قالت صِفّ لي يا هذا امرأتك
فقلت لها وهل تجيدين فن الإستماع
كما تجيدين فنّ السؤال ..إذاً اسمعي ودوني
إمرأتي هي واقعٌ من خيال
وإسهابي لاتحسبيه إبتذال
تجيد العزف على أوتاري
وتجيد حفظ خبايا أسراري
تعرف كل تفاصيلي الفكرية
وعدد نبضاتي القلبية
إمرأتي تسكنني منذ الزمن البعيد
تتغلغل بين شريانٍ ووريد
إمرأتي اندمجت مع كراتي الدموية
فقد سكنت بكل هدوء وعفوية
هي ليس يشبهها احد
شامخة كسقفٍ بلا عمد
ملامحها ملامح إنسان
ولكن سبحان من صورها سبحان
هي أجملُ نساءِ هذا الكون
مايجمعها معهن فقط حرف النون
إمرأتي شذاها خليطٌ من وردٍ وفل
بل أجمل ويفوق برائحته الكل
إمرأتي تتقن فن الكلام
كصائدٍ متمرسٍ برمي السهام
هي العالم مجتمعاً بأسره
وهل يبصر الإنسان إذا فقد بصره
إمرأتي تظل حلماً على الورق
وكم من الأحلام تلاشى وأحترق
قالت إذاً هي لاتشبه النساء
قلت نعم ومن يشبه الضياء
قالت أنت تعيش الأوهام
قلت ومن منّا ياسيدة ليس به أسقام
قالت : أنت مسجونٌ في ذاك الزمن
قلت : يالروعته من سجن
قالت : أسمح لي فأنا على موعدٍ وأحسبه قد فات
قلت : ومن ذا العاقل الذي يحادث الأموات