أنا وبس!!
صديقي يعمل في شركة ويظن أنه يحمل كامل الحمل على عاتقه، أما غيره فلا يعمل،
بل يتسلق الجميع على أكتافه. هذا حديثه في أي مجلس جلس. وفي يوم من الأيام صحا من نومه فألفى نفسه تَعِباً فلم يذهب إلى العمل.
أراد أن يتصل بأحد زملائه ليخبره فيكتب له إجازة مرضية، لكنه تريث ريثما يتصل به أحد منهم ليسأل عنه. مضى اليوم كله ولم يتصل به أحد! في اليوم التالي ذهب متأخراً عن قصد، ودخل مقر الشركة، فكانت له مفاجأة كبيرة. وجد المكاتب كخلية النحل، الكل منهمك يحاول إنجاز العمل المطلوب منه، ولا أحد عنده وقت ليراقب غيره.
ذهب إلى مكتب مديره ليعتذر عن غيابه فلم يجده. سأل عنه سكرتيره فعلم أنه مسافر في مهمة.
وعندها أدرك لماذا لم يسأل عنه أحد، فقد ظن زملاؤه أنه مكلف بمهمة خارج المكتب، ولم يجدوا وقتاً للبحث عن
سبب غيابه في زحمة أعمالهم. عندها أدرك صديقي أن كل واحد في الشركة يقوم بعمله، وأن الجميع متعبون مثله، ولا أحد يتسلق على أكتاف الآخرين.
قصة صديقي هذا ذكّرتني بما قرأته يوماً في أحد مواقع الطرائف بالإنجليزية عن الفرق بينك وبين رئيسك في العمل.
لكني عندما فكّرت بتلك الفروق وجدت أننا جميعا نطبقها حتى على زملاء العمل، وهذه ترجمتها بتصرف لتناسب الحال:
إذا أخطأ غيري فبسبب غبائه وقلة خبرته، وإذا أخطأت أنا، فكل ابن آدم خطاء.
وإذا استغرق غيري وقتا طويلا في عمله فهو كسول وقليل حيلة، لكن إذا استغرقت أنا وقتا طويلا في عمل مماثل فأنا دقيق ومتقن لعملي.
وإذا لم يقم زميلي بما يجب عليه فلأنه متهاون، وإذا لم أقم بما يجب علي فأنا مكلَّف فوق طاقتي! وإذا أخذ غيري إجازة مرضية فهو متمارض، أما إذا أخذت أنا إجازة مرضية فأنا مريض جداً! وإذا اتخذ غيري قراراً فهو أرعن، لكن إذا اتخذت أنا قراراً مماثلاً فأنا حكيم.
وإذا تكلم غيري مع المدير كلاما رقيقا فهو متملق، ولكن إذا فعلت أنا ذلك فأنا كيّس فطن! وإذا تكلم غيري مع المدير كلاما قاسياً فهو قليل أدب، ولكن إذا فعلت أنا ذلك فقد أوقفت المدير عند حدّه! وإذا عمل غيري شيئا دون أن يكلف به فهو متجاوز لصلاحياته، أما إذا عملت أنا الأمر نفسه فأنا مبادر وقلبي على الشغل! وإذا خرج زميلي من مكتبه فمن المؤكد أنه ذهب ليتسكّع ويضيع الوقت، أما إذا خرجت أنا فهي مهمة عمل.
وإذا أغمض زميلي عينيه فهو نائم في أثناء العمل، أما إذا أغمضت عينيّ فأنا أفكر في تطوير العمل! وإذا أخذ زميلي يوم إجازة فأكيد عنده مقابلة مع شركة أخرى أو أنه تهرب من العمل، أما إذا طلبت أنا إجازة يوم فلأنني متعب ويجب أن ارتاح في البيت!
ألسنا نفكر بهذه الطريقة؟ فهل من إنصاف؟