"موازنة" حنان الفتلاوي
علي حسين
"موازنة" حنان الفتلاوي
30-03-2014 02:11 PM
لا تسأل عزيزي القارئ.. لماذا تكره حنان الفتلاوي السنة والاكراد والمسيحيين والايزيديين ومنظمات المجتمع المدني، وشباب التظاهرات ورواد اتحاد الادباء، وحتى الشيعه الا بقدر ما يدره دفاعها المزعوم عنهم من منافع ,وكل من لا يمت بصلة قرابة او ' نسابة ' لائتلاف دولة القانون؟ اسأل فقط عن المنافع التي حصلت عليها 'معالي' النائبة منذ ان وطأت أقدامها أعتاب البرلمان.
ولانني مثل كثير من أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره ، لانعرف بالضبط العمر السياسي للنائبة الفتلاوي، ولكننا نعرف جيدا من خلال خطابها ' المتشنج ' أنها تنتمي الى صنف من السياسيين يصرون كل يوم على تذكيرنا بان الأزمة العراقية هي خلاف بين طوائف الشعب، وأنها معركة بين معسكر الشيعة من جانب وأعدائهم السُّنة من جانب آخر، وهي شطارة استطاعت الفتلاوي بفضلها الحصول على المنافع والمناصب والامتيازات، وانتجت لنا في النهاية برلمانا طائفيا وحكومة محاصصة مقيتة، وكان ظهور أمراء الطوائف بوجوههم الكالحة أول خرق للتنوع الديني والاجتماعي والثقافي الذي امتاز به العراق على مـرّ عصوره.
سيقول البعض إنه من العبث أن تتوقع من نائبة مثل الفتلاوي شتمت شباب تظاهرات شباط والصقت بهم تهم الارهاب والسرقة والشذوذ ، ان تؤسس خطابا سياسيا يرفع لواء القانون لانها مثل اشقاء لها في البرلمان يبنون 'سلطاتهم' على تغييب القانون وامتهانه واحتقار عقول الناس من خلال تشبيه مقتل العشرات من ابناء هذا الشعب بأنه موازنة بين السنة والشيعة، كما أخبرتنا الزعيمة الفتلاوي التي استحضرت كل خبراتها و'فصاحتها' لتقول بالحرف الواحد: 'اذا قتلوا سبعة من الشيعة أريد مقابلهم سبعة قتلى من السنة'، فالنائبة التي ظهرت على شاشات الفضائيات تصرخ في وجوه الجميع 'المالكي مظلوم' وكأن لسانها قد وضع على جهاز تسجيل، يردد جملة فقيرة واحدة: إنهم لا يريدون أن يحكم العراق 'شيعي' ، وهذه خدعة اخرى تريد الفتلاوي من خلالها أن توهم الناس أن المطالبة بمحاسبة الأجهزة الأمنية واستجواب الحكومة ، هي محاولة لاستهداف مكون طائفي بأكمله ، إنها حروب الطائفية.. ليس مهماً أن تتدمر الدولة ، أو تتحول مؤسساتها الأمنية إلى حراسات خاصة لمن يمنح العطايا والامتيازات.. حتى ولو كان ذلك على حساب بناء أجهزة أمنية حقيقية تحمي المواطن والمجتمع.
السيدة الفتلاوي التي جلست تحت قبة البرلمان بفضل المالكي وائتلافه، مطلوب منها أن تلعب دورا في إرسال بطاقات الوعيد والتهديد لكل من تسول له نفسه الحديث عن الخراب الذي يحل بالبلاد.
النائبة الفتلاوي هي التعبير الحيّ عن فقدان قانون يرسم العلاقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، هي ابنة المنطق الذى تطارد به القوات الأمنية شباب التظاهرات، فالكل خائن وعميل مادام يعترض على سياسات رئيس مجلس الوزراء ويحق عليهم العقاب.
الفتلاوي ومعها رموز الطائفية السياسية دأبوا منذ اللحظات الأولى على استخدام سلاحهم الأثير في إيهام الرأي العام بأنهم يدافعون عن مظلومية طوائفهم، فيما المعركة كانت بالأساس معركة اقتسام الغنائم، وخطف الوطن، وإعلاء المصالح الشخصية على حساب مصالح الناس، وترسيخ قيم المنفعة والاستحواذ والانتهازية.
كم ضحية قُتلت بسبب خطب ساسة الطوائف ، لماذا لا ترى الفتلاوي أن الخطر الحقيقي الذي يواجه الشيعة كما يواجه السُّنة، هم سياسيو الصدفة الذين عاثوا فساداً في البلاد؟ نعم الشيعة في خطر مثلما البلاد في خطر كبير، ولكن ليس على طريقة موازنة الفتلاوي، وإنما السبب الاكبر سياسيي الطوائف الذين سرقوا أحلام وآمال الناس ومعها ثرواتهم وأمنهم واستقرارهم! فماذا يعني أن يعيش ملايين الشيعة حياة تعيسة وبائسة، من أجل أن تنعم الفتلاوي ومن معها في البرلمان بالحياة الباذخة والقصور والامتيازات والمصفحات؟! البرلمان كيان وطني يجب أن يظل محايداً ولا بــدَّ أن يظل على مسافة واحدة من كل العراقيين، ومهمته توفير الطريق لسعادة كل فرد، نعم كل فرد، لا أفراد بسبب طائفتهم أو لونهم أو انتمائهم السياسي، ولا يجب أن يخضع البرلمان إلى تفسيرات أو تصورات أي جماعة ترى في نفسها أنها الأحق في الحياة من دون غيرها.
هل نبني دولة بخُطب الطائفية بعد أن سُرقت منا بشعارات الطائفية أيضا..؟
لا دولة حديثة يُقيمها نواب يستثمرون معانات الناس من أجل المناصب والمنافع!.