من المشرفين القدامى
ابو ليث
تاريخ التسجيل: August-2011
الدولة: العراق
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,323 المواضيع: 388
مزاجي: الله كريم متظل هيچ
المهنة: موظف حكومي حاليا والله يستر من تاليهه
أكلتي المفضلة: دولمة، مسگوف ، برياني
موبايلي: samsung
الى // تراتيل الطين // يامالئ الدنيا دما ومروءة // عبد الرزاق عبد الواحد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على صاحب السكينة
السلام على المدفون بالمدينة
السلام على المنصور المؤيد
السلام على ابي القاسم محمد بن عبد الله
ورحمته وبركاته ومغفرته ورضوانه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا مالئ الدنيا دماً ومروءة
هَـتَفَ البشيرُ فقبِّـل ابنَـكَ يا علي
بالمعـنَيَيـنِ : مُـقَـبَّلٍ ومُـُقَّـبَّـلِ
تَـدري ، ويَـدري اللهُ قَبْلُ ، وجدُّهُ
إيحـاءَ مـولدِهِ بيـومِ المَـقـتَـلِ !
طَـرَفا هلالٍ قـوسُهُ َعَرْضَ السَّـما
في الشـمسِ ذاك ، وذا بلَيلٍ ألْـيَـلِ
طَـرَفا هـلالٍ مثلِ سَـيفٍ هـائلٍ
شَطَرَ السماءَ ، وظل يصرخُ : يا هَـلي
بِدَمي فَصلتُ اللَّيلَ عن بَـلَجِ الضُّحى
كي يسـتقيمَ ، فيا سيوفُ تَعجَّـلي !
***
هتفَ البشيرُ ، فقَبِّلْ ابـنَكَ يـا عـلي
هنِّيءْ به الزَّهـراءَ فهـو ابنُ الـوَلي
هوَ مَنْ على شَفَـتَـيه رَفَّ مُـقَـبِّلاً
ثغرُ النَّبيِّ .. حـَنا على الوَجهِ الخَـلي
وتكادُ أشـرَفُ دمعـةٍ من عـيـنِهِ
تَهـمي ، ولكـنْ عـينُهُ لم تَهـمـلِ
***
جَـدٌّ ، ولكـنْ أيُّ جَـدٍّ مُـرسَـلٍ
سِـبْطٌ ، ولكنْ سِـبْطُ جـَدٍّ مـُرسَـلِ
وهو الحسين ، شهيدُ أشرَفِ وَقـفةٍ
هـذا الـزَّكيُّ الأنبَـلُ بـنُ الأنـبَـلِ
هذا الذي أسَـرَ الـزَّمـانَ بمـوتِهِ
وأقـامَ عن أسْـرِ الزَّمـانِ بمَعـزَلِ !
*
يا مـاليءَ الـدُّنـيا دمـاً ومـروءةً
ومُـكـبَّلاً فـي زيِّ غيرِ مُـكَـَّبـلِ
دارتْ عـليه الـدَّائراتُ ولـم يكُـن
فَـرْداً ، ولا كان الحسـينُ بأعـزَلِ
كانتْ حـشاشةُ جـدِّهِ في صـدرِهِ
ومن اقـتدارِ أبيـهِ كان بجَـحـفَـلِ
لكـنَّه الـقَـدرُ العـظـيمُ أرادَهـا
عـصماءَ لم تُتـأَمْ ، ولم تَتـمهَّـلِ !
فاختارَها ، وأخـتـارَهُ قـدَراً لهـا
مُـتَبـتِّـلٌ يسعـى إلى مُتَـبَـتِّـلِ !
حـتى إذا التـقـيا تهـيَّبَ مـوتُهُ
فهوى الحسـينُ عليه مثلَ الأجْـدَلِ !
هي ميتةٌ عِـدْلَ الحـياةِ بأسْـرِهـا
أفَـلَ الـزَّمانُ ونجـمُها لم يأفَــلِ !
***
يا يومَ ميلادِ الحسـين ، ولم نَجـدْ
إلاكَ مـيـلاداً بمـوتٍ يَخـتَـلـي
فيكـونُ هـذا ذا ، وتُصبـحُ ميـتةٌ
كـولادةٍ ، لكـنْ بطعـمِ الحَـنظـلِ !
حتى تكـاد الأرضُ في مـيــلادِهِ
تبكي ، وتعـلنُ زَهوَها في المقتَـلِ !
هـو مولدُ القـيمِ العظــيمةِ كـلِّها
ونـزولُها بالمـوتِ أعـظمَ مَنـزِلِ !
***
قُـلْ للنجـومِ بكـربلاءَ تـَرجَّـلي
وإلى مَـنائِـرِهِ المَهـيباتِ انـزِلـي
وخُـذي سـنىً منـها لألـفٍ قـادمٍ
وخُـذي دموعـاً للمَجَّـرةِ واهطلـي
ألفاً ، وقـولي للعصـورِ جـميعِـها
هيهات . . أنتِ بمثلِهِ لن تَحـبـَلي !
من أين تَجـتَـمعُ النـبـوَّةُ مـرّةً
أخـرى بميقاتِ السَّماءِ الـمُنـزَلِ ؟!
***
يومَ الحسـين ، وإذ أُنـادي يـومَهُ
مـيلادُهُ ورحـيلُهُ يَـثِـبـانِ لـي !
جِـنْحَيْ سَــنىً ودمٍ تحـلِّقُ فيهما
نفـسٌ إلى فَـلَكِ النبـوَّةِ تَعـتَـلـي
لله دَرُّكَ مـن وَلـيـدٍ بـاســلٍ
لله دَرُّكَ من شهـيـدٍ أبـسَــلِ !
***
وُلِدَ الحسينُ فـيا عـيونُ تكَـحَّـلي
مـنه ، ويا كلَّ الحـناجرِ هَـلْهِـلي
ثم اجـعَلي الأجـفان غـيمَ مدامـعٍ
وتذكَّـري عطشَ الحسينِ فـبَـلِّلي !
وُلِـدَ الــذي لو جـاذَبَتْهُ ضـياءَهُ
شمسُ السماءِ لَقيلَ للشَّمس اخجَلي !
ومَن المـروءةُ بـَيْـدرٌ في بيـتِـهِ
ولكـلِّ أهـلِ الأرضِ حَـبَّةُ خـردَلِ !
وُلِـدَ الذي دمُـهُ أعــزُّ دمٍ جـرى
لولا أبوه . . تبارَكَ اسمُكَ يا عـلي !
أنجَـبتَهُ للمَـكـرُمـاتِ جـميعـها
وسَـقـيتَهُ منهـنَّ نفـس المنـهَـلِ
ورآكَ فُزْتَ بها ، فـفـازَ بهـا فـتىً
بـورِكتَ من أسَدٍ هِـزَبْرٍ مُشـبِـلِ !
يا يـومَ ميلادِ الحـسينِ وَهبْـتَ لي
شرَفَ الدّخـولِ إليه أجـملَ مدخَـلِ
أن ألـتَـقـيهِ ولو لـيـومٍ واحـدٍ
فَجـراً بهـيّاً لا دمـاءَ مُجـنـدَلِ !
أفكـلَّما ذُكِرَ الحسـينُ تقـطَّـعَـتْ
أحـشاؤنا وَجَعاً وصِحنا : يا عـلي ؟!
وكأنَّ أوجـاعَ العــراقِ جـميعَهـا
إرثُ الحـسين فثـاكِلٌ عن أثْـكَـلِ !
***
يا سيّدي ، نفـسي فِداكَ ، أجـِزْ فمي
وبغـيرِ هذا الدَّمعِ أنطِـقْ مِقْـوَلـي
أنا راجـفٌ جَـزَعاً فـثَـبِّتْ لحـظةً
قلَمي على وَرَقـي، وثَـبِّتْ أنْـمُلـي
وأملأْ دمي فَرَحاً ، ووجداني نَــدىً
ودَعْ الفـراتَ بمائـهِ المـتَـوسِّـلِ
يسـعى إليـكَ مُكـفِّـراً عن ذَنبـِهِ
ألـفٌ ونيفٌ وهو أوجَـعُ مُهـمَـلِ
وهو الفرات .. لو أستـطاع أوانـَها
لأتـاكَ مفـجـوعـاً بمـاءٍ مُعـولِ
وهوى على قَـدَميك يَسقي مــاءهُ
من جـسمِكُ البِـدمائِهِ مُتـسَربِـلِ
ليكونَ عـند اللهِ شـاهـدَ نفـسِـهِ
ويُجـيـبَ لا مُتلعـثـماً إن يُسـألِ !
***
هتف البشيرُ ، فيا خَوافــقُ رتِّـلي
بالنَّبضِ ما هتفَ البشـيرُ، وبَسـمِلي
وبكـلِّ أرضٍ يـا مـروءةُ زغـردي
فـإذا وَصَلتِ لكـربلاء فـأعـوِلي !
(عبد الرزاق عبد الواحد)