العتبة الحسينة في كربلاء تُسلم راية الامام الحسين “ع” الى الاعلامية المسيحية “غدي فرنسيس” من حديث الاعلامية اللبنانية المسيحية “غدي فرنسيس” لموقع العتبة الحسينية المقدسة إبان تسليمها راية الإمام الحسين في كربلاء : أهل البيت رسالة للإنسانية جمعاء وليسوا فقط لمذهب .
لا يمكن أن يصف المرء ما هو أكبر من وجوده وحياته. نحن في حضرة أهل بيت رسول الله. هنا مرقد إبن الإمام علي وأنا الآتية من النجف. الحسين عليه السلام هو رسالة أكبر من مذهب. رسالة الإنتصار بالدم على السيف. رسالة الفداء والموقف البطولي لأجل القضية والرب الواحد الاحد.
المسيحي الحقيقي من يفهم المسيح عيسى ابن مريم. ومريم إسم في سورة قرآنية نزلت بوحي على نبي الإسلام. من يفهم ربه يتابع كل سير أنبيائه. ومن يتابع كل السير، لا يمكن أن يصل إلا لولاية أهل البيت. بمذهب الحكمة والكرامة الإنسانية والفداء الإلهي.
إن تسألني كيف وصلت إلى هذا العشق وأنا اللبنانية المولودة في طرابلس الناشئة في قضاء الكورة. سأستوقفك في محطة عام 2006. ففي ذلك العام خاضت مجموعة من الشباب في الجنوب اللبناني حرباً من 33 يوم، وأعطتني أن أرى وأشهد على حريق الدبابات الإسرائيلية وتراجع العدو الإسرائيلي الذي هو العدو الاوحد لنا جميعاً. نظرت عن كثب، فرأيت ان عقيدة يحملونها، استطاعت أن تسلّحهم بما هو أقوى من كل الأسلحة والنيران. تسلّحوا بالله وسموا نفسهم حزب الله ورموا قائلين “يا أبا عبدالله”.
المقاومة اللبنانية هي أفضل دعاية وتسويق للفكر الشيعي، فقد أثبتت نصرها.
لكن الزيارات هي أمر بين الإنسان وربّه وخالقه. هي تأمل وسكون وسجود للخالق. هي دمعة استذكار للمظلوم المنتصر. هي دعاء لحماة الحق في أرضي.
لقد اكتشفت قيمة الزيارة أولاً في زيارة السيدة رقية. الطفلة التي استشهدت حسرةً على رأس أبيها بعدما سبيت مع من بقي من عائلتها من كربلاء إلى الشام متن حراب الظلم والظالم والفتنة.
بعد فترة من زيارة السيدة رقية التي قصدتها لوحدي وبصمت، استدعاني سلطان مشهد، غريب طوس، الإمام علي ابن موسى الرضا عليهما السلام.
في تلك الزيارة تغيرت حياتي. إيمان المرء ونور الله يستطيع ان يهد جبال الحزب والالم والظلم. وبعد عودتي من تلك الزيارة تعلّمت أن أجعل زيارة السيدة زينب ابنة علي، تقليداً دائماً في كل مشاويري المهنية إلى سوريا. فهي صحفية المشهد العاشورائي وحاملة الالم والصامدة القوية الصابرة البليغة وهي من وقفت بوجه الظالم متحدية جوره وحرابة، وهي من حمت الإمام زين العابدين بحضنها وعقلها ونثرت فكره وفكرها حول زوايا الشام. أشعر انها تحميني، وأشعر انها تقويني، وأشعر انها تقويهن كلهن في الزيارة، امهات الشهداء وزوجاتهم،وبناتهم، تكللهن بصبرها.. وأمامها يفتدي الرجال ربهم، يحمونها بقلوبهم وعيونهم ودمهم، ويستمر حتى اليوم، ظلم الظالم، وسيف الحاقد والجاهل، وسبي المفتون بالشياطين. ولا يزال مذهب أهل البيت، يجيّش الأبطال ويرسلهم إلى الجنّة.
اليوم. وفي الليالي الفاطمية، حيث يستذكر صبر الزهراء وفدائها ، وتحت قمر بدر، أتعرف إلى أرض العراق المقدسة وأعبر من النجف الأشرف إلى مسجد الكوفة، أسجد في منزل أمير المؤمنين المتواضع لعظمة زهده وخلوده، وأقوم في مسجد السهلة أملاً بفرج حفيده. أنتقل في موكب الشمس إلى كربلاء، أقبل كف العباس الوفي، وأشعر بولادة جديدة وانتصار أزلي عند الإمام الحسين.
في مسجد الكوفة .. حيث عبر كل نبي وأقام الصلاة تحت نور الله من آدم حتى اليوم , وحيث ارتقت الإمامة بعلي شهيداً من محرابه
وتضيف فرنسيس : سأتابع إلى كاظمية بغداد، لأشهد زيارة عامودين من أعمدة إستمرار القضية، وإمامين من أئمة أهل البيت، وأحدهم الراهب الذي ظلمته السجون فصبر وانتصر وهو موسى الكاظم والد الإمام علي الرضا وثانيهم الإمام محمد ابن رضا الجواد، أي إبن علي الرضا..
وما بينهما وما قلهما: الإمام علي، نهج البلاغة التي تعلمناها في قرانا المسيحية حيث رفعنا اليمين ولاءاً لكل من يوالي الحق، مسيحياً كان أو مسلماً. فنحن من مدرسة في أحد جبال لبنان المسيحية تقول: كلنا مسلمون لله رب العالمين، وليس لنا من عدو يقاتلنا في أرضنا وديننا وحقنا إلا اليهود”