هذي بحور المفردات نظمتها
رحلوا فأسبلتِ العيونُ دموعي وتصدّعت كالراسياتِ ضلوعي
وبكيتُ شوقاً للطلولِ وليتني في ركبهِمْ متقدّماً بشموعي
وعلمتُ أنّ الحبَّ ليس بضاعةٌ تحتاجُ للتسويقِ والتصنيعِ
حتى إذا كسدَتْ بأسواقِ الدُّنيا مِن كلِّ مغشوشٍ ومِنْ ممنوعِ
هربَ الفؤادُ إلى القفارِ مُكدّراً لمْ يكترثْ قولاً مع التقريعِ
أبتِ الفواجعُ أنْ تميلَ سهامُها عني فسرتُ بقلبيَ المفجوعِ
وأبتْ كذلكَ أنْ تقولَ حقيقةً في وقعةٍ ليستْ بذاتِ رجوعِ
فتفرّقتْ كلُّ القوافي وارتمتْ كلماتُها في القيلِ والمسموعِ
فإذا بأحلامي وما جاورنني قدْ صرنَ بين مؤملٍ وجزوعِ
وإذا بدهري يستزيدُ بحقدهِ وإذا بليلى ترتضي بنجيع ِ
وإذا بقلبي يستغيثُ مِن الأذى كالعاجزِ المتألمِ الموجوعِ
مافي الحياةِ منَ السعادةِ والهوى واللهوِ واللّذاتِ والتطبيعِ
أبداً ، ولا القلبُ المتيّمُ حالماً فيها ، بخلفِ الصاحبِ المتبوعِ
لا الغصنُ يعشقُ طائراً متأملاً للزهرِ بين جداولٍ وزروعِ
كلا ولا الوردُ الجميلِ بعاشقٍ للنحلِ والنسماتِ والينبوعِ
تلك القناديلُ التي فوق الثرى دربُ الغرامِ ولعبةُ المجموعِ
ياليلُ مَنْ لمْ يحترسْ بطريقهِ مِن غادرٍ متحزّبٍ مخدوعِ
يمضي ، فتقتلهُ الأفاعي في الدُّنا متضرّجاً كالعاشقِ المصروعِ
وإذا السهامُ تتابعتْ ضرباتها حمراءُ تحصدُ من ترى برفيعِ
أُفٍ لدهرٍ مالهُ مِن صاحبٍ أو تابعٍ ومنعّمِ وقنوعِ
قد هدَّ أركان الهدى متبختراً متخفّياً ، في بدعةٍ وخشوعِ
أردى ببدعتهِ الوصيَّ ويالهُ مِن كافرٍ متعصّبٍ ووضيعِ
وهْو الشّقيُّ الغادرُ المُتنكرُ الـ متمرّدُ الباغي على التشريعِ
وعدا بأفكارِ الخوارجِ مُسْرعاً متربّصاً مِنْ مَغرِبٍ وطلوعِ
أنتَ الحقودُ على الإمامةِ والسّما بالشّرِ والأضغانِ والترويعِ
قد سِرْتَ في دربِ الضلالةِ راغباًن بالذّلِ والنيرانِ والتقريعِ
أنت الشقيُّ وكم شقيٌّ في الدُّنا مُتلبِّسٌ بتلاوةٍ وركوعِ
ما منكمُ إلاّ حقودٌ غادرٌ متربّصٌ بالدينِ شرَّ فظيعِ
لينالَ مِن دينِ السَّماءِ بسيفهِ حقداً بنارِ فؤادهِ المفزوعِ
أشدو بآهاتِ الثكالى والسّما مصحوبةً بنوائحي وبديعِ
أنا عاجزٌ متكدّرٌ متفجّعٌ لإمامِهِ لوليّهِ المصروعِ
أنا مؤمنٌ متيقنٌ مُتشيّعٌ لكنْ بنورِ إمامتي وشفيعي
فاليوم تفتقدُ الإمامةُ سيّداً مِنْ أصلِها المتفرعِ المرفوعِ
والدينُ يلتمسُ الفقارَ فلا يرى أثراً لزندٍ باسلٍ وسريعِ
خلّفتَ أملاكَ السّماءِ حزينةً في ليلةِ التنزيلِ والتوديعِ
خلّفتَ أصنافَ الورى مفجوعةً مِن راجلٍ أو راكبٍ ورضيعِ
قد فُزتَ يامولى العبادِ بروضةٍ شيدتْ بأنوار لكم وطلوعِ
كنتَ الحنونَ إلى اليتيمِ فلم يجدْ يُتماً ولا خوفاً مِن التضييعِ
كنتَ الصبورَ إذا البغاةُ تتابعتْ فيها سهامهُمُ على المتبوعِ
ياسرَّ فاتحة الكتابِ وغيرها حُفظتْ تلاوتها مِن التبضيعِ
شيئان تنجذبُ الدهورُ إليهما أصلُ الوجودِ ومحكمُ التشريعِ
هذي بحور المفردات نظمتها خجلى مِن التضعيفِ والتقطيعِ.
ّّّّّّّ
منقول