أحيت مصر والعالم العربي الذكرى 37 لوفاة العندليب الأسمر المطرب عبدالحليم حافظ، الذي توفى في 30 مارس/ آذار 1977.
جاءت ذكرى العندليب هذا العام، وسط تجاهل رسمي للمناسبة، على الرغم من الاهتمام الشعبي، سواء في الصحف أم في المواقع الإخبارية.
كما بثت الإذاعة المصرية أشهر أغاني عبدالحليم، وكان الاهتمام الأكبر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشر هاشتاغ #عبدالحليم حافظ.
وهو ما دفع أسرة عبدالحليم حافظ، للمطالبة بمزيد من الاهتمام بذكراه، وإطلاق اسمه على أحد شوارع القاهرة.
حفلت حياة العندليب، التي لم تتجاوز 47 عاما، بالكثير من الأحداث خلال 230 أغنية و16 فيلما سينمائيا.
كما حقق شهرة سياسية كبيرة بأغانيه الوطنية، التي جعلته مقربا من عدد من ملوك ورؤساء الدول العربية.
وحظي بعلاقة خاصة مع االرئيس المصري جمال عبدالناصر، والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، وكذلك ملك المغرب الحسن الثاني، وملك الأردن الحسين بن طلال.
يتيم الأبوين
ولد عبدالحليم علي شبانة، وهذا هو الاسم الحقيقي للعندليب، في 21 يونيو 1929، بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية، وكان الأخ الأصغر بين أربعة إخوة.
وخرج العندليب للدنيا يتيم الأبوين، فوالدته رحلت بعد أيام قليلة من ولادته، ولحقها والده وهو لم يكمل عامه الأول، لتتولى شقيقته الكبرى علية تربيته.
التحق عام 1943 بمعهد الموسيقى العربية، قسم التلحين، حيث التقى بالملحن كمال الطويل، وتخرجا معا عام 1948.
وعمل مدرساً للموسيقى في مدينة طنطا ثم الزقازيق وأخيرا في القاهرة، ثم قدم استقالته ليلتحق بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آله الأبواه عام 1950.
لقب حافظ بداية الشهرة
حصل عبدالحليم على إجازة ممارسة الغناء من الإذاعة عام 1951، وتغيرت حياته عند لقائه الإذاعي الكبير حافظ عبدالوهاب، الذي منحه اسمه ليصبح عبدالحليم حافظ.
وفوجئ العندليب برفض كبير من الجمهور في أولى حفلاته عام 1952، وكان قد غنى "صافيني مرة"، وهي الأغنية التي حققت شهرة كبيرة بعد ذلك.
وامتدت شهرته إلى العالم، وغنى في قاعة ألبرت هول في العاصمة البريطانية لندن، أمام أكثر من ثمانية آلاف متفرج، لصالح المجهود الحربى. وقدم أشهر أغانيه المسيح وعدى النهار.
البلهارسيا تهزم العندليب
بدأت معاناة عبدالحليم مع المرض منذ صغره، حين أصيب بمرض البلهارسيا، الذي كان منتشرا آنذاك في مصر، من جراء نزوله إلى مياه الترع مع أصدقائه.
واكتشف الأطباء إصابته بهذا المرض عام 1956، وزادت مأساته عند نقل دم ملوث بفيروس سي إليه تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد، وأجرى خلال حياته أكثر من 60 عملية جراحية.
وفارق العندليب الحياة في يوم الأربعاء 30 مارس/آذار عام 1977، في مستشفى كنغز كولدج بلندن.
وشيع جثمانه لمثواه الأخير في جنازة شعبية مهيبة، وشهد جنازته - وفقا للتقديرات - مليونان و500 ألف مصري وعربي.
ومازالت حياة العندليب تلهم المصريين، وقد ظهرت قصة حياته في أعمال فنية في السينما والتليفزيون.
وجسد النجم الراحل أحمد زكي شخصية عبدالحليم حافظ في فيلم "حليم" عام 2006.
كما قدم التليفزيون قصة حياة عبدالحليم أيضا في مسلسل (العندليب حكاية شعب) قام ببطولته الفنان شادي شامل، الذي يشبه عبدالحليم شكلا.