لو أن أحدا في الاتحاد الدولي لكرة القدم يسعى جاهدا لقتل وتدمير نادي برشلونة ما اختار وقتا أفضل أو قرارا أكثر فتكا من القرار الذي اتخذه الفيفا بحرمان نادي برشلونة من إجراء تعاقدات لمدة عام كامل يشمل فترتي انتقالات (صيفية وشتوية).
وكأن قناصا اختار القلب وضرب رصاصته فيه بمهارة ودقة فائقة، فلا وقت برشلونة فيه أحوج للتعاقدات أكثر من الوقت الحالي، النادي الكتالوني يحتاج لتغيير خط دفاعه بالكامل، ويحتاج بشدة لحارسي مرمى فالأول قرر الرحيل والثاني الكل يتمنى رحيله إذا في الموسم المقبل فالديز ليس موجودا وبينتو ليته غير موجود.
ليس هذا فقط بل أن تشافي تجاوز 34 عاما وإنييستا على مقربة من الثلاثين، وبيكيه تجاوز عمره البدني الخمسين رغم صغر سنه الحقيقي، وبويول اعتزل وبارترا ليس سدادا في الخط الخلفي ومن الصعب الاعتماد عليه وأدريانو كوريا ليس "سوبر هيرو" الدفاع، وفابريغاس رغم أرقامه إلا أنه لا يلقى قبولا جماهيريا في وسط الملعب وداني ألفيس أعلن أنه راحل بنهاية الموسم، إذا فالفريق بالكامل كان متوجها لعاصفة تغيير تبدأ بصافرة نهاية آخر مباراة في الموسم الجاري.
كانت العديد من المراكز سيتم تدعيمها، ومراكز أخرى سيتم غربلتها بالكامل، ولكن القناص كان حاضرا وقنص بنجاح.. حقا الاتحاد الدولي اختار الوقت السليم والمناسب ليقتل برشلونة بشكل كامل، ولكن ربما للكوب نصف ملآن..
ربما تكون رصاصة الفيفا رحمة ببرشلونة الذي توقف عن انتاج النجوم في الفترة الأخيرة، وصار يتجه شأنه شأن بقية الأندية للاستيراد من الخارج، وربما تكون رصاصة الفيفا بمثابة عيار يدوش ولا يصيب فيبدأ برشلونة في تصعيد شبابه والاهتمام بهم وترك المساحة لهم ليتألقوا بدلا من ضياع أغلبهم بسبب سياسة الشراء أو حتى الاستعادة.
ولكن بأي حال من الأحوال فالأمر صعب على الفريق الكتالوني الذي ستتوقف أرباحه من عمليات البيع والشراء، وأكثر المستفيدين هما الغريمان الحاليان ريال مدريد وأتلتيكو.