جوناثان بولارد جاسوس أمريكي صدر ضده حكم بالسجن مدى الحياة، بعد أن تبين أنه كان يتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي.
ورغم أن الحكم صدر ضده عام 1985، وما زال قابعا في السجن حتى الآن، ما زالت إسرائيل تضغط على الإدارة الأمريكية من اجل الإفراج عنه مهما كان الثمن. إلا أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية ترفض رفضا تاما هذه فكرة الإفراج عن بولارد، بسبب خطورة جريمته، لكونه كان يعمل بتلك الأجهزة لصالح الموساد الإسرائيلي ونقل ملفات استخباراتية سرية شديدة الخطورة.
ومؤخرا، كشف توماس بروكس، القائد السابق للجاسوس الأمريكي، أن فداحة الجريمة التي ارتكبها بولارد تعادل ضعفي ما ارتكبه إدوارد سنودن، الذي فر هاربا بعد أن استولى على ملايين الوثائق السرية الحساسة من الاستخبارات الأمريكية.
وقال بروكس إن الاتحاد السوفيتي كان أكبر الرابحين من أعمال التجسس التي مراسها بولارد على الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية.
بروكس، الذي يحمل الآن رتبة أدميرال احتياط، كان قائد الاستخبارات البحرية الأمريكية في سنوات الثمانينات من القرن العشرين، حيث كان بولارد يعمل تحت رئاسته في هيئة الاستخبارات بميناء ميد في ولاية ميريلاند.
وكان إلى جوار المبنى الذي تقبع فيه الاستخبارات البحرية، مبنى آخر لهيئة وكالة الأمن القومي الأمريكي NSA، التي كان يعمل بها سنودن سابقا.
وكان بولارد قد أصر خلال التحقيقات معه على أنه نقل المعلومات الاستخباراتية السرية إلى إسرائيل فقط، من اجل مساعدتها في الدفاع عن نفسها في مواجهة الدول العربية وغيرها من الدول الواقعة في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما أنه يهودي يدين بالولاء للدولة العبرية.


مظاهرة اسرائيلية للمطالبة بالافراج عن الجاسوس بولارد
ولكن بروكس، خلال حديث له مع مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية قال إن بولارد، خلافا لما ادعى، كانت أكثر المعلومات التي سرقها لا ترتبط أساسا بالدول العربية أو أمن إسرائيل، وإنما تتعلق على وجه الخصوص بأساليب جمع المعلومات التي تستخدمها الولايات المتحدة، وبشكل أساسي التي كانت موجهة ضد الاتحاد السوفيتي.
وينقل موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي عن مصادر أمريكية قولها إن من بين الأسرار التي سرقها بولارد من الاستخبارات الأمريكية، كانت هناك وثائق تتعلق بأقمار التجسس الأمريكية، وتحليل أنظمة الصواريخ السوفيتية، ومعلومات عن أنظمة التنصت التي تستخدمها وكالة الأمن القومي الأمريكي في التجسس على حكومات أجنبية.
وكان من بين ما سرقه بولارد أيضا 10 مجلدات سرية موجهة تعد بمثابة الكتاب المقدس لأجهزة الاستخبارات الأمريكية في أعمال التجسس، والتي تتضمن على سبيل المثال بشكل تفصيلي كيف نجحت الولايات المتحدة في التسلل إلى أنظمة الاتصال الروسية.
المثير للدهشة أن بروكس قال إنه كان يعتبر بولارد مختلا نفسيا، ولذلك أبعده عن وظيفته الأساسية التي تتمثل في التحليل الاستخباراتي، أي تحليل المعلومات السرية التي تجمعها أجهزة الاستخبارات.

وأضاف بروكس أن جهاز الاستخبارات الروسية "كي جي بي" كان متوغلا بعمق داخل الموساد الإسرائيلي، مؤكدا أن الموساد باع المعلومات السرية التي حصل عليها من بولارد للاتحاد السوفيتي مقابل السماح لليهود بالهجرة من الاتحاد السوفيتي إلى إسرائيل.
وكان بروكس واحدا من 3 ضباط كبار متقاعدين برتبة أدميرال نشروا خطابا عام 1998، في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قالوا فيه إن بولارد أمريكي خائن، ولم يكن يحاول مساعدة إسرائيل كما يدعي. وأضافوا: "لن يعرف الأمريكيون أبدا أن بولارد عرض المعلومات السرية الخطيرة التي حصل عليها على 3 دول أخرى قبل أن يتوجه بها إلى إسرائيل، وأنه عرض خدماته التجسسية على دولة رابعة خلال تجسسه لصالح إسرائيل".
وتقول تقارير دولية إن بولارد عرض خدماته على 5 دول، كي يتجسس لصالحها، وهي جنوب أفريقيا والأرجنتين وتايوان، وكان على علاقة بعملاء وجواسيس من باكستان وإيران.