قبل هدمها في العام 1994، اعتبرت مدينة كولون المسورة في هونغ كونغ ذات الكثافة السكانية الأكبر، على وجه الأرض، حيث كان يعيش فيها 33 ألف شخص، ضمن مساحة كتلة واحدة في المدينة.
وتعتبر مساحة كولون غير منظمة إلى حد كبير، فضلاً عن أن المدينة المسورة نمت بطريقة ضخمة، إذ قام السكان ببناء منازل جديدة مباشرة على الجزء العلوي من المنازل القائمة.
وقال المصور الفوتوغرافي غريغ جيرارد إن "المدينة المسورة، كانت نوع من بيضة القبان المعمارية من حيث غياب التخطيط والتنظيم."
وأدى عدم التدخل الحكومي في تنظيم المدينة، إلى غياب قوانين الصحة و السلامة العامة.
ولا يدخل العديد ضوء النهار أو الهواء إلى العديد من المباني المغلقة في داخل المدينة المسورة.
وازدهرت الشركات الصغيرة في الظلام الحالك الذي يسيطر على الأجواء داخل المباني.
ورغم من مشهد المدينة غير المنظم، فإن المصور الفوتوغرافي غريغ جيرارد وجد أن الأشخاص في الداخل يعيشون مثلما يعيش بقية الأشخاص حول العالم.
وتهبط الطائرات في مطار "كاي تاك" القريب في هونغ كونغ، وغالبا ما تصدر هديراً قوياً خلال تحليقها فوق الرؤوس.
وألهمت كولون المسورة الكثير من مشاهد الخيال في ألعاب الفيديو والكتب المصورة وأفلام هوليوود .
ورغم أن كل مدينة تدرك بعد فوات الأوان ضرورة الاهتمام بتراثها المعماري، إلا أن الآوان قد يكون فات في الوقت الذي يتخذ سكان المدينة قراراً بالاهتمام فيها.