيش لازم ينطبخ ... ابن اوادم ويخاف من الله ... لو غيره چان باعها بالسوگ
    قلت : زين الوحدات شلون اكلهم ؟
    قال : والله الوحدة اذا كان امرها والضابط الاداري اشراف فالجنود يشبعون .... واذا لا فتلگى الجنود ميته من جوعها
    .... كم احزنني ذلك ... اهكذا وصل الحال بالجيش ؟ يموت جوعا ؟
    ترى بماذا يفكر صدام ؟ هل بعد كل ما جره على الناس بحروبه الحمقاء يذل ابناءهم هكذا ؟ ويملأ السجون بهؤلاء المساكين ؟ لقد اكتضت السجون بهم
    خرجت من المستشفى الى السجن مرة اخرى بعد ان بقيت خمسة وخمسين يوما فيها ... قال لي الاخصائي اني اصبت بعجز نسبي بالكلى اليمنى وعجز بسيط بالكلى اليسرى .... واني يجب ان اراعي صحتي ....
    سمعت من ابو سعد ( الذي بدا سعيدا بعودتي ) ان هناك قرارا جديدا صدر بقطع اذن الهاربين من الخدمة واعطي الهاربون مهلة لتسليم انفسهم كي لا يطبق القرار بحقهم .....
    في احد غرف السجن وضعوا مجموعة من الهاربين العائدين وفق القرار ... وعند عرضهم على المحكمة قررت تنفيذ حكم قطع الاذن بدون السجن .... وسيقوا الى مستشفى الموصل العسكري لتنفيذ قطع الاذن بعملية جراحية ..... واثناء ذلك اتوا بمقدم طبيب من المستشفى مقيد ومعصوب العيون ووضعوه في غرفة مجاورة ...
    طبعا ابو سعد صاير صديقي ... سألت : ابو سعد هذا المقدم شبي ؟
    قال : هذا جراح بالمستشفى العسكري ورفض تنفيذ قطع الاذن على المحكومين وگايل ( هذا حرام وجريمة ما اشارك بيها ) فقيل له انه امر الريس فقال ( خلي هو يكص اذاناتهم بيده )....


    وهكذا ضاع المقدم الجراح (تسعه مي وواحد لبن) .... اشفقت عليه من المصير الذي سيلاقيه .... عندما يؤخذ الى الامن الخاص وهو رافض لتنفيذ امر الريس ... اكيد راح يكون مصيره مصير .... حردان التكريتي .... تنهشه الكلاب المسعورة وهو حي ...
    على كل حال دعوت من الله ان يرأف بحاله .... وفي الصباح ارسلوه مخفورا بسيارة مظللة الى بغداد .... رحلة اللاعودة الى الحياة ... كل من ذهب الى هناك لن يعود سالما لا بد ان يناله من العذاب او الموت او السجن جانب .... تذكرت ايام زمان ... عندما كنا نذهب الى بيت عمتي في بغداد في الوزيرية في العطلة الصيفية ونبقى اسبوعين او اكثر ... كم كانت بغداد جميلة وكانت حلما .... واتذكر عندما ذهبنا اول مرة وكنت صغيرا كانت اليات امانة العاصمة تحفر وتؤسس لبناء نفق التحرير .... وكل الالعاب التي كنا نلعبها والزوراء ... واقفاص الحيوانات ...
    لكن اليوم .... بغداد .... اه يا بغداد اصبح زائرك لا ينال الا الحيف والظلم .... اصبحت عاصمة الظلم .... وعششت فيك غربان .... من امثال ابو درع وحسين كامل ... وعلي كيمياوي ... واصبح زائرك لا ينام في الشيراتون او الميرديان او فندق بغداد .... بل يذهب الى معتقل الرضوانية او سجن رقم واحد او مديرية الامن العسكري ....
    بعد يومين كنت جالسا في زنزانتي .... فسمعت صوت طلقات نارية وصياح يعلو ... نظرت من الشباك ... كان الحراس يتراكضون فزعين ... ومرت ربع ساعة من الفوضى ثم عم السكون ... وحضر احد ضباط الامن ... عندما فتحوا باب زنزانة الهاربين المقطوعة اذانهم ... للذهاب الى المغاسل قفز احدهم الى غرفة الحراس وسحب بندقية احد الحراس ووضعها في فمه واطلق النار على نفسه ومات على الفور ... يا للهول كيف استطاع ان ينتحر هكذا ؟ وكيف وصل به الامر للقيام بهكذا عمل ؟ ..... لا بد ان يكون مجنونا او مريضا نفسيا ... والا لماذا يقتل نفسه ؟... انتظرت ابو سعد لاعرف التفاصيل
    قال وعيناه مدمعتان : خطية چان هارب وسلم نفسه بالعفو ... بس مديرية الامن العسكري اعتبروهم ملقى القبض عليهم ... وگصو اذنه ... وهو ما تحمل فانتحر
    الله اكبر ... ما هذه المؤسسة الارهابية .... الا يخسف الله الارض بهذه المديرية ومثيلاتها .... ويريح منها البلاد والعباد ...
    مر على سجني في هذه الغرفة 18 شهرا ولا امل لي .... حضرت لجنة من مديرية الامن العسكري للتفتيش ... كانت مؤلفة من ثلاثة ضباط اثنين برتية عقيد وواحد مقدم ...
    قال ابو سعد : راح يفتشون السجن ... لازم اشيل الغراض كلها وبس اخلي بطانية وحدة ... بعدين يعاقبوني
    وعندما حضرت اللجنة ... فتح ابو سعد الباب ... كان احدهم ينظر الي ... فبقيت انظر اليه ايضا ولم اتزحزح من مكاني ولم انهض حتى ...
    قال : انت شنو ؟
    قلت : ما لك شغل بيه
    استدرك ابو سعد قائلا : سيدي هذا نقيب (فلان) موقوف من الامن الخاص على المادة 225
    قال : طيب يا اخي تعال يمنا خلي نحچي
    قلت : اذا قضيتي بيدك احچي وياك
    قال : احنا مفتشين قضيتك مو بيدنا
    قلت : لعد لا توجعون راسكم ولا توجعون راسي ... الله وياكم
    ... طبعا انصدمو صدمة قوية ولم يعرفوا ماذا يفعلون .... وتركوني وانصرفوا ...
    كان ابو سعد يجلس معي مساء وهو يضحك
    قال : عمي هاي انت صدگ بايع ومخلص .... شلون هيچ سويت ما خفت منهم ؟
    قلت : خل يولون طاح حظهم وحظ الي دزهم
    قال ضاحكا : شفت هذا رئيس اللجنة شلون لوى رگبته وولى ؟ لا وراحو لمعاون المدير واشتكوله ....
    قلت : وشگال المعاون ؟
    قال : گللهم هو متهجم على الحزب والثورة ... مو زين ماسبكم انتو هم ... هذا لسانه فوته للسجن .... شسويله
    .... بعد ساعة كان سائق المعاون واقفا بالباب وقال ان المعاون يريد حضوري ... توجهنا انا وابو سعد الى غرفة المعاون .... ودخلت والقيت التحية ... نظر الي المعاون وضحك ... ونهض وصافحني ودعاني للجلوس ....
    قال : متعشي
    قلت : أي الحمد لله تعشيت ويه ابو سعد
    التفت الى ابو سعد قائلا : روح انت بعدين ادز عليك
    قال المقدم : شبيك وية اللجنة ؟
    قلت : والله سيدي ... ماكو شي ... بس اذا ما بيدهم شي ليش يضيعون وگت
    قال : الله كريم لا بد ما تفرج اني سمعت اكو بالمديرية تعليمات بشأنكم جايه من الامن الخاص بس ما ادري شني هي بس اكو اجراءات
    عدت الى زنزانتي .... وقد انار الامل نفسي بقرب خلاصي ...

    كان المعاون ضابطا برتبة مقدم... لن اقول سوى انه كان عراقيا وليس مسخا ... كان يعطف بشكل خاص على الموقوفين السياسيين مجهولي المصير .... فكثيرا ما ارسل السكائر والملابس والطعام لهؤلاء المساكين ولم يكن يهتم بالعواقب


    وخلال اسبوع ارسلت المديرية بطلب نائب ضابط طالب ( من البصرة ) و الموقوف عباس ( من الحلة ) كانا ايضا موقوفان في سجن امن الفيلق بتهمة التهجم وحكم كل منهما بحفظ سورة من القران والجلد 20 جلدة .... واطلق سراحهما
    وبعد اسبوع ارسلوا بطلب الموقوف أصطيفان ( من بغداد ) واطلق سراحه بعد الجلد وربما حكموه بحفظ سفر التكوين من الكتاب المقدس ( الانجيل ) لأنه كان مسيحيا ...... وبعد اسبوع اخر ارسل بطلب الموقوف غالب ( من الموصل ) وحفظ سورة من القران وجلد 20 جلدة واطلق سراحه ..... وجاء لزيارة ابو سعد وقابلني وكان اثر الجلد على ظهره قد ترك ندبا سوداء طويلة لا اعتقد انها ستزول ... وقال لي الجلد بس طبقوه على المراتب .... بس الضباط ماكو جلد
    قلت : طلع احد من الضباط ؟
    قال : لا بس المراتب طلعو
    اصابني احباط ويأس فقد بقيت لوحدي هنا .... وتدهورت معنوياتي الى الحد الذي لم اعد اتناول الطعام ....
    حضر احد المسوخ ... وفتح باب الزنزانه ووضع قصعة الطعام العسكرية بالباب وقال : انت ليش ما جاي تاكل ؟
    قلت : ما اريد
    صاح : گوم اوگف من تحچي وياي ...
    ....
    نهضت وتمشيت الى الباب بكل هدوء الى حيث يقف
    قال : شيل القصعة وروح اكل
    حملت القصعة ورفعتها وضربتها بوجهه فسقط على الارض والدم يغطي وجهه وانفه وفمه .... وجاء ابو سعد يركض
    قال : يا معود هاي شسويت ... هذا السايق ما المدير وگرايبه
    قلت : انعل ابو لا ابو المدير لا ابو گرايبه
    في المساء ارسل المدير بطلبي ... وكان وجهه عابسا ...
    قال : ليش سويت هلشكل؟ اني حچولي بس ردت اسمع منك
    قلت : سيدي القصة كيت وكيت
    قال : وينه السايق جيبوه
    حضر السائق وكان رأسه ملفوفا بضمادة وعينه متورمة
    قال المدير : ولك ابن الكلب هذا صدام حسين سواه نقيب يعني عنده 3 مراسيم جمهورية وانت تجي تبيع فيكات عليه .... بعدين انت شوداك للسجن وشني علاقتك بالموقوفين ... (چلب ابن الچلب ( كان المدير من تكريت من البوعجيل
    .... فاجأني موقف المدير ... انه يهين اقاربه لاجلي ...
    صاح المدير : اطلع بره ومن باچر تروح للسيطرات ما اريد اشوف وجهك بعد ...
    والتفت الي وقال : الي يتجاوز حدود الادب وياك دزلي خبر الا انعل والديه ... بس مرة ثانية لا تتهور وتضرب احد .... انت مو ناقص مشاكل ...
    وعندما خرجت ناداني مرة اخرى واعطاني ... كيس نايلون به اربع تكات جكاير ... وابتسم وقال : لا تسبني بعد
    قلت : اسف سيدي هي ساعة غضب
    قال : يا الله ... هي بقت عليه ... انت سبيت حتى العنب الاسود
    ... مرت شهور على الحادثة .... نقل الى شعبة الامن ضابط برتبة رائد ركن من اهالي تكريت .... كان ابن عم المدير ... زار السجن
    وقال لي : ول يابه عجل انت شقي السجن ؟
    قلت : أي يابه اني عجل
    قال : بسيطة ... الله كريم
    قلت : الله كريم .... بس العبد كلب ابن كلب
    ... احمر وجهه امام جنوده الذين بهتوا لكلامي ... وغادر مسرعا ... لقد كان هو المسئول عن السجن ... واصدر تعليمات بتطبيق كافة المواد المذكورة في كتاب احالتي الى الموقف .... ولم يعودو يفتحو لي باب الزنزانة ... واغلقوا النافذة المطلة على الباحة بالبلوك والاسمنت ما عدا فتحة صغيرة عالية ...
    احسست انه يحاول ان يعيد شيئا من كرامته امام جنوده ... لكن منتسبي الامن كان لديهم رأي اخر ... وأنا اهنته وشفيت غليلي من كل ( ول يابه عجل ) والمسوخ


    نفذت اضرابا عن الطعام ... في شهر حزيران 1995 .... دام عشرة ايام وانا مستمر .... رفع الرائد الركن كتابا الى مديرية الامن العسكري باضرابي عن الطعام ... حيث كان المدير مجازا والمعاون اجرى عملية الزائدة الدودية ...
    فصدر امر بتشكيل مجلس تحقيقي بحقي بتهمة الاضراب عن الطعام ... تصورو حتى عندما لا تريد الاكل فأنها جريمة ترتكبها .... وكان برئاسة مقدم اخر مدير قسم السيطرات ... ارسل سائقه خلسة الي وقال : المقدم يسلم عليك ويقول أي سؤال أسألك بالحقيق لا تجاوب عليه والزم الصمت ...
    مثلت امام المجلس التحقيقي ... ولم اجب على الاسئلة ... فقرر رئيس المجلس ان حالتي النفسية تعبانة ويجب عرضي على لجنة طبية لتقرر حالتي ... ورفع نتيجة التحقيق الى المديرية .... وخلال اسبوع تمت احالتي الى مستشفى الموصل العسكري .... ووضعت مرة اخرى في ردهة السجن تحت المشاهدة ....
    والتزمت الصمت امام اللجنة الطبية مما دعاهم الى كتابة تقرير ( بان حالتي غير مفهومة واني اصبحت عدوانيا وانه يجب احالتي الى مستشفى الرشيد العسكري لدراسة حالتي – طبعا لاني سجين سياسي اللجنة رادت تخلص من مسئولية التقرير وأحالتني لمستشفى الرشيد)
    عدت من المستشفى ... وخلال انتظاري للكتاب لارسالي للمستشفى ... صدر قرار مجلس قيادة الثورة بتاريخ 25/7/1995 بالعفو عن السجناء السياسيين ...
    وبتاريخ 1/8/1995 وصل الى امن الفيلق كتاب اطلاق سراحي ما لم اكن موقوفا على ذمة قضية اخرى واعفائي من العقوبات التبعية واعادتي الى وحدتي للخدمة
    وهكذا انتهت مأساة سجني المريرة التي دامت من 12/7/1991 ولغاية 5/8/1995
    وعندما استلمت كتابي من الرائد الركن

    قال ووجهه متجهم : شايف الخير
    قلت :طبعا ما دام ما اشوفكم....

    وكانت اخر عبارة اطلقها بوجه المسوخ

    *

    انتهــــت

    *

    ...وخرجت للحرية ولكني صدمت ... كانت الناس تعلو وجهها مسحة الحزن والالم والحرمان ...وكل من اراه ... مطرق برأسه الى الارض وقد شحب لونه ... ترى عن ماذا يبحث في الارض ؟

    ربما يبحث عن كرامته او انسانيته التي سقطت سهوا ؟ او ربما تم اسقاطها عمدا ليبقى يبحث عنها ولا يرفع رأسه

    لقد كان الشعب كله يواجه عقوبة تجرئه على الوقوف في وجه الطغيان ...لم تكن امريكا هي وحدها صاحبة قرار تجويع العراقيين بل كان الطاغية هو من قرر ذلك نكاية بهم ...

    الا لعنة الله على الظالمين

    لعنة الله على الظالمين ... لعنة الله على الظالمين

    الى يوم الدين

    بالامس واليوم وغدا...

    *

    هذا هو عزاء العراقيين

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    .....................
    .............................

  2. #2
    صديق مؤسس
    UniQuE
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: بغداد و الشعراء و الصور .
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 22,920 المواضيع: 1,267
    صوتيات: 37 سوالف عراقية: 16
    التقييم: 13195
    مزاجي: لا يوصف
    موبايلي: +Galaxy S20
    مقالات المدونة: 102
    وعليكم السلام ورحمة الله....
    والف الحمد لله على سلامتك ...هاي معجزة بذاك الزمن ...و اسمح لي ان احيي قلمك في نهاية المطاف ....و اقدم تقييم خجول لقلم صادق ومبدع ...كتب بأسلوب مشوق شهادة عن ايام اتمنى من الله ان لا يكتبها على انسان ...اي انسان ....عاشت ايدك ....والله يحفظك واتمنى يمن عليك بالسلوان والنسيان ...فذكرى العذاب عذاب آخر ....

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,764 المواضيع: 154
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 484
    آخر نشاط: 20/October/2017
    يااخي ‫‫گطعت ‫گلبي ... شنو هالمأساة الي عشتها انت وغيرك وغيرك من المظلومين!!!
    الحمد لله على سلامتك ...ومثل مشفت ماكو شي بقه على حاله والله انتقم من الظلمة المجرمين
    رغم الحزن والألم الي عشناه بكل سطر ...لكن اسلوبك كان مشوق ورائع جداً
    تحية لك ولقلمك المبدع دائماً ...

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    ابو مصطفى
    دكتورة فيري .... الاحداث التي مرت بي في هذه الحقبة غيرتني الى الابد
    لقد فجر السجن في نفسي صرخات كثيرة بالحقيقة التي كانت مدفونة في داخلي

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    ابو مصطفى
    كاردينيا .... الظلم لم يدم ولن يدوم

  6. #6
    من أهل الدار
    قائد الاحزان
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 11,733 المواضيع: 1,552
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 6876
    مزاجي: متفائل رغم قساوة الحياة
    المهنة: lawyer
    أكلتي المفضلة: دولمه وسبانغ
    موبايلي: htc_ one
    آخر نشاط: 13/May/2023
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محامي الحب
    مقالات المدونة: 19
    جزء من الفلكلور والدراما المأساويه للمواطن العراقي ..
    خرجت لنا ايها البلبل الفتان لتغرد لنا باصوات هظمت الالم والمعاناة وغيترها لاعذب اللحان تثرها هنا
    دمت ودام قلمك الراقي
    تقييمي
    أخوك المحامي ..

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    ابو مصطفى
    محامي الحب .... اشكرك اخي الغالي وادعو من الله ان لا تنعاد هاي الايام على العراقيين

  8. #8
    من أهل الدار
    Mystique
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,783 المواضيع: 20
    التقييم: 598
    آخر نشاط: 31/August/2018
    مواطنا الغالي دعنا نحمد الله ونشكره بان لطف بك وبنا وسلمك من


    موت محقق لا سامح الله وإلا لكنا قد حرمنا من رجل


    عراقي جميل القلب وعزيز النفس يحب وطنه وأهله بهذا


    القدر على الرغم مما لحق به من قهر وظلم وعذاب


    وتسلط من لا يرحم



    طبعا سبق وان قرات القصة ما عدا الحلقة الاخيرة (لعنة الله


    على الشيطان الرجيم فقد انساني عندما عدت بعد انقطاعي لفترة


    عن المنتدى هناك حيث كانت لدينا وفاة في حينها ولم اكملها


    معكم) واتذكر اني تعاطفت بل انفعلت في معظم احداثها وها انا


    الان اعيد قراءتها ولكن مع جملة من نقاط القوة وايضا نقاط


    الضعف التي لا اجرؤ على كتابتها لولا اني اعرف انه لايعجبك


    التصفيق وحده وانما تحب من يقول ما اليك وما عليك



    وابدأ أولا بنقاط القوة: لا يختلف اثنان عند قراءة هذه السلسلة


    من القصة بانك تجيد وتبرع في كتابة القصص وتمتلك موهبة


    واسلوبا محببا ومشوقا وتحمل افكارا ناضجة ورؤى يمكنك


    تطويرها في قادم الايام عند ولوجك الى عالم كتابة القصص


    وغيرها ومنها بعض مقاطع تفيد في قصص جديدة اخرى


    ويستحضرني هذا الاقتباس



    "وقفت السيارة ,,,,,,,,,, فتح الباب وانزلني



    ذات الشخص الذي اركبني ساحبا يدي بعنف وسمعته يقول : استلم ........



    هذا غوغائي ....... توه بين
    وقام بفتح القيد الحديدي من يدي لكنه ابقى عيوني معصوبة .......
    صدمتني الكلمة ...... لأنها كانت تمثل عندي من شاركو في
    العنف الاخير مدفوعين بقصد ان يفرغوا الانتفاضة الشعبية من محتواها......
    او على الاقل لينتحلوها لأنفسهم ومن يقف ورائهم .....
    كنت ارى انهم سرقة انتفاضة الناس لتجييرها بأسمهم ونسبها الى
    احزابهم لكنهم هربوا عندما حمت الحديدة ... وتركوا الشعب يواجه غضب النظام"




    فهذه الفترة ولدت كثيرا من المآسي وكثير من القصص لاصحابها


    بنعتهم غوغائيين ويشرفهم ان يكونوا غوغائيين لانه يكفي انها


    صدرت من شخص اخزاه الله في الدنيا وله في الاخرة اضعافها.



    ولنأتي الآن لنقاط الضعف واقول: انه نحن (اعضاء المنتدى) عندما


    نقرا هذه القصة فانه يمكن لانك تهمنا شخصيا ويدفعنا الفضول لتتبع


    ما حدث لك باعتبارنا نعرفك ومرتبطين بك وجدانيا ويهمنا جدا ان نعرف


    ما تعرضت له من محن ولكن عندما ناتي الى القصة وما تعنيه للاخرين


    واقصد الزوار او المثقفين والادباء(وكل حسب مستواه الثقافي )


    لا يجد انها قصة صرفة اي من الادب القصصي بل مزجت فيها


    العديد من الفنون الاخرى كالكتابة الصحفية وايضا ما نجده في كتابة البحوث
    او الكتب بعمل المقارنات وهذا واضح من خلال تحليلك وتقييمك


    وبعد تفكير طويل لتلك الفترة ومقارنتها باحداث الحاضر ولو كنت


    قد كتبتها في وقت حصولها لكنا راينا سردا وبعدا اخرين ولكنت


    التزمت خطا واحدا الى اخر القصة. وكذلك لم افهم اي اسلوب اتبعت.
    فكتابة القصة كما تعرف على انواع منها: الراوي كاتبها وبطلها


    ومنها قصة شخص اخر ويكتبها راوي ومنها قصة بداخل


    قصة ومنها تيار الشعور والذي يتذكر احداث قام بها في الماضي


    ثم يرجع الى احداث يقوم بها بنفسه في واقعه لتستمر القصة


    الى النهاية وغيرها وحضرتك مزجت عدة اساليب سوية.



    وناتي الى جانب اخر وهو الجانب النفسي والعاطفي لبطل القصة


    فقد حجزتنا طوال حلقات القصة في اجواء السجن ولم تعطينا


    مساحة او مجال للراحة بعض الشي لنلتقط الانفاس من تسارع


    الاحداث وخاصة وانها عبارة عن مشاهد مؤلمة وحزينة تشتد فيها


    اصوات التعذيب وروائح الموت المنتشرة في كل مكان. اين هي التوابل؟؟؟


    اقصد الجانب العاطفي الشخصي وخاصة وانت كنت وسيما
    (شايفتك بصورة واللي تختلف عن هاي الصورة الرمزية اللي حاطها
    ابو شعرايات
    منكوشة) وفي ريعان الشباب عندما حدث لك ما حدث ولا بد انك

    قد عشت او تعيش قصة حب ما في وقتها تستعيد ذكراها وتحن

    الى ايامها لتخلق جوا رومانسيا اوعالما وهميا تحيطه بك او


    عن احوال الاهل والاقارب وهم يعيشون بقلق وخوف بعدم


    معرفتهم باخبارك ومصيرك (على الاقل هذا ما سمعناه او قراءنا


    عنه من اللذين ممن هم في مثل حالتك حيث يتذكرون فيها اشياء


    لا تخطرعلى البال) لتبعد عنك شبح التفكير الرهيب ولو لدقائق


    وانت تترقب الحكم عليك وليس بخلق سجن اخر لك داخل سجن


    (واحنا همين المساكين ترضي فضولنا ونعرف شعندك ما عندك )



    مواطنا لقد اغفلت هذا الجانب المهم جملة وتفصيلا ولا اعرف


    هل هو متعمد؟ مثلا لخجلك من البوح باسرارك العاطفية


    امامنا( هاي دا اطلعلك اعذار بعد شتريد) ؟ ولا تقول لا ليس لدي


    فاغلب الرجال لديهم !!!!(معلية اكيد اكو وحدة من هاي القصص)


    فلا نكاد نحس باي لمسات رومانسية وتعرف لما لهذه اللمسات


    من تاثير وجذب بالغين لدى المتلقي حتى وان كانت وهمية


    ( هاي طبعا اذا فكرت ان تنشرها). وعذرا للاطالة.




    (هاي حركة مال سبع حلقات واخيرة هسة كلهن طلعتهن).
    وملاحظة اخيرة تعبنا الخط الناعم (عرفنا مصلاوي هسة
    مو الخطوط هنا بلاش)





  9. #9
    من المشرفين القدامى
    ابو مصطفى
    ايفيان العزيزة .... بداية انا ممتن لك كثيرا لطرح رأيك الذي اعجبني جدا
    انا شخص لا يحب الالتزام بالقواعد ولم التزم بها منذ طفولتي والى اليوم فانا اكره القيود
    كنت في المدرسة لا احب درس قواعد اللغه العربية واعلى درجة حصلت عليها في درس اللغه العربية كانت 54% طوال حياتي الدراسية
    لاني كنت اترك اسئلة القواعد بدون اجابه وكانت لي تجارب بكتابة الشعر في المرحلة الاعدادية ابدى مدرسي اعجابهم الشديد بها لكنهم اعترضوا لانها لا تتطابق مع بحور الشعر المعروفة
    فاتجهت لان اكتب شعرا مقفى موزون لكنه لا يطابق بحور الشعر, من هذا المنطلق عندما كتبت قصة ( سجين سياسي ) لم يكن ببالي اتباع قواعد ادبية لأصول كتابة القصة لأني اصلا لا اعرفها ولا احبها
    كانت محاولتي هي عبارة عن طرح للحقائق والتجربة وارهاصاتها على تفكيري وكيف تغيرت نظرتي للحياة ربما انا بداخلي ممتن من الذين كانوا سببا في سجني لانهم فتحوا عيون قلبي على الحقيقة
    مع انها كانت مرة الا انها الحقيقة , وطرحت ارائي كلها بدون مراعاة لاي طرف ولا مجاملة ولا تغيير طرحتها كما فكرت فيها في وقتها
    على العموم انها لم تكن محاولة ادبية كما اسلفت , لا اعرف ماذا اسميها
    شكرا لك مرة اخرى وتقبلي تحيتي وتقييمي لك

  10. #10
    من أهل الدار
    Mystique
    طبعا مينكدر عليك ابوعبدالله كالعادة انهزمت بذكاء
    وخاصة من الجزء اللي كنت بانتظارالتعليق عليه
    على احر من الجمر واللي هو بالي بالك
    ( يعني البنات شيحبون غير هاي القصص ههه)
    يلة ع الاقل انتزعت تقييم منك
    يا مصلاوووووي


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال