TODAY- 14 September, 2011
قال انه يشتمل على 25 محطة استراحة وتستخدمه نحو 130 سيارة تنقل ايرانيين وأجانب يوميا
مسؤول سابق في الصحوة: أمن الطريق الدولي مهدد بسبب انقطاع المال عن مصادر المعلومات
بغداد – العالم
تهدد حادثة النخيب التي ذهب ضحيتها نحو 22 عراقيا، ما يمكن وصفه بـ "الأمن الكبير"، الذي يشهده الطريق الدولي الرابط بين العراق وكل من سوريا والأردن، بعد أن كان تحت سيطرة الجماعات المسحلة شبه المطلقة على مدى نحو عامين قبل 2007.
ومساء الاثنين الماضي، تعرضت حافلات زوار عراقيين متوجهة من كربلاء الى سوريا، على طريق النخيب باتجاه الطريق الدولي الآمن، الى هجوم من قبل مسلحين يرتدون زي الشرطة، ما اودى بحياة 22 شخصا.
وسلط هذا الاعتداء الضوء من جديد على الطريق الدولي الذي تحول منذ العام 2007 الى "ممر آمن" للمسافرين، بينهم زوار ايرانيون وعمال أجانب، ولم يشهد تسجيل حادثة اعتداء تذكر، منذ ذلك الحين. لكن مسؤولا أمنيا بارزا، سبق له العمل مع قوات الصحوة في الأنبار، التي ينسب لها الفضل في تأمين الطريق الدولي، قال لـ"العالم" أمس الثلاثاء أن أمن الطريق الدولي بات مهددا الآن بـ "فعل الفساد في تمويل المصادر الاستخبارية المنتشرة على طوله".
ويقول مسؤول استخبارات صحوة الانبار السابق، العقيد جبير رشيد النايف، ان "الامن الذي يشهده الطريق الاستراتيجي الرابط بين الانبار وكل من الاردن وسوريا لم يأت من فراغ". وأضاف "نزفنا دما وخسرنا رجالا من اجل تأمينه، واضطررنا في وقت من الاوقات الى مرافقة اي حافلة تغادر او اي شاحنة تدخل الى البلاد لتأمين وصولها الى وجهتها سالمة مؤمنة، وتابعنا أمن الطريق بالتنسيق المباشر مع بغداد".
وتابع "بعد عام 2006، فان الاوضاع استقرت على هذا الطريق ولم يشهد مثل الخرق الذي وقع في النخيب". لكنه عاد ليقول ان "ما نعانيه الآن هو الفساد الاداري داخل المؤسسة الامنية"، مرجحا ان يكون هذا الفساد "هو السبب في حادثة النخيب". وشرح ذلك بقوله "بعد ان كانت ترصد تخصيصات للقادة الميدانيين لصرفها على المصادر السرية من المواطنين بات البعض من قادة الامن لا يمنح مصدر المعلومات كامل مستحقاته، لا سيما وان هذه الاموال لا تقيد وفق وصولات رسمية، ما ادى الى عزوف مصادر المعلومات عن تزويد المعنين بالامن والاستخبارات بالمعلومات مهما كانت قيمتها". ويؤكد النايف ان "كل ما موجود على الطريق حولناه الى مصادر مهمة نستقي منها معلوماتنا، اما الان فاشك في ان احدا منهم يزود المعنين بالمعلومات لانهم لا يحصلون على اي دعم مادي"، مشيرا الى ان هذا الوضع سهل وقوع اعتداء النخيب. واشار النايف الى وجود "ما يقارب من 100 سيارة نقل متوسطة (GMC) ونحو 30 حافلة تستخدم الطريق يوميا". واضاف "تنقل هذه السيارات زوارا ايرانيين وعربا واجانب وعراقيين"، موضحا ان بعض السيارات تستخدم هذا الطريق حتى الواحدة صباحا، ولا سيما "في اوقات الزيارات، وخصوصا زيارة السيدة زينب في دمشق". وذكر النايف ان "الطريق الاستراتيجي يضم نحو 25 محطة استراحة متكاملة الخدمات ابتداء من الكيلو 35 وانتهاء بالكيلو 70 بعد مدينة الرطبة". وقال ان هذه المحطات "تحتوي على مطاعم وجوامع ومحال تجارية ومحال خضار ومحطات لتعبئة الوقود".
من جهته، قال محمد فتحي، وهو المستشار الاعلامي لمحافظ الانبار ان "الطريق الاستراتيجي الذي ينقسم الى فرعين، من الحدود السورية والحدود الاردنية وصولا الى بغداد، وبمسافة تزيد عن الـ500 كيلو متر، تشرف على حمايته على مدار الساعة قوات من الجيش تعدادها بقدر لواء كامل ونحو فوجين كاملين من قوة حماية الطرق". وذكر فتحي في تصريح لـ "العالم" أمس ان "الجهود الامنية على الطريق وزعت بشكل علمي مدروس ونتائجها انه لم يشهد اي اعمال عنف منذ نهاية عام 2007 وحتى الان".
ويقول فتحي "تجوب الطريق الاستراتيجي ذهابا وايابا مفارز استخبارات مهمتها جمع المعلومات والتدقيق بكل تحرك مثير للريبة ويعمل ضمن هذه المفارز ضباط ومراتب جرى اختيارهم بعناية من ابناء العشائر ومن قوات الجيش والشرطة". وتابع "هناك تعاون وثيق بين مراكز القيادة الامنية والعشائر المنتشرة على طول الطريق الاستراتيجي اسهم في جمع المعلومات اللازمة لتامين الحماية لالاف المسافرين الذين يسلكون الطريق يوميا والاف الاطنان من البضائع الداخلة الى البلاد".
ويشير فتحي الى ان "نشر نقاط التفتيش على الطريق الدولي بهذا الشكل، يوحي لسالكه بمدى الامان المتوفر، وهو يشهد، منذ اكثر من عامين، استخدامه ليلا من قبل الحافلات الكبيرة المتنقلة بين العراق وسوريا والاردن، كما يجري استخدامه ليلا من قبل شاحنات نقل البضائع، وهذا يدل على مدى الشعور بالامان الذي يسمح لسالكي الطريق باستخدامه ليلا".
ويؤكد فتحي ان "لابناء العشائر دورا مهما في تامين الحماية للطريق الاستراتيجي، فبقدر وعيهم باهميته فهم يقدمون المعلومات للاجهزة الامنية المختصة عن حركة الافراد والجماعات المشبوهة في كل وقت".