شركة HTC للأسف في الفترة الماضية كانت مربوطة بالأخبار السيئة على الصعيد التجاري، و قد عانت كثيرا في الفترة الماضية لتحقيق أهدافها في المبيعات. لسان حل الشخص يقول لماذا هاتف رائع مثل HTC One الذي صدر العام الماضي لم يحقق نجاحا كبيرا في السوق رغم جودته العالية، و الإجابة ببساطة هي أن HTC واجعت مشاكل تصنيعية عدة عطلت إنطلاقة هاتفها السنة الماضية. نحن نتأمل و هم أيضا أن يكون الحال أفضل بكثير هذا العام، و هم على مشارف إطلاق هاتفهم الجديد HTC One M8، و هي النسخة الجديدة من هاتف HTC الرائد و الذي لاقا الكثير من الثناء العام الماضي. فهل تكون نسخة هذه السنة عند تطلعات الجماهير الكبيرة؟ تابعوا معنا هذه المراجعة الشاملة لنخبركم برأينا عن هذا الهاتف المنتظر.
التصميم و الشكل
هناك سمعة كسبتها HTC مع هاتفها One السنة الماضية، و هي امتداد لسمعة صاحبت هواتفهم لمدة طويلة، و هي مدى أناقة و صلابة تصميم الهاتف. جسم الجهاز مصنوع 90% من الألمنيوم و المعدن، و بالتالي أكثر من السنة الماضية حيث كانت النسبة 70% تقريبا، و هذا يساعد على كون الجهاز أكثر صلابة. شكل الجهاز يبدو أنيقا جدا، و يملك نوعية أسطح مشابهة لما نرى في أجهزة اللابتوب الحديثة، إنه بحق يملك مظهرا راقيا. التصميم لم يختلف فقط في مادة الصنع، بل تم جعل أطراف الجهاز أكثر إنحناء و بالتالي أصبحت أكثر راحة أثناء الحمل و الإستخدام. بالتأكيد عندما تكون مواد الصنع معدنية فإن الوزن سيتأثر، فوزن الـHTC One M8 يبلغ 160 غرما، أي أكثر بـ15 غراما من جهاز جالكسي اس 5 الجديد و المصنوع من مواد أكثر خفة لكن ليست بنفس الأناقة.
HTC قامت ببعض التعديلات البسيطة لكن حافطت على التصميم العام للجهاز من السنة الماضية. الآن انتقلت فتحة سماعة الرأس من الجزء العلوي الى الجزء السفلي، و أصبح الجزء العلوي عبارة عن منفذ للأشعة التحت حمراء المستخدمة في التحكم في التلفزيونات عن طريق الهاتف كأداة تحكم. أيضا على الجانب هناك منفذ جديد تم إضافته هذه السنة، و هو منفذ للذاكرة الخارجية عن طريق كروت SDcard و بالتالي تستجيب HTC للإنتقادات من السنة الماضية بإتاحة توسعة الذاكرة بالكروت الخارجية.
الشاشة
هذا العام قررت HTC أن تجعل الون يأتي بشاشة أكبر، و هي شاشة بحجم 5 انش. ما يأتي بعد ذلك هو نتاج طبيعي لتغييرات في الحجم، فالجهاز أطول و أعرض من نسخة العام الماضي. الشاشة هذا العام من نوع Super LCD 3، لكن دعونا نقول أن HTC تفوقت على نفسها، فهذه أفضل شاشة من ناحية الجودة نجدها من أجهزة HTC. تقنية سوبر LCD تطورت كثيرا و تعرض الألوان بشكل طبيعي و لها زوايا مشاهدة ممتازة. الشاشة تعمل بدقة 1080×1920 و بالتالي فإن الكثافة البكسلية ستكون ما يقارب 441 ppi. أخيرا الزجاج المستخدم في واجهة الهاتف و الذي يغطي الشاشة هو من نوع جوريلا الصلب و المعروف بالتحمل. قبل أن نختم يجب أن نذكر السماعات الموجودة في أعلى و أسفل الجهاز و تغطي المنطقة بالعرض، هذا العام السماعات تبدو أعلى صوتا و أفضل جودة، و هو أمر رائع بالفعل.
الكاميرا
تعود من جديد HTC و تستخدم كاميرا بدقة 4 ميجا بكسل، لكن الشركة تقول أنها تقنية جديدة و تدعى الترا بكسل، و تعتمد على أحجام بكسل أكبر للحصول على صورة أفضل، و للأسف فهذا الشيء ليس الحال دائما. لنقول الحق فالهاتف له قدرات جيدة في أخذ الصورة في أوضاع الإضاءة الضعيفة، لكن في النهار صوره لا تستطيع أن تجاري الهواتف الأخرى المنافسة في الجودة. لا تاخذوا كلامنا، لكن شاهدوا بنفسكم العينات التي أخذناها في الأسفل.
هذا العام تقدم HTC على خطوة غير مسبوقة، بتقديم كاميرا خلفية أخرى، اي كامرتين بالفعل، لكن الأخرى عبارة عن كاميرا مساعدة و ليست رئيسية. الكاميرا الثانية تساعد على تقديم بعض المزايا فيما بعد التصوير، و أثناء تعديل الصورة يمكن الإختيار ما بين عدة خصائص. فمثلا يمكن أن تعطي الصورة خاصية ثلاثية الأبعاد، و يمكنك تحريك الهاتف لتقوم أداة الإستشعار بتحريك الصورة. شاهد الفيديو الذي أعددناه في أعلى المراجعة لرؤية التأثير بنفسك.
أخيرا الكاميرا قادرة على التقاط فيديو بشكل جيد، يمكنكم مشاهدة المقاطع التي أخذناها بنفسكم في الأسفل. لكن عكس الهواتف الأخرى مؤخرا فإن تصوير الفيديو سيكون بدقة 1080p فقط و في 60 إطارا في الثانية، و لا يمكن تصوير 4K.
الواجهة و نظام التشغيل
تتميز شركة HTC دائما بلمساتها الخاصة على نظام التشغيل، و لعل واجهة Sense أحد أشهر الواجهات في مجال أندرويد. هذه المرة تستخدم الشركة النسخة الجديدة و السادسة من واجهتها، و لؤلائك المتعودين على واجهات سينس، فستبدو الأمور لكم مألوفة هنا. من ناحية تصميم الواجهة أصبحت أكثر بساطة و تعتمد التصاميم المسطحة، و يمكن تغيير ألوانها حسب الثيم المستخدم. التغيير الكبير على الواجهة هو أن الأزرار أصبحت ثلاثة بدل اثنين، و الآن أصبحت جزء من الشاشة بخلفيات شفافة، مما يعطي إحساسا أن المساحة المرئية في الواجهة أكبر.
تم إضافة مجموعة من الخصائص بعضها مقتبسة من شركات مثل LG، كخاصية النقر مرتين على الشاشة لفتح القفل. لكن HTC قامت بإضافة خيارات من جانبها أيضا، مثل زلق الشاشة باتجاه اليمين لفتح بلينك فيد، أو لليسار للتوجه للويدجيت، أو للأسفل للتوجه للشاشة الرئيسية. هناك مزايا أخرى للاستخدام السريع، كمثال يمكنك الإستمرار بضغط زر الصوت في الوضع العرضي لفتح تطبيق الكاميرا مباشرة. هناك طور أيضا لعدم الإزعاج و يمكن أن يتم تخصيصه لمنع تنبيهات معينة مثل البريد الإلكتروني أثناء فترة النوم في الليل.
الأداء و البطارية
هذه القطعة الجميلة تعمل على معالج Snapdragon 801 رباعي النواة بسرعة 2.3GHz و هذا خيار طبيعي لأنه أفضل معالج هواتف في السوق حاليا. أضف الى ذلك 2GB من الذاكرة الشعوائية و معالج جرافيكس Adreno 330 و تحصل على أداء لا يمكن المعاناة معه. الجهاز سريع و سلسل و يتحمل الضغط و تشغيل أكثر من تطبيق في نفس الوقت.
الهاتف يحمل بطارية 2,600 ميلي امبير، و هي متفوقة على السنة الماضية بـ300 ميلي امبير، و لكن السنة الماضية كان الأداء سيئا للبطارية و هناك ارتفاع لحرارة الجهاز مع ضغط العمل. هذا العام رغم أن الزيادة ليست كبيرة في السعة، لكن استهلاك الهاتف يبدو رائعا. يمكن الإستمرار بالعمل ليوم كامل من الإستخدام المتوسط الى الثقيل.
الخلاصة
هاتف HTC One أثبت أنه يستطيع التميز، فهو هاتف راقي بصناعة صلبة و مظهر جميل، يقدم أداء سريع و سلس يستحمل أثقل استخدام. هذا العام تم إكمال ذلك بأداء بطارية أفضل، شاشة أفضل، و تمكين بعض الخصائص الناقصة مثل كروت الذاكرة الإضافية الخارجية. لكن HTC ليس كاملا و الكمال لله وحده، و لا زالت HTC تتأخر عن البقية من ناحية الكاميرا.
الهاتف قدم نفسه بشكل أفضل من أكثر من ناحية، رغم أنه لم يكسر أفاقا جديدة على مستوى السوق. إن كنت تريد الترقية من نسخة HTC One من السنة الماضية قد لا يكون الأمر يستحق ذلك. لكن إن كنت تبحث عن هاتف أندرويد جديد رائع، فتوجه للـHTC دون تردد إن كنت لا تبالي أن الكاميرا ليست الأفضل أداءا في السوق.
((منقول))