إستيقظتُ من نوميَ العميق,,,
تفتحت أجفاني,,,
وتلاشى بعيداً قريباً رمادُ الطريق,
إستيقظتُ بعدَ أربعين عاماً,,,
من نوميَ العميق,,,
وتفتحت النوافذُ في المدائنِ والقُرى,,,
أطفالها يصرخونَ ويبحثونَ عن نورٍ,,,
وعن مشرقٍ جديد,,,
سئِموا الظلامَ والركوعَ والهوان,,,
سئِموا أن يُساقونَ إلى مشانقهم كالعبيد,,,
إستيقظتُ فإذا الغبارُ في كلِّ مكانٍ,,,
وكلِّ سماءٍ,,,
فوقَ المآذنِ,,,
وفوقَ المنازلِ والمدارس
والدِّماءُ أراها كحقولِ الأُقحوانِ,,,
من قريبٍ ومن بعيد,,,
ودموعُ الثَّكالا واليتامى أراها,,,
سيولاً تصعقني وتقطعني,,,
من الوريدِ إلى الوريد,,,
إستيقظتُ من نوميَ العميق,,,
فإذا بطبولِ الحربِ يقرعها صديقي,,,
لا بل شقيقي,,,
يحملُ إسمي ورسمي,,,
هويَّتهُ هويَّتي,,, وأُمُّهُ جارتي,,,
أتمنى أن يُصافحني,,, يُعانقني,,,
فيقتلني,,,
هوَ الشَّهيدُ وهوَ القاتلُ,,,
وأنا المقتولُ وأنا الشَّهيد,,,
ما ذنبُ شعبٍ أرادَ الحياةَ,,,
أرادَ أن يولَدَ ويُخلقَ من جديد,,,
ما ذنبُ شعبٍ أتعبهُ الصَّمتُ,,, والوجعُ,,,
وظلامُ عُقودٍ يُرافقها,,,
سَوطٌ ونارٌ وحديد,,,
ما ذنبٌ أُمٍّ أراها,,, كالجداولِ باكيةً,,,
أمامَ جنينها في كفنٍ,,,
ويُطلقونَ عليهِ شهيد,,,
إستيقظتُ من نوميَ العميق,,,
لِأرى الشعب العربي,, باكياَ,,, وحيداَ,,,
كامرأةٍ لم يخلق الخالقُ مثلها,,,
لم يعرف الكونُ سِحراً,,,
يُضاهي سِحرها,,,
والياسمينُ يُكلِّلُ شَعرها,,,
وحيدةً يَطعنها طفلها,,,
تنزِفُ وحدها,,,
فهل هناك يا أُمَّةَ العربِ,,,
رجلٌ واحدٌ رَشيد