إبراهيموفيتش ومورينيو لقاءٌ بنكهة الأبطال...
ستنتظر وسائل الإعلام بلهفة لقاء إبراهيموفيتش بمدربه السابق مورينيو لما يحمله من خصوصية، فرضتها مسيرتهما الكروية.
مازن الريس
سيكون لقاء السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بمدربه السابق البرتغالي جوزيه مورينيو أحدث أبرز الأحداث المنتظرة في مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي وضيفه تشيلسي الإنكليزي ضمن ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم غداً الأربعاء.
فقائد خط هجوم بطل الدوري الفرنسي والمدير الفني لوصيف الدوري الممتاز يشتركان سوياً بالعديد من النقاط التي جعلت وسائل الإعلام في العالم أجمع تلتفت لمراقبة أدق التفاصيل المرتبطة بكل ما يتعلق بهما داخل وخارج ميادين الكرة.
بداية صعبة
تعد انطلاقة السلطان والسبيشل وان نموذجاً صالحاً للنشء الرياضي للتسلح بالأمل من أجل الوصول إلى المستويات العليا في الخارطة العالمية، فإبرا الذي يملك والداً بوسنياً وأماً كرواتية لم تكن طرق نجاحه معبدة بالسهولة التي يتوقعها البعض وكذلك الوضع بالنسبة لمورينيو.
وبنظرة مقتضبة لبدايات الاثنين الغنية بالأحداث نجد أن إبرا ومورينيو قد مرّا بالعديد من المطبات قبل وضع أولى خطواتهما في الطريق الصحيح ابتداءً بانتقال زلاتان إلى أياكس أمستردام الهولندي واستلام مورينيو لمنصب المدير الفني في نادي بنفيكا البرتغالي، خاصةً وأن الظروف كادت أن تجبر إبرا في فترةٍ من الفترات لترك معشوقته المستديرة بسن الخامسة عشرة، وكذلك البرتغالي الذي كان من الممكن أن يكون خريجاً من كلية إدارة الأعمال بحسب رغبة والدته في ريعان شبابه.
ولعل الشيء الأكثر غرابةً هو اتقانهما لست لغات، فيستطيع الأول تكلم السويدية والبوسنية والإيطالية والإسبانية والإنكليزية ومؤخراً بدأ يجيد الفرنسية، فيما يعرف الثاني ذات اللغات مع الكتالونية بدلاً من البوسنية والبرتغالية بدلاً من السويدية، وهو دليل إضافي يؤكد رغبتهما الكبيرة في التميز والاختلاف عن أي لاعب أو مدرب في العصر الحديث.
رغبة التغيير والتاريخ حافل
يشترك صاحبا الـ32 والـ51 عاماً بامتلاكهما رغبةً جامحةً في خوض التحديات الجديدة لدى مدارس الكرة المختلفة والتي ترافقت مع ألقابٍ أسهما في تحقيقها على مدار مسيرتهما الاحترافية.
كلّ واحد منهما تنقل بين سبعة أندية (مورينيو درب تشيلسي مرتين) ابتداءً من أواخر القرن الماضي وحتى الوقت الحالي فالسويدي لعب مع مالمو وأياكس ويوفنتوس الإيطالي ومواطنه إنتر ميلان وبرشلونة الإساني وميلان الإيطالي وباريس سان جيرمان وحصل على بطولات الدوري في كافة الأندية التي لعب بها باستثناء الأول (مع لقبين لليوفي تم سحبهما بسبب الفساد) إلا أنه فشل بتحقيق إنجازٍ مع المنتخب أو الفوز بدوري أبطال أوروبا.
أما البرتغالي فدرب بنفيكا ودي ليريا وبورتو وتشيلسي وإنتر وريال مدريد الإسباني قبل العودة لتشيلسي بداية الموسم وفاز ببطولات الدوري والكأس في بورتو والأندية التي جاءت بعده، ولعل تتويجه بدوري أبطال أوروبا مع بورتو وإنتر هما الأبرز في سجله الغني جداً.
ود المشاكسين
لا شك بأن الود والاحترام المتشكل بين الاثنين في الموسم الذي لعبه إبراهيموفيتش تحت قيادة مورينيو في إنتر (2008-2009) يعدّان علامة فارقة، كيف لا وقد كالا لبعضهما المديح عبر وسائل الإعلام مؤخراً بالرغم من إشارة ماركو ماتيرازي مدافع إنتر إلى العلاقة غير الحميمة بين إبرا ومورينيو في نهاية ذاك الموسم، وذلك عندما قال الأول بأن مورينيو لم يكن ليفوز بالدوري الإيطالي لو لم يكن موجوداً فجاء رد الثاني بأنه سيتوج بكافة البطولات بدون الهداف الذي ذهب وقتها لبرشلونة وحصل ذلك بالفعل.
زلاتان وجوزيه امتلأت مسيرتهما الكروية بالتصرفات المثيرة للجدل والتي لم تكف وسائل الإعلام عن إثارتها والوقوف عندها بين الحينة والأخرى، خاصة وأنهما توجها إلى إثارة المشاكل مع لاعبين أو مدربين أو حكام، الأمر الذي أدى لمعاقبتهما أكثر من مرة من قبل اللجان التأديبية. ولكن وبنظرة محايدة لا يمكن إنكار أن الكاريزما الخاصة التي يمتلكاها تبث جاذبية مثيرة لجعل محبيهم يتضاعفون يوماً وراء آخر، ومما لا يدع مجالاً للشك أن إبرا وجوزيه لو لم يكونا يملكان الكثير من التأثير على متابعي الكرة لما تهافتت عليهما الشركات الإعلانية.
إبرا الذي سجّل 25 هدفاً في الدوري الإيطالي 2008-2009 مع مورينيو وكان أحد أهم أسباب فوز إنتر بالسكوديتو، بات الآن منافساً لمورينيو مع تألقٍ غير مشهود بقميص سان جيرمان، فمن أسعد الآخر في فترةٍ من الفترات قد يبكيه بدوري الأبطال، فهل سيستمر تفوق مورينيو عندما أخرج إبرا من نصف نهائي البطولة 2010 (لقاء إنتر وبرشلونة)، أم أن السويدي سيفك العقدة ويحمل الكأس الأغلى، والسؤال الأخير الذي يشغل الإعلام حالياً إلى متى سيستمر الود بين الاثنين؟؟؟.