العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه هو العراق بطيبة اهله وعراقة شعبه وتقاليده ومعتقداته ومكوناته قلوبهم تنبض بحب العراق ومشاعرهم واحاسيسهم وتوجهاتهم كلهم يعملون ويتفانون ويفتخرون بانتمائهم للعراق الكبير متناسين كل شئ غير هذا لان العراق اكبر من كل هذا ... فأنا عندما اسير في شمال العراق وأطوف في مدينة السليمانية سأرى جمال الطبيعة وشموخ الجبال وعفوية اهلها وسوف أعيش مع أشعار الشاعر الملوي وأغرق في بركات الشيخ احمد والشيخ محمود الحفيد وارى ثمار التغيير وكيف اصبح الناس يعيشون عصر الحرية بكل معانيها مع احتفاظهم بكل تقاليدهم العريقة واخلاقهم العالية ووو.... ثم امضي برحلتي لاتوقف في محطة جديدة في مدينة أربيل صاحب التاريخ العريق والمجد التليد وارى كل امجادها وتاريخها الحافل بكل معاني الخير والمحبة والتسامح وارى شموخ أهلها كشموخ قلعتهم العريقة واتجول في اسواق الفاملي والمجدي مول والمس التغيير والبناء والاعمار وارى بناء الانسان قبل كل شئ وكيف أصبح هذا الانسان أداة حقيقة للبناء والاعمار من المدارس والمستشفيات والدوائر الحكومية والمجمعات السكنية والمدن لكي ينعم الانسان بالامن والاستقرار وحينها رفعت يدي الى السماء وبتهلت الى المولى جل في علاه ان يحفظ العراق واهله وارضه وترابه وان يعيد اليه الامن والامان ... ومضيت في رحلتي الى مدينة دهوك لاعيش اللحظات الجميلة مع ضحكات الاطفال وكرم الرجال وعفة المرأة واتجول في مصايف المدينة الجميلة واتأمل طبيعة الخالق الجليل وعظيم خلقه وكيف صور كل هذا .. خرير المياه وزقزقة العصاير ونسمات الهواء العليلة والطيبة اتجول في مدن عقرة والعمادية وبقية المدن الاخرى وبعدت ان ودعت مدينة دهوك مضيت لاصل الى مدينة نينوى لاجد كيف يعيش أهلها من العرب والاكراد والايزيدين والنصارى والمسلمين لافرق بين هذا وذاك الكل يخرج من الصباح ليجلب لقمة العيش لابناءه ويكفهم عن سؤال الغير أرى الاندفاع والامل المفعم بالحنان ... اتأمل مدينة نينوى عاصمة الدولة الاشورية عبر كل عصورها الطويلة وارى شموخ مدينة الحضر ونفحات النبي يونس والنبي دانيال والنبي جرجيس عليهما السلام ومضيت على شواطئ دجلة الخير وهو يتدفق مخترقا كل السهول والبوادي ووو... امضي لارى تقاليد هذه المدينة وبيوتها وازقتها وحاراتها ودروبها الضيقة ... وعلى جناح السرعة اودع نينوى لاحتفظ مع نفسي بكل ما رأيت وكأني اعيش في حلم جميل وانا اتجول في مدن العراق وأنا اردد مع نفسي نعم انه العراق بكل معانيه شعبا يرفض اليأس ويأبى كل ابناءه الا ان يمضون للبناء والاعمار .. نعم هذا العراق بتاريخه العريق وحاضره الجميل رغم الجراحات التي اصابته ورغم نزيف الدم المتدفق ودوي الانفجارات وصور القتل والارهاب ... لني على ثقة ان الله سبحانه وتعالى سيمحو كل هذا وسوف يمضي كل من عبث بالعراق واهله الى مزابل التأريخ والى الخيبة والخسران وسوف تشرق سمش الحرية والامل وانا احث الخطى واستجمع ذكرياتي الجميلة لاكتبها لاخوتي في منتدى درر العراق والى أن التقي في رحلة أخرى في ربوع العراق بين أهلي وأخوتي والى اقرب لقاء انشاء الله
........