يا أبا الزهراء خذنا
الشاعر / الشيخ بشار العالي
يا أبا الزهراء خذنا نحن قاسينا سنينا
كيف لا يحلو على ثغري هواه
من ترى ملحمة النصر سواه
و هو من رب السماوات اجتباه
عجز الحبر .. و استحى الشعر .. من سنا طه
فارتمى دمعي .. فوق أوراقي .. كيف وشّاها
يسحق الركب إذا لاحت يداه
لا تلوموني فقد خارت قواه
بعت حبي و هو يا ناس اشتراه
أينها الشمس .. من سنا طه .. كي تحاديه
كيفما يأتي .. تسجد الأرض .. تحت رجليه
أتاه نداءٌ مريبٌ .. يا زهراء
فقومي و نوحي عليه .. يا زهراء
سمعنا ضلوعاً ستعصر .. يا زهراء
سمعنا جنيناً سيهوي .. يا زهراء
و طه يوصي علياًّ .. يا زهراء
بصبرٍ عل كل أمرٍ .. يا زهراء
تقدمي هيّا .. و بثي شكواكِ .. فالقوم يأتوك بحقد قبلي
أيكسر الضلع .. و تلطم العين .. و أنت تجرين دموع المقلِ
بالدار يأتوك .. و لن يخلوك .. إلا إذا أهووا على سحب علي
و عندها قومي .. للمسجد حثاًّ .. فضحاً لهم من دون أدنى وجلِ
احتجاجٍ على أمر السقيفه
و بيانٍ من القلب نزيفه
طالبيهم بارثٍ يا عفيفه
أرعبيهم بآيات مخيفه
و أرفضِ ذلك الشمر و زيفه
ثم قولي اليهم يا شريفه
أين عزي أهل أحجب طيفه
قم اليهم بكرّاتٍ عنيفه
يا أبا الزهراء خذنا نحن قاسينا سنينا
أنا من همٍ لهم أتراما
و الجوا كان الى صدري اماما
لستُ أدري يقتل الحرُّ على ما
نسي الليل .. ان لي بدرا .. ليس يخفيه
و صروفٌ لي .. منه قد لاحت .. نحن في فيه
تعصروا فالدارُ تسطوا فوق داري
فلكم عاثت يداها بقراري
هتكت حرمة بيتي و ستاري
قم لي يا طه .. كم تجرّعت .. غصّة غصّه
و المعاناة .. لم تخلي لي .. أيما فرصه
جراحي بساحي تشبُّ .. يا ناعي
فمالي خلاصٌ لأنجو .. من دائي
سواكم مجيرٌ يبثُّ .. أرزائي
سفينٌ هواكم و قلبي .. مينائي
سلوها فلا لم تواري .. أشلائي
و عنّي مرارا لتبني .. بيدائي
تهافت القوم .. لقطع أرزاقي .. و كلما صحتُ كفى زادوا أذى
مُنعت من حقي .. فالشمر و الدهر .. على يدي دجّالهم تتلمذا
ان قلت مظلوم .. أو قلت محروم .. قالو لقد عاد المغالي و هذا
بصدرنا حرقة .. مأجج الوادي .. من سِيَرٍ صار على العين قذى
يا امامي لقد طال أوامي
و بجرحي نما سيف انكتامي
ان قلبي الى لقياك ظامي
فلتشُني بناري و ضرامي
كان قلبي شريكي في الأذيّه
يترامى على كل رزيّه
و يداه من الحزن دميّه
يتحنّى بشلال القضيّه
يا أبا الزهراء خذنا نحن قاسينا سنينا
قلموه ظفر كسرى ان تمادى
و امسحوا دمعاً على خدي تهادى
و اذا قيل قفوا قولوا لماذا
نطق الصخر .. و مشى الحرُّ .. نحو آمالي
هكذا الصبر.. يسره عسر .. ما رعى حالي
كن على كل الملمّات قويّا
و اذا رمت احتجاجا كن أبيّا
عش عزيزاً أو مراراً رافضيّا
قلما يحلو .. لفمي عيشٌ .. و يهنيني
طالما يهوي .. سيفهم فوقي .. و يغذيني
تمادى الظلام و لاحت .. في صدري
همومي و صوتي يدوي .. من نحري
يزيد أتاني و إني .. لا أدري
يريد زوالي و موتي .. بالقهر
أنا لن أحيد و ربي .. عن صبري
و لكن سأحكي شجوني .. في شِعري
قد طفح الكيل .. و انحدر السيل .. قد بلغ السيلُ الزبى فقد طما
يا ناحري فاحذر .. إن معي حيدر .. و كلّما يحسده الناس سما
واسمع معاناتي .. قد غيّرت ذاتي .. منذ أريقت فوق أعتابي الدما
أنا و إن متُّ .. فلم أزل حيّا .. و شكوتي تعلو الى رب السما
أنا إن قلت من يسمع صوتي
لو نطقت بحق لاحَ موتي
لا أبالي و لا ما فات فوتي
فيزيد سطا و اقتات قوتي
بُح لطه بما أتقض ظهري
و لما ضاق بالأوجاع صدري
قُل له انني متُّ بقهري
قُل له انه بالحال يدري
يا أبا الزهراء خذنا نحن قاسينا سنينا
وحدة الصف بيانٌ لوفائي
لك يا طه و أصحاب الكساءِ
ما لنا مزّقنا ليلُ العناء
كلما ندري .. أننا شيعه .. و همُ سنه
يا له ضعفٌ .. يا له وهنٌ .. يا لها محنه
أيها المسلم سر نحو السعاده
و توخّى من مطبّات الاباده
قم من النوم و لا تبغي الوساده
انه العالم .. يرهب الوحدة .. ليس يبغيها
فهي أخطارٌ .. هددته كم .. كيف يحييها
قفوا يا رفاقي بخطٍ .. لا يُبلى
و قولوا سلاما لجهل .. ان ولّى
فشيعي و سني ذراعٌ .. ما شلا
لصف موحد نقولُ .. يا أهلا
فقوة و صحوة تنادي .. لا كلا
رفعنا بياناً بعزم .. ما فُلا
سترعبي العالم .. و تظفري ما لم .. تمزقي فوق رباكِ بشتات
توحدي هيّا .. و طاردي الغيّا .. فأنت اصرار و عزمٌ و ثبات
فالمسلم رفضٌ .. لكل اجرامٍ .. و هو موالاة لنور الظلمات
فالتفتحوا فتحاً .. ولتصبحوا كفّا .. تبايع الحقَّ برفض الكربات
أمة الله بالصف أبيه
إنها في الملمات قويّه
ترعب اليوم تلك الهمجيّه
و تقول بصبرٍ و رويّه
إن ديني هو اليوم هويّه
لا لشرقٍ و غربٍ يا أميّه
قد عقدنا عزومات عليّه
مسلمون و لا للطائفيّه
يا أبا الزهراء خذنا نحن قاسينا سنينا