بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ واللعنة على اعدائهم ومخالفيهم من الجن والانس اجمعين وعجل فرجهم يارب العالمين


روى الشهيد القاضي التستري (رضوان الله عليه) في كتابه القيم «مجالس المؤمنين» ان بعض فقهاء السلطان ألف كتاباً شحنه بالإفتراءات ضد اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام). وكان يقرأ منه في مجامع الناس ويضللهم مثيراً العداوة والفرقة بين المسلمين. وكان ذلك في زمان العلامة الحلي (قدس سره) الذي شهد انتشاراً سريعاً لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ببركة جهود العلماء في بيان الحق.
وكان ذلك ال***** لا يعطي الكتاب لأحد خشية من ان يستفسخه حذراً من وقوعه بيد العلماء فيردوا عليه ويبينون للناس بطلان ما فيه.
ولما علم العلامة‌ الحلي (رحمه الله) بذلك سعى للحصول على الكتاب بكل حيلة دون جدوى، الى أن رأى التدبير في ان يتتلمذ على يد ذلك الشخص من فقهاء السلطان بهدف الحصول على الكتاب وهذا ما قام به بالفعل، وقام متنكراً بحضور درس ذلك العالم المنحرف مدة متحملاً فيها الصعوبات الروحية لحضور درس يخلو من ابسط مواصفات الأجواء المعنوية للدرس الديني.
وبعد مدة طلب العلامة من ذلك الشخص ان يعيره ذلك الكتاب فلم يسع الرجل ان يرد طلبه لكنه قال له: اعطيك الكتاب ولكني نذرت ان لا ادعه عند احد اكثر من ليلة واحدة.
اغتنم العلامة الفرصة واخذ الكتاب الى البيت وانهمك في استنساخه الى ان تعب بعد ان انقضى من الليل شطره فغلب عليه النوم وهو منشغل بالكتابة.

يقول العلامة‌ الشهيد السيد القاضي: فاذا بمولانا الحجة عليه السلام داخل عليه يقول له: اجعل الأمر في هذه الكتابة الي ونم، ففعل ولما استيقظ رأى نسخته الموصوفة ممروراً عليها بالتمام، اي كاملة.
وقد نقل المحدث النوري هذه الحكاية وذكر انها منقولة ايضاً عن الشيخ علي بن ابراهيم المازندراني المعاصر للعلامة المجلسي وقد ورد فيها ان الداخل عليه كان بهيئة اهل الحجاز، وان الكتاب كان كبير الحجم يستغرق استنساخه مدة طويلة، لكنه تم في الليلة بكرامة الحجة (عليه السلام) وقد نقل الحادثة ايضاً صاحب كتاب قصص العلماء وذكر في روايته ان ذيل النسخة كان مزيناً بتوقيع الامام الحجة بن الحسن العسكري (عليهما السلام).