ناديت جاري ما الخبر
قال السجين وما انتظر
يا صاح فلتبكي الدنا
حيث السلام قد اندثر
بغياب حكم محمد
وظهور راية من كفر
فالحق صار سياسة
والظلم ضاق به البشر
والقتل بات هواية
والأمن للأمن افتقر
والخوف ساد بشرعهم
والسجن ضج وما اصطبر
قتلوا المروءة في الذي
كان الشريف المنتظر
هذه السجون ألا ترى
من كان فج تمتطر
بشباب شعب مسلم
فقد العتاد سوى الحجر
يرمي به ذاك الذي
طرق المنازل في السحر
حيث الكتائب داهمت
بيت الصبا ابن العشر
ساقوه ضربا بالعصا
فالعظم منه قد انكسر
ثم الأيادي كبلت
رغم الحداثة في الصغر
وعيونه قد غميت
بالخيش إذ حجب النظر
أما الثياب فجردت
فقضى الليالي في المطر
يا صاح في السجن الذي
منه الفؤاد قد انفطر
هذا أخي يبكي هنا
يوما عصيبا إذ حضر
حيث العيون تآكلت
منها الشباك فذا القدر
قد جاء بالأمر الذي
من هوله زاغ البصر
والعين تشكو بثها
صوب الذي شق القمر
فعلى البكاء تضرعا
لله إذ حل الخطر
فرج بعونك كربة
لأبي أسامة إذ صبر
حتى إذا صعد الدعا
جاء الجواب على الأثر
لبيك عبدي إنني
أحيي الرميم إذا انتخر
هذي العيون نردها
صفا وقد دفع الضرر
ونفك قيدك منة
ونرد روحك للدرر
لترى بنيك وأمهم
وكذاك نجزي من شكر
هذا عطائي عبرة
ولذي النهى نسدي العبر
وهنا الحناجر كبرت
لله والبشر انتشر
هذه القلوب أيا أخي
حب المجيب بها وقر
فاجمع إلهي شملها
في جنة حيث النهر
وارحم بفضلك ضعفها
واكتب لها يوم الظفر
نصرا عزيزا خالصا
يحيي القلوب ويستطر
خاطبتها يا مهجتي
يا خير آلاء القدر
أنا لو وصف محبتي
عجز اللسان عن الخبر
ما ينبغي هجرانكم
لو كان رأيي يعتبر
لكن بعدي عنكم
في شأنه لم أستشر
وهنا تهلل وجهها
بشرا وزينه النضر
ثم اختفت بصفائها
فرجعت أرنو للقمر
للشاعر
د/ عبد العزيز الرنتيسي